الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاء .. 2 .. عن صلب المسيح وصلبى ..

هيام محمود

2017 / 10 / 5
الادب والفن


هناك قصص تنتهي ، وأخرى لا يجبُ لها أن تُدركَ ختامًا .. وإن أدرَكَته فإنها لا تفنى ، لا تنتهي ، لأنها الألف والياء .. وحتمًا سيمرّ أحدهم يومًا ، فيبدأ منها أو ينتهي إليها .. قدر محتوم لا هروب منه وإن كان ظالمًا ، لا بديل عنه ! وطوبى لمن كان قضاؤه عادلاً .. طوبى لمن غرق في بحور الألف وفنى في نيران الياء ..


ياهْ ! كم أنا سعيدة !


علاءْ ..
قالت لي حبّكِ هُراءْ ..
قريبًا تهجُرينَا ..
تَقْتُلينَا ..
وتقولي كنتُ بلهاءْ ..


ياهْ ! كم أنا سعيدة !


تامارا أختي الوحيدة ، أختي الكبيرة حسب توقيت خروجها للحياة خارج رحم أمي ، خرجَتْ قبلي ببضع دقائق .. لمّا كنّا صغيرات كانت تامارا عندما تغضب مني تُعيِّرني ب "القاتلة" ، إيلان أنتِ قتلتِ ماما ، أنتِ شريرة ، أنا خرجتُ ولم أقتل ماما ! أكرهكِ إيلان أكرهكِ ! فأبكي وأقول لها : كاذبة ، أنتِ تُحبّينني وتعلمين أنكِ خرجتِ قبلي لأنّكِ إستيقظتِ قبلي وتركتيني نائمة ، لو إستيقظتُ قبلكِ كنتُ أيقظتكِ وخرجنا معا ولم تمت ماما ! .. فتقول : هل ماما غضبت مني لأني تركتك وذهبتُ وحدي ؟ .. فأجيبها : ماما الآن في السماء تنظر إلينا وهي غاضبة منكِ لأنكِ تقولين أنكِ لا تحبينني وأنني "قاتلة" .. فتحضنني وتقول : أنا أمزح ، أنتِ أختي العزيزة وأنا أحبكِ أكثر من كل شيء ولن أذهب وأترككِ وحدكِ أبدا .. فأسألها : أكثر من بابا ؟ .. فتجيب : أنا لا أحب بابا ، بابا لا يحب ماما .. فأجيبها : بابا شرير تزوج إمرأة أخرى أنا أيضا لا أحبه ! ..


ياهْ ! كم أنا سعيدة !


قسَتْ فكنتَ لي العزاءْ ..
وعَلِمْتَ أنّي دونكما فنَاءْ ..
قلتَ لنْ تُثنينَا ..
وتُبكينَا ..
فنهلكَ في الصحراءْ ..


ياهْ ! كم أنا سعيدة !


قصص ، قصص و قصص ! .. هذا يطلب مالاً ، ذاكَ جاهًا ، هذه كذبًا ، تلكَ عبثًا ، أولئك وهمًا وهؤلاء يُريدون قصصًا ! ليناموا ، ليحلموا ولا يستيقظوا أبدًا .. تامارا تحبّ القصص ، كنتُ أحكي لها ولي الكثير منها ، كنتُ "ال" "قاصّة" ولا زلتُ ، تسمعني تامارا وأسمع نفسي عندما أقصّ ، كانت تبكي فأبكي معها وكنتُ أبكي فتبكي معي وأنا أقصّ .. لم يكن لدينا إلا إكليل شوك واحد ، أضعه على رأسها وأجلدها ، وتضعه على رأسي وتجلدني .. لم يكن لدينا إلا صليب واحد عليه أصلبها وفي قلبها أطعنها ، وعليه تصلبني وفي قلبي تطعنني .. أفديها وتفديني .. كم سخرنا من بدوي عبريّ دجّال وعُصورِ جهالةٍ يرثيها الجُهَّال ، أشباهُ نساءٍ وأشباهُ رجال .. قلنا مُحال ! فقد فُدينا وإنتهينا ! .. عدنا إلى منزلنا العتيق نبحث عن الشوك والخشب ، كان يوم شتاء أردنا أن نحرق ذلك الخشب فلم نستطع : بكيتُ وبكت تامارا معي وصرخنا : لا نستطيع !


ياهْ ! كم أنا سعيدة !


هي الألفُ وأنتَ الياءْ ..
وعروق جرتْ فيها الدماءْ ..
فغنّي أمانينا ..
وأَطْرِبينَا ..
قَدْ خُلِّصْنَا وتمَّ الفداءْ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله يسامحك.........
ثائر ( 2017 / 10 / 5 - 17:12 )
الله يسامحك-;-الله يسامحك يا سيتنا!شوفى ماهو هما اتنين ما عندهمش تالث:يا انا غبى بعيد عنك يا انتى بتكتبى صينى?!!طب اسمعى دى:انا بصراحه مش بتاع شعر وادب والحاجات دى بس اتحدفت الله يسامحنى!على الشغل اللى انتى عاملاه فى بتاع الادب والفن دة.....اطلع من حته اقول يا رب وحياة سيدنا النبى الاقى شويه نور فى اللى بعديها بس مافيش!تطلع التانيه مظلمه اكتر من الاولى!يا خوانا حد عنده شمعه? ...... واحترامى وتقديرى وسلامى للحبايب


2 - أستاذ ثائر ..
هيام محمود ( 2017 / 10 / 5 - 17:59 )
لم أنسى موضوع - الهجار- كما وعدتك ، سيأتي بعد أن أفرغ من - علاء - .. و- الله يسامحني - هاهاها .
مودتي وتسلم ..

اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده