الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسْتُ نِصفًا

حنان بن عريبية
كاتبة

2017 / 10 / 1
الادب والفن


نِصفٌ وَجعْ ونِصفٌ فاجِعة
وبَينَهُمَا أنصَافُ رحِيقْ
كُلّ يَوْمٍ إبادَةٌ لِسدَاد العقلِ
وَيتغنَّى اللَّئِيمُ بِالكَرَمِ والعَبِيقْ
اخْتزلَ الأُنثَى فِي النِّصْفِ
وَالإنْصَاف لَيسَ في نِصْف الطَّريقْ

رُبَّمَا نَحنُ فَعْلاً نِصْف وَاكْتِفَاءْ
لَكِنْ نَحنُ الصَّادُ والمِيمْ نَحنُ الوَاو والدَالْ
نَحنُ أسْرَار المَعاجِمِ
وَماَ تَحْمِلَهُ الحُروف مِن بَرِيقْ
وِجْهةٌ للصَّوابِ وكلُّ حَرْفٍ ينْبِضْ زَفِيرًا وَشَهيقْ

لَسْتُ نِصْفًا فَالحَاءْ سُبِيتْ وَزُفَّتْ لِلْحُروبْ
وَهْي التِّي لمْ تَنْكُثْ وَعْدَ الصَّلابَة فِي هزِيع الدّرُوبْ
رُبَّمَا لا أُحْسِنْ إنتِقَاء مَا يُعْجَبْ
فَأنَا نِصْف وَحَيائِي عِنْدَ البَائِس
لَا حَقَّ لَهُ أَنْ يَغْضَبْ
حَتَّى لوْ انْتُهِكَ وفزِع وَشَعُرَ بالضِّيقْ

مَللْنَا السَّماح لنَا بالنّطْقِ مَع تَأْشِيرَةٍ مِن المحيّي لِنَكْذِبْ
ليُقْصَف ويُضْغَطْ على الطَّريقْ
فَاعْتَزلْتُ الكَلامْ وسُبلُ النَّجاة والسَّلامْ
وآختَرتُ أيْن الاّخيار إخْتَرْتُ أن اتْعبْ
بنِصفٍ مكلومَ الرَّوافِدِ مُحاصر بِالقُبْح من كلِّ جاَنِبْ
أسدل عليْه قُماشٌ من عَبدةِ الأجسَادِ
لا عَبدة رُوحُ المَعَابِدْ

فَفِي جُموعِ الانْصاف الأنْثَى ثَريد
وَيُقَامُ علَى النَّيْلِ مِنْها طرَب وعِيدْ
وإذا صَدَّتْ السَّاقِطَ نَالَ مِنْها الوَعدُ والوعيدْ
فَأيُّ تَرفٍ هذَا في النّصف حتّى لوْ توّج ماسًا
والباهظ من العقِيقْ

نِصفٌ وَجع ونِصفٌ فاجِعة
وبَينَهُمَا أنصَافُ رحِيقْ
صُوِّبتْ نَحوِي سِهَامُ النَّذالة
وكلّ خَبِيثٍ يُلاحِقُني بالكَدَماتْ
لاخْضعَ للْقبحِ والجَهل ويتَلاشى شَذَى العَبِيقْ
وَيَهوي صَرْح حُريّتِي وأسْجَنُ كالعَبيدْ

لمْ يُنصِفْني الأدَب ولا فَلْسَفةَ الفَيافِي
والصِّدْق يَنهَشُه العَطبْ
والرّقةُ تُبْترُ والعَفويّةُ تُقبَرْ بنَارٍ ولَهَبْ
والفِكْرُ يُسْجَنُ ويُستَبْدَل بخُرافاتٍ ويُنْفىَ فِي السّحِيقْ
فأيّ انْصافٍ لِلْأُنْثَى بِهوّةٍ تَبْتلعُ النّور والبَرِيقْ

أَعتَذِرْ سَيّدِي أَعتَذِر سَادَتِي أَعْتَذِرْ
كُنْتُ جَاحِدة لِترفِ الضِّيافَة
بُورِكَ جُحوُدِي
فَأنَا نِصْفً لا يكْتَمِل بالخُضوعْ للْحقَاره
أيْن المساومُة يُقدّم عَلى نَخْبِها كلُّ ابْريقْ

أيْنَ ابْليس هُو المَلاكْ
والرِّحيمُ سمٌّ فَتّاكْ
أيْن الوساَخَة تَغْتَصب الحَقّ
ولهَا النَّجاة بِمكْسبٍ بِدُون تَعبْ

جَاحِدة لأنِّي لمْ أُباركْ مَوائِدَ الكَبْت وسَلب الرَّحِيقْ
ولَم أسمَحْ لِصَلافة تنْتزعْ مِنّي احْتِرَامي لِنَفسي
فَهو أغْلى عنْدي من الذَّهبْ

جَرُّوا ارادَتِي لسَاحة الازدراءْ واللَّعين مِن الطَّربْ
وحُقنْت اللاّشعور
فالبَوحُ بعَدم الرِضا عنْدَ الأنصاف
يُرجَى فِيه اعَادةُ الطَّلبْ

ورَشقَتْنِي رِمَاحُ نُقص الوَرقْ
فَجُمُوع الأنْصاف أنا عِنْدَهُمْ لسْتُ ذَاتًا ولا كَيانْ
بل كُتلة وَرقْ
قُلْتُ لا لِلْيأسْ قُلْتُ لا بَأسْ سَألتَحقْ بِالقَاطِرة
أين تُصَنّع الخَواطِر وتُزيّنْ الخَاطِره

أخَذْتُ نَفسا عَميقْ
رغْمَ امتِعَاضِي ورغْم حصارٍ حَدّ الضّيقْ
كتَبتُ عن المظالم وكيف التّشويه
كَتبتُ حَتَّى عَن العَرقْ
وَكانت وَرقَتي بِلّور نَافذة والقَاطرة رُوّادها أنصاف
وانْسَانِيتهم حبْرًا علَى وَرقْ

قُلت ستقرئُها المَسافَاتْ
والطَّير والجَمارِك وحَتّى النَّباتَاتْ
ودَعوْت خَالقِي
أن لايأْتي ممحون بالنِصف ويحوّلهَا اثَارا لعَرقْ

فَأيّ ذَنْبٍ لمُقلةٍ سُرقَ مَاؤهَا
واسْتوَى فِيها الفَرح وهَواجِس الأرقْ
وأيُّ ايقاعٍ لَمْلَمَ شتاتَ النّبض وأُعدِم بحُلول الغَسَقْ
وأيُّ مَعابِرٍ نَرثِي حَالها
والجَرادُ تُهدَى لهُ الورود عَلى طَبقْ

أيّها المتغنّي بالفَوزِ عَلى الأخْيَارْ
وتُهلّل أنّك أَنْقَذْتَ الخَلقَ والخُلقْ
وأنّك أَطحْتْ بِصَرْح العَقْل وبِيدِكَ تَحريرُ الرّقَابِ
أو التّحكم باسْتدارة الأعْناقِ والعُنقْ
وأنّك منارة التّائه وطَوق نَجاة المُغتربْ
أين أنت والشّرق يَنضَوِي
وأيّ شِمال أو يَمينٍ قُدْوةً لِي
وأيّ غَربٍ سَيكُون وِجهةً لِي عِندْ المُفتَرقْ
وأيّ مُحيطٍ للأدمُعِ سَيحْتَوِي الأَدْمُعَ ويَقِيني الغَرقْ
وأيُّ فَصلٍ من الفُصولِ بِه سَأَحْتذِي
وأنَا أمَام المَمحُون بالأشْطارِ
كُتلةَ لحْمٍ أو كُتْلةً من الوَرقْ

لسْتُ نِصفًا
أنا الكامِلةُ أسيرُ مرْفوعة الرّأسِ
ولا يَهُمّني من سَبقْ
أوْ من ذَاع صِيتهَ ورُوحهَ بنصفٍ في مَزاد واهب الطُّرُقْ
لسْتُ نِصفًا
أنا الكامِلةُ وحَياتِي مُلكِي
ولنْ أجَادِل مَمحُونًا بالنِّصف
وباكْتمَالِ عقْلِه لَمْ يَثِقْ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من قال لك أنت نصف.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 10 / 1 - 21:45 )
أنت نصف كله ضوء ونور وبريق،وانت الأم الحنونة اللطيفة والرقيق.
لولاك لما أوجد هذا الواحد (الرجل)الذي يهين المرأة وهوالسليق.
يوصفوك بناقصة العقل والدين وقد وضعوا بفضلك أول خطوة على الطريق.
أنت الأم والأخت والإبنة والزوجة ولولاك لما كان للنصف الآخر الناقص اية وجود
كيف يمكن لإنسان أن يقول أنا أبن ناقصة العقل والدين،وبهذا يعترف اعترافٱ-;- ضمنيٱ-;- أنه ناقص الدين والعقل.
اية تناقضات بين هذا القول وقول الجنة تحت أقدام الأمهات.


2 - غريبة
عبد العزيز سيد علي ( 2017 / 10 / 2 - 03:23 )
(الست انت من كتبت ا(لإسلام كرم المرأة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=551929
ودافعت عن الشريعة الاسلامية التي تجعلك نصف انسان وفوق ذلك ناقصة عقل
لماذا الإعتراض الآن على انك نصف انسان بمنطوق الشريعة الاسلامية
شهادة إمرأتين بشهادة رجل
وفي الميراث للذكر مثل حظ الانثين

اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال