الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنقف بوجه من يمس حرية التعبير لا للاستبداد الاسلامي

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2006 / 2 / 17
الصحافة والاعلام


ما يشهده العالم اليوم من التطاولات على حرية التعبير والصحافة، من قبل تيارات الاسلام السياسي وحكوماتها في الشرق الاوسط والبلدان المبتلية بنفوذ هذه التيارات، امر خطير. هذه التطاولات تجري من خلال الاعتراضات على نشر الجريدة الدانماركية "يولاند بوست" للرسوم الكاريكاتورية لمحمد ولكنها في حقيقة الامر هي تطاولات تستهدف المكتسبات البشرية في مجال حرية التعبير وحرية الصحافة. انه ذا اهمية خاصة للبشرية المعاصرة بان لا تتيح المجال لهذه الغطرسة وهذا التحدي الكبير لمكتسباتها ان تمر عليها دون الوقوف الصارم ضد الاسلام السياسي وحكوماته وتياراته وجميع شركائه في الحكومات الغربية والمؤسسة الحاكمة في الغرب والطيف المتخاذل من مايسمى بـ "اليسار" فيه.
واضح بان اليمين الدانماركي قام بنشر هذه الرسوم الكاريكاتورية لتحقيق اغراضه الخاصة به. غير ان ما نشهده اليوم وما نراه من اعتراضات ومواجهات تنظمها الاسلام السياسي يعطينا شيئا اخر وقصة اخرى لا علاقة لها بمواجهته لليمين الدانماركي المتطرف. فالقوى التي تنظم وتقف وراء تظاهرات مصروفلسطين ولبنان وايران ولندن وباكستان واندونيسيا ليست الا تلك القوى التي تقتل وتبيد من يرفع صوت الاعتراض التحرري بوجهها في بلدانها، انهم حملة السيوف بوجه البشرية وخانقوا الحرية والتقدم الاجتماعي وكل القيم الانسانية واعداء النساء ومستعبدي حرياتها ومساواتها، وهم ممثلوا وشركاء الجريمة مع الانظمة القمعية والتيارات الارهابية التي راحت ضحية حكمها وارهابها عشرات الالاف من المواطنين في ايران والجزائر ومصر وافغانستان والسعودية وباكستان وفلسطين. انهم عصابات الاسلام السياسي التي تشكل قطبا ارهابيا ومصدر تهديد اساسي للبشرية المعاصرة شانها شان قطب ارهاب الدولة لامريكا والمتحالفين معه.
لا تستهدف المواجهة الحالية حول الرسوم الكارتونية اليمين العنصري ولا الهيئة والمؤسسة الحاكمة في امريكا والغرب، انها تستهدف البشرية المعاصرة ومكتسباتها، تستهدف ثمرة النضال والمساعي التاريخية للطبقة العاملة والجماهيرالمتحررة والحركة اليسارية والاشتراكية في الغرب لنيل الحريات والحقوق المدنية وكسب حرية التعبيروحرية الصحافة. انها تستهدف خنق تلك الحريات ومنع النقد اوالتعبير عن اي شئ يمس الاسلام والاسلام السياسي ليس في بلدان الشرق الاوسط بل في العالم اجمع وخاصة في الغرب.
اثبات ذلك لا يحتاج الى جهد كبير ان ما يجري لا ينفصل عن الوقائع السياسية على الارض، فشن هذه الحملة العنيفة الرجعية واثارة هذه الضجة الواسعة تعكس وقائع سياسية ملموسة وتغيرات في ميزان القوى السياسي بين قطبي الارهاب العالمي بعد الحرب على العراق. واضح بان حصيلة سياسات امريكا وجرائمها في العراق ومجازر اسرائيل بحق الجماهير في فلسطين لم تكن غير تقوية الاسلام السياسي في الشرق الاوسط وهذا ما حدث ويحدث فعلا. فان صراع الاسلام السياسي الحالي على الرسوم الكارتونية يعكس هذا الموقع الجديد للاسلام السياسي وخاصة بعد فوز حماس ويشكل مسعى لفرض اقتداره على الجماهير ومكتسباتها في الغرب، فيجب الرد عليه بقوة و وارجاعه الى جحوره . غير ان هذا غيرممكن بدون وقوف الطبقة العاملة والحركة اليسارية و الاشتراكية ومحبي الحرية في العالم بوجهه واسكاته.
ان تيارات الاسلامي السياسي ليست وحيدة في مساعيها الرجعية وهجومها على المكتسبات البشرية حيث تشاركها الطبقة الحاكمة في الغرب واحزابها وقواها الرجعية. ان ما يحدث على هذا الصعيد هو مهزلة مدعاة للاشمئزاز ولكنها تشكل حقيقة نشهدها بام اعيننا هذه الايام. ثمة تحالف مقدس يحدث ويتجسد بين الاسلام السياسي وحكوماته وتياراته مع المؤسسة الحاكمة في الغرب واوربا وحكوماتها واحزابها تستهدف البشرية المعاصرة ومكتساباتها التاريخية في نيل الحرية وهذا هو ما يجعل من هذا الهجوم امرا خطيرا. لقد كان من المعمول به وحتى الان وكحق غير مشروط بان تكون الصحافة والتعبير عن الراي مجالا لا يتدخل فيها احد، غير ان ما نشاهده اليوم هو تدخل الجميع من اعضاء معسكر الطبقة الحاكمة والهيئات الحاكمة في الغرب من رئيس وزراء الدانمارك الى بلير وبوش وشيراك دون الخجل في هذا لامر وتوجيه النصائح للصحافة وتقديم الاعتذار واتخاذ الاجراءات خلف الكواليس للحد من حرية التعبير بشكل يتناسب ومصالحهم الطبقية الرجعية ومصالح ربح الراسمال والتجارة.
انه من وقائع حياتنا المعاصرة بان الاسلام السياسي كتيار واحزاب وانظمة فاشية يرجع وجودها في المسرح السياسي في منطقة الشرق الاوسط وغيرها من البلدان المبتلية بالاسلام السياسي الى ضرورة مواجهة راس المال للطبقة العاملة والحركة الاشتراكية والشيوعية واليسار من خلال هذا التيار الدموي. فلا يمكن ان نقفز فوق الطبقات الاجتماعية والصراع الطبقي والاجتماعي الجاري في المجتمعات عندما نتحدث عن السياسة والفكر بما فيها الاسلام السياسي. ان للغرب والبرجوازية العالمية مصالح اساسية مع هذا التيار الفاشي على هذا الصعيد ويساوم معها. ان الاسلام السياسي هو المخزون الرجعي بيد الطبقة البرجوازية العالمية بوجه الانسانية والحركة التحررية الشيوعية والاشتراكية فلا يمكنها ان تتخلى عنه، ليس هذا فحسب بل تحاول بشتى الطرق الابقاء عليه في اطار ستراتيجتها كاداة ترعيب وماكنة دموية بوجه الحركة التحررية للانسان المعاصر في العالم العربي والشرق الاوسط. ان عدم الوقوف الحازم بوجه تطاولات الاسلام السياسي على حرية التعبير من قبل الحكومات والصحافة الغربية يغذيها هذه المصالح الاستراتيجية التي يخفونها باستمراروبشتى الطرق امام انظار الجماهير.
ان الاسلام السياسي يعبئ قواه تحت ذرائع شتى ويثير المشاعر بمختلف الاشكال غير ان ذلك جزء من تحريضه السياسي و نمط من انماط عمله السياسي وليس له علاقة بمن اذى مشاعر من. انه تحريض سياسي مثله مثل اعماله السياسية الاخرى ونشاطاته الارهابية. ولكن خلف هذا العمل التحريضي السياسي تقف وقائع سياسية اخرى وحرب اخرى. ان ما يجري من حيث الجوهر هو حرب مستمرة لاخذ مواقع جديدة على المسرح السياسي والاجتماعي العالمي من خلال الهجوم والتطاول على حرية التعبير فيجب اسكاتهم و فرض التراجع عليهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان