الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صح النوم ..يا سيادة الوزير ..!

هادي فريد التكريتي

2006 / 2 / 18
كتابات ساخرة


أطل علينا ( الإطلالة على الأعم الأغلب ما تكون جميلة ..!) السيد وزير الداخلية ببيان ُمَوًقع في 14 شباط باسم باقر جبر الزبيدي ، وقد وضع بتاريخ 17 شباط على موقع " صوت العراق " الألكتروني " ، ولا أدري هل هو نفس الوزير المسمى " بيان باقر جبر صولاغ الزبيدي " أم هناك غيره ، فإذا كان هو نفسه ، فِلَم يضع القارئ ، أو السامع لبيانه في ورطة ولجة من الشك ؟ فنحن نعيش في وضع مستقر وآمن تحرسنا مليشيات الطوائف ! وزمن الحياة في المنفى والخوف من النظام الفاشي الساقط ، قد ولى إلى غير رجعة ، آنذاك كان المناهض للنظام يعيش خلف أسماء مستعارة ، كأبي محمد ، أو بيان ، أو ما شابه ذلك ، فهل السيد الوزير ، باقر جبر الزبيدي ، لا زال يعيش تحت هاجس خوف المعارض من التصفية الجسدية ، حتى وإن كان وزيرا لداخلية العراق ؟ فإذا كان "أبو محمد ، بيان باقر جبر صولاغ الزبيدي " ، هو " نفسه " وزيرنا رغم تعدد التسميات فِلَم َلْم ُيزل الإشكال ؟ ويتم توحيد الإسمين ويجري التصحيح في سجلات مديرية الأحوال المدنية ، وهي أحدى الدوائر التابعة له ، والقادرة ليس على تصحيح الأسماء فقط ، بل حتى منح وإعطاء الجنسية للكثير من طالبيها ، من غير العراقيين ، بأسماء جديدة أو حتى مستعارة ، للأشقاء في الطائفة من دول الجوار ، وبذلك يزيل الحرج عن مسؤوليته في إغراق وزارته بالخبراء وضباط المخابرات من الذين تم تعيينهم في وزارته ، سواء أكان هذا بأمر منه ، أو بأمر من قائد " مليشيات " قوات بدر .
بيان وزير الداخلية ، رغم قصره وإيجازه ، تميز برداءة في الصياغة ، وركاكة في الأسلوب ، وهذا أمر بحد ذاته ، يثبت أن من قد صاغه هو واحد من الخبراء المستوردين من الجارة الشقيقة ! البيان ُيوقع البعض في إشكالية عدم فهم أسباب صدوره ، وهو يتحدث عن جرائم قد وقعت ، في فترة تسنم السيد وزير الداخلية لمنصبه قبل سنة تقريبا ، عندما أطلق العنان لإرهاب مليشياته الطائفية ، المستوعبة في وزارته ، حيث قد ضج المواطنون بالشكوى منها ، فشخصوها ، وأعطوا أوصاف ومواصفات القائمين بها ، وما يستخدمون من أدوات لتنفيذ جرائمهم ، وبيان السيد الوزير يعيد إلينا تشخيص المواطنين بعد الكثير من الدماء التي أهدرها الجناة ، ودون جريمة أو ذنب مرتكب من قبل ، " حماة أمنه البواسل " الذين يأتي على ذكرهم في بيانه ، فيعترف :ـ " ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الحالات السلبية الخطيرة والمتمثلة في ارتكاب جرائم قتل للآمنين والأبرياء من أبناء العراق وقد ارتدى هؤلاء زي رجال الداخلية والدفاع واستقلوا عجلات مشابهة لعجلاتهم ..". سبحان الله نفس المواصفاة ! الحقيقة التي لا تقبل الشك والجدل أن هؤلاء هم من مليشيات الطوائف ، وفق تطابق التوصيف لتنفيذ الجرائم ، التي استخدمتها وزارتك في تصفية الخصوم ، أيها السيد الوزير . الكتاب والمثقفون الوطنيون ، ومنذ بواكير بروز الظاهرة ، وبوسائل كثيرة ومتعددة ، عالجوا الأسباب والمخاطر ، والحلول لهذه الظاهرة الإرهابية ، التي يشكو منها السيد وزير الداخلية في بيانه الصادر بتاريخ 14 شباط 2006 ، إلا أنه ليس لم يبد تفهما لمعالجتها فقط ، بل نفى حدوثها واعتبرها من نسج الأعداء ، كما أنكر تورط عناصر من وزارته في مثل هذه الجرائم ، واليوم يعترف بها ويؤكدها في بيانه حيث يذكر :ـ :" وجود بعض ضعاف النفوس من الذين تسللوا إلى الأجهزة الأمنية في بادئ الأمر دون تدقيق أو تمحيص .." المواطن دائما على حق أيها السيد الوزير ، لأنه ليس هناك أحرص منه على أمنه وحريته .
بيان السيد الوزير ، وكأنه في بداية تسلمه زمام هذا المفصل الأمني المهم ، وليس في وقت يشارف على البدء بتشكيل حكومة جديدة ، حيث تسعى وزارته " وزارة كل العراقيين إلى تحقيق الأمن والنظام في كل أرجاء العراق .." وهو يعرف جيدا أن النظام والأمن في العراق لم يكن متحققا على عهده ، وإلا ماذا كان عن القتل والتشريد والاعتداء على حرية العراقيين ، قبل وأثناء الانتخابات ، في البصرة والناصرية والعمارة والنجف وسوق الشيوخ وبغداد وسلمان باك وغيرها من مدن العراق ، وما قضية المياه الثقيلة في الرستمية التي أصبحت مسلخا وقبرا تطفو عليه أكثر من مئة ضحية ، من هو غيرك قادر على كشف هذا السر أيها السيد الوزير ؟ ، الكثير من القتول حصلت في مدن ومواقع كثيرة ومتعددة ، دون أن يجري التحقيق أو الكشف عن تلك الجرائم ، ولم يعرف العراقيون ، ولا حتى الشركاء في الحكم ، من هم المسؤولين عنها ، كما لم يعلمنا السيد الوزير صولاغ ، أو ينشر حتى اللحظة ، ما آلت إليه نتيجة التحقيق لما جرى في سجن الجادرية .! فهل سيكشف عن كل هذه الجرائم المجلس النيابي الجديد ، وهل سيعترف السيد الوزير بمسؤوليته بكل هذا ، وهل سيبدي اسفه لما قد جرى ؟ أم أن بيانه هذا مدسوس عليه ؟ أم هو صحوة ضمير متأخرة ، إذا كان كذلك فليتقبل قولي " صح النوم أيها السيد الوزير .."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي