الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل المنتج والعمل غير المنتج

ارام كيوان

2017 / 10 / 1
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


العمل المنتج والعمل الغير المنتج

في خضم النقاش حول العمل المنتج والعمل الغير منتج رأيت أنني لا استطيع ان لا أتادخل في النقاش وان لا أكتب رأيي في هذا الموضوع, يطرح الرفيق المعلم فؤاد النمري مواضيع تثير الجدل وتحفز على التفكير والمطالعة خصوصا في ما يتعلق بموضوع قطاع الخدمات وكونه قطاعا انتاجيا من عدمه وهل يخلق فائض قيمة أم لا يخلق فائض قيمة وهل هو من صلب الانتاج ام يعمل في خدمته كما عنون الرفيق النمري مقال عودته الى الحوار المتمدن (الخدمات ليست من الانتاج بل في خدمة الانتاج)، في ظل احتدام الجدل حول قطاع الخدمات قررت أن أعود لكراسة ماركس حول الموضوع التي عنوانها (العمل المنتج والعمل الغير منتج) والتي تشهد بصحة طرح الرفيق فؤاد النمري حول الخدمات، وفي هذا المقال سأقوم بشرح مبسط لرأي ماركس في الموضوع واناقش بضعة اقتباسات يتم الاستشهاد بها ولي عنقها من قبل البعض لاظهار الخدمات على أنها في حالات معينة قطاع انتاجي يخلق فائض قيمة

من أجل فهم كراسة ماركس يجب قرائتها بطريقة ديالكتيكية فما كتبه ماركس متصل ببعضه البعض ويشرح بعضه الاخر ولا يمكن اغفال فقرة دون الاخرى, ماركس في كراسته يتكلم عن الخدمات في عصر الرأسمالية وعندما تكون الطبقة الرأسمالية المسيطرة وليس كما في عصرنا مهزومة ويتكلم عن قطاع الخدمات عندما يخضع لرأس المال ويشير أن الخدمة من الممكن أن تكون عملا منتجا بمعنى أنها تضيف نقودا للراس المال


استهل ماركس حديثه عن الخدمات بالقول : "ان الخدمات التي يشتريها الراسمالي، طوعا أو قسرا (من الدولة، على سبيل المثال) لاجل قيمتها – الاستعمالية لا تستهلك بصورة منتجة ولا يمكن ان تصبح عوامل راسمال اكثر من السلع التي يشتريها لاجل استهلاكه الشخصي انها لا تصبح عوامل راسمال ؛ وهي بالتالي ليست عملا منتجا ، واولئك الذين يقومون بها ليسوا عمالا منتجين."

نرى بوضوح أن ماركس يؤكد بشكل مطلق من خلال هذه الفقرة أن الخدمات لا قيمة تبادلية لها بالتالي لا تخلق فائض قيمة، من ثم يمضي ماركس في حديثه الى أن يصل نقطة يشكل بها بعض التبريريين بقولهم أن العامل المأجور بجميع الأحوال يجلب مالا فهذا يجعله عاملا منتجا فيستطرد هذا القول قائلا : "وهذا يسهل عليهم (يقصد التبريريين) القفز على الطبيعة الخاصة لهذا "العامل المنتج" وللانتاج الراسمالي ، بوصفه انتاج قيمة- فائضة ، انماء ذاتيا لقيمة الراسمال الذي لا يكون العمل الحي فيه اكثر من ذات منفذة احلها الراسمال في جسده بالذات . ان الجندي هو عامل ماجور، مرتزق، لكن لا يجعل منه عاملا منتجاً."

يحذر ماركس في حديثه من الخلط بين العامل المنتج والعامل الغير منتج ويعتبر هذا الخلط له سببان :
1.في الانتاج الرأسمالي على الدوام تتم أجزاء معينة من العملية الانتاجية بطرق كانت في انماط الانتاج السابقة وفي ظل هيمنة الرأسمالية بصفتها القوة الاولى بالمجتمع وتفرض نمط انتاجها بدون الهيمنة على تلك القطاعات الى أن بعض تلك القطاعات تتأثر فكريا بالرأسمالية ويضرب ماركس مثال الشغيل الذي يشتغل لنفسه
2.اختلاط القطاع الغير منتج بالقطاع المنتج في ظل الرأسمالية ويضرب ماركس مثالا بالنفقات الحكومية


- مثال المعلم : يحتج البعض بمثال المعلم الذي جاء به ماركس كي يقولوا أن الخدمات تنتج فائض قيمة وأنا بدوري سأفهمهم ماذا يعني ماركس بمثال المعلم، قال ماركس : (ان معلم المدرسة الذي يعلم الاخرين ليس بعامل منتج . اما معلم المدرسة الذي يعلم باجور في مؤسسة الى جانب اخرين ، مستخدما عمله لزيادة نقود رب العمل الذي يملك مؤسسة نشر المعرفة ، انما هو عامل منتج .)

كما أكدت في مطلع الحديث لكي نفهم ماركس علينا قرائته بطريقة ديالكتيكية ونربط كل ما كتبه ببعض ولكي نفهم هذه الفقرة من ماركس علينا أن نقرأ ما قبلها وما بعدها :

ما قبلها : ان مغنية تصدح مثل عصفور هي عامل غير منتج . اما اذا باعت اغنيتها لقاء نقود ، فانها تكون ، الى هذا الحد ، عاملة ماجورة او تاجرة . اما اذا تعاقدت هذه المغنية مع رب عمل يجعلها تغني يهدف جني النقود ، فانها تصبح عاملاً ماجوراً، مادامت تنتج على نحو مباشر راسمالاً

ما بعد الاقتباس: ان من الممكن بالنسبة لنموذج واحد من العمل ( مثل البستنة ، الخياطة ، الخ ) ان يؤديه الانسان العامل نفسه اما في خدمة راسمالي صناعي او لحساب زبون مباشر . وهو عامل ماجور او عامل مياوم في كلا الموقفين ، ولكنه عامل منتج في الحالة الاولى ، وغير منتج في الثانية ، لانه ينتج راسمالاً في الاولى اما في الثانية فلا ؛ لان عمله في الحالة الاولى عنصر في عملية الانماء الذاتي لقيمة الراسمال ، اما في الثانية فهو ليس كذلك.

*شرح اضافي : قبل هذه الفقرات شرع ماركس في الحديث عن الخدمات عندما تتادخل مع عملية الانتاج (أي تكون خاضعة للرأسمالي وليس أعمال فردية) وقد استهل ماركس حديث في الحديث عن الخدمات الخاضعة للرأسمالي بقوله : "ان انواعاً معينة من العمل غير المنتج قد ترتبط ، عَرَضا َ، بعملية الانتاج ، بل ان سعرها قد يدخل حتى في سعر السلعة.نتيجة لذلك فان النقود المنفقة عليها تؤلف جزءاً من الراسمال الموظف ، والعمل الذي يلزمها يمكن ان يظهر بمثابة عمل بودل لا لقاء ايراد بل مباشرة لقاء راسمال."

يمضي ماركس في حديثه الى أن يصل الى تعريف الخدمة فيقول : "وعلى العموم ، يمكن لنا القول ان الخدمة هي مجرد تعبير عن قيمة – استعمالية خاصة للعمل حين يكون هذا الاخير نافعا لا كمادة ، بل كنشاط . [ انا اعطي لكي تفعل ، انا افعل لكي تفعل ، انا افعل لكي تعطي انا اعطي لكي تعطي ]"

*نرى في كل حديث ماركس عن الخدمات أنه لم يقل ولو مرة واحدة أنها تنتج قيمة زائدة بل ذلك كله ينتفي بعدم وجود قيمة تبادلية للسلعة، وكختام أريد أن اورد المثال قوي الدلالة الذي اوردته الرفيقة نجاة طلحة في تعليقها على مقال الرفيق فؤاد النمري الذي أشرت اليه في البداية :
"بما أن الجدل هنا هو ماركسي/ماركسي فسأكتفي بهذه الفقرة التي وردت في مؤلف كارل ماركس -غرونديس.- الجزء 5. رأس المال والعمل. صفحة 208. النسخة الإنجليزية. ترجمة مارتن نيكولاس. 1993. فهي تتناول المسألة الأساسية في هذه المناقشة.
إن العمل الذي ينجذ للإستخدام المباشرلا يمت لرأس المال بأي صلة لأن وجهته ليست رأسمالية. فإذا إستاجرالرأسمالي حطاباً ليقطع له خشباً للشواء فإن هذا الحطاب يعطي الرأسمالي خدمة أي قيمة إستعمالية لا تضيف شيئاً للرأسمال. وعوضاً عن ذلك يستهلك رأس المال نفسه فيها. ثم يقدم الرأسمالي للحطاب بالمقابل سلعة في شكل نقود. (غرونديس. الجزء 5. رأس المال والعمل. صفحة 208)" - (الرفيقة نجاة طلحة)

إن العمل الذي ينجذ للإستخدام المباشرلا يمت لرأس المال بأي صلة لأن وجهته ليست رأسمالية. فإذا إستاجرالرأسمالي حطاباً ليقطع له خشباً للشواء فإن هذا الحطاب يعطي الرأسمالي خدمة أي قيمة إستعمالية لا تضيف شيئاً للرأسمال. وعوضاً عن ذلك يستهلك رأس المال نفسه فيها. ثم يقدم الرأسمالي للحطاب بالمقابل سلعة في شكل نقود. (غرونديس. الجزء 5. رأس المال والعمل. صفحة 208).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حبذا !
فؤاد النمري ( 2017 / 10 / 1 - 19:21 )
حبذا لو يتعلم متمركسون كبار لهم عناوين كبيرة من الماركسي البولشفي الشاب آرام محاميد وهو يعيد للماركسية شبابها الآسر


2 - مع الاختصار
زياد ذيب ( 2017 / 10 / 1 - 22:17 )
الا ان موضودكم ماركسي بامتياز ، الماركسيين يخلطون بين تعاظم المال وبين القيمه ، هم مثلا في حالة مدير مدرسة يعمل لراسمالي ، هذا المدير يُغني الراسمالي ، لكن لا يٌنتج قيمه ، ويعتقدون كل من اخذ اجر يُنتج قيمه ، الموضوع كله لديهم عدم فهم فائض القيمه ، تماما كما نقول - كل انسان هو حيوان ، ولكن ليس كل حيوان انسان-
تحياتي الحاره


3 - العمل المنتج و العمل الغير منتج
سعيد زارا ( 2017 / 10 / 2 - 00:29 )
الرفيق العزيز ارام تحياتي البولشفية

ها انت تقول لماركسيينا : كيف يمكنكم ان تقرؤوا واقعنا الراهن قراءة ماركسية و انتم لم تقرؤوا ماركس و ان قرأتموه لم تفهموه؟؟؟

يعتقد ماركسيونا في مثال المعلم الاجير لدى صاحب المدرسة الذي صدعوا رؤوسنا به أنهم وجدوا المقتطف الحجة ليعلنوا ان الخدمات هي منتجة لفائض القيمة الا انهم كلما رجعوا الى ماركس الا و نسف ذلك اقوالهم. عمل المعلم الاجير هو عمل منتج بالنسبة لصاحب المدرسة لانه يحقق له ارباحا. عمل المعلم لا يخلق فائض قيمة اكان موظفا لدى الدولة او كان اجيرا في مدرسة خصوصية او كان يعطي دروسا اضافية للطلاب في منزله او في اقصى الحالات حتى و لو شغله الراسمالي الصناعي في معمله ليعلم العمال.

تحياتي للرفيق البولشفي ارام و هو يزيل حجر العثرة.




4 - المعلم العزيز
ارام كيوان ( 2017 / 10 / 2 - 12:38 )
رفيقي العزيز هذا من بعض ما عندكم


5 - السيد زياد
ارام كيوان ( 2017 / 10 / 2 - 12:39 )
عزيزي السيد زياد احيانا يكون خير الكلام ما قل ودل
تحياتي


6 - الرفيق العزيز سعيد زارا
ارام كيوان ( 2017 / 10 / 2 - 13:28 )
رفيقي العزيز هذا الحجر ازيل منذ مدة ولكنهم مصرون على ما هم فيه عنادا

اخر الافلام

.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز


.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ




.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا


.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟




.. تصريح الرفيقين جمال براجع وعبد الله الحريف حول المهرجان الخط