الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة 05 أكتوبر 1988 في الجزائر كانت بتحريض من السلطة لتركيع الشعب

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ في المزاد.. هل هي دعوة إلى إخفاء التاريخ ؟
تحاول السلطة في الجزائر طي صفحة الماضي و نسيانها، كلما حلت مناسبة أليمة عاشها الشعب الجزائري، و بالخصوص انتفاضة 05 أكتوبر 1988 التي تمر عليها اليوم 29 سنة من وقوعها، لأن ما حدث في الجزائر لم يكن ربيع عربي ، بل كان خريف، و دوامة للفوضى كما يقال، سقطت فيه كل الأوراق التي تمثل هوية الجزائر و سيادتها، يوم سقط مفهوم الدولة، و مفهوم الجمهورية و مفهوم العدالة الإجتماعية، و مفهوم القومية الجزائرية من دستور الجزائر، فهذه الأحداث ما تزال عالقة بأذهان الجزائريين، و كان الشغل الشاغل الذي يستحوذ على جزء كبير من اهتماماتهم، لاسيما الإسلاميين ، و في هذا اليوم بالذات اتسعت رقعة الانتفاضة عبر مختلف المدن الجزائرية، رافقتها عمليات التخريب للمنشآت و المباني التي ترمز إلى وجود الدولة، أعلنت فيها السلطة عن الحصار، و زرعت عناصر الجيش في الأماكن العمومية..، السلطة الحاكمة تشن حربا أهلية بينها و بين الشعب ، دخلت البلاد في نفق مظلم و طريق مسدود بسبب الفساد السياسي، و اتسم الوضع بإطلاق النار، سقط فيها العديد من الضحايا، و سالت دماء، و قد مهد لهذه الإنتفاضة زلزال أكتوبر 1980 و أحداث 1982 عقب التجمع الكبير الذي نظم بالجامعة المركزية و الذي قادته حركة جماعة محفوظ نحناح ، كانت المطالب تتمثل في تحقيق الديمقراطية و مبدأ العدالة و حرية التفكير و حرية التعبير و التعددية السياسية..، كما أن هذه الإنتفاضة مهدت أيضا لدخول الجزائر حرب أهلية جديدة، سميت بالعشرية السوداء، و كانت الضريبة قوية جدا، و الجميع على علم بوقائعها و نتائجها.
البعض يقول أن الانتفاضة جاءت بتحريض من السلطة نفسها يوم وقف الرئيس الشاذلي بن جديد أمام الشعب و ألقى عليه خطابا تحريضيا ، و دعاه إلى أن يدافع عن نفسه بنفسه و أن ينظم نفسه، و انتقد في خطابه الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني التي كان هو أمينها العام، ترى من له القدرة على نسيان هذه الأحداث؟، و لكن السلطة تريد القفز على التاريخ، و هاهي اليوم تلقي به في المزاد للبيع و طي صفحته نهائيا، ليبقى الرجل الأخير على رأس الجمهورية الجزائرية التي تحولت إلى مملكة يتوارثها الأحفاد، و أمام هذه ألأحداث نقف على نظرية نهائية التاريخ لصاحبها فوكوياما، و التي كانت في نظر السلطة الجزائرية دعوة إلى اختفاء التاريخ أو إخفائه نهائيا، حتى لا تكون هناك محاسبة لمن عاثوا في الأرض فسادا و أكلوا مال الشعب و داسوا على كرامته، لدرجة أنه أصبح لا يفرق بين الحكم الراشد و الحكم الفاسد، المهم عنده أن لا يتكرر سيناريو العشرية السوداء، و الحقيقة أن الكثيرين من ينظرون إلى التاريخ و كأنه سلعة تباع و تشترى، و أن الشعب الجزائري له قابلية لكل شيئ، و أنه وجب اليوم بإعادة النظر و تصحيح المفاهيم التي ورثناها ( النضال، الجهاد، الكفاح، الوطنية,,الخ)، و مفاهيم أخرى أغرقت المواطن الجزائري في بحر من الجهل و اللامبالاة ( الديمقراطية، المواطنة، و حقوق الإنسان..الخ).
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟