الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الحكومة الجيدة

عادل مرزوق الجمري

2006 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الحكومة الجيدة تصنع مجتمعاً جيد، والمعادلة ليست عكسية، المجتمع الجيد ليس بالضرورة قادرا على إنتاج "حكومة جيدة". وبين الحكومة الجيدة، والمجتمع الجيد، نوع من "الهذيان".
أرسطو حين صرح بأن "الإنسان هو بطبيعته حيوان سياسي"، كان بعيدا عن قلق "الدمج" بين "الإجتماعي" و"السياسي"، البعض إستنطق من أرسطو ما كان خارج مخيلته، رغم أن الحجر على "ارسطو" كما أفعل، فيه نوع من الإستخفاف.
حقيقة، لا علاقة مباشرة بين "الحكومة" و"المجتمع"، وليست إفتتاحية المقال سوى "هذيان" اخر، الحكومة الجيدة ليست بالضرورة دلالة "مجتمع جيد"، وليس ثمة إرتباط مباشر بين "السياسي" و"الإجتماعي".
الصحافة الحكومية –تشمل صحافة الموالاة أو الصحافة المدعومة مباشرة- غالبا ما تذهب إلى إعتبار المجتعات العربية مجتمعات سيئة، ورغم أن الإطار العام للمجتمع والحكومة هما يتمثلان في بعد واحد لدى هذه الطبقة من الإعلاميين، فالحكومة الجيدة تصنع مجتمعاً جيد، والمجتمع الجيد يصنع حكومة جيدة، فإننا لا نقرأ بين ظهرانينا خطاباً سياسياً يطبق هذه الثنائية بحرفية في التحليل، أو دقة في المعنى.
حينما يذهب الإعلام الحكومي إلى تصوير "الدولة" بأنها أعظم الدول التاريخية، وأن "الحكومة" هي حكومة التطوير والإنجازات التاريخية، فإنه لا يراعي لا منطقية أن يصف مجتمع هذه الحكومة بأنه ذلك "المخرب" و"الغوغائي"!!، وأن يصف سلسلة عريضة من المؤسسات السياسية المدنية بانها أنموذج "فاشل"!!.
ما بين الزعم بأن الحكومات هي حكومات "تاريخية"، وأن المجتمعات هي مجرد مجموعة "صعاليك" منطقة تاريخية من الخرف الإعلامي، فلا السياسة من إقتضت هذه المماثلة ولا المجتمعات. هو الإعلام نفسه من يصنع هذا الخرف، ويتبناه، ويروجه.
حسناً، إذا كانت "السياسي" لا يكون ذاته "الإجتماعي"، وإذا كان الخرف الإعلامي يخلط الأمور ويركب لنا توليفة أسها باطل، ونتيجتها أكثر بطلان، قد ينبري لنا سائل ما، ليقول: "أين التعقل في هذا الزعم، وأين تقع منطقة التحليل؟"، فالفصل لا يقتصر على زاوية الحكومات، المنظومات الدينية هي أيضا تزعم أن المجتمع السيء تحكمه حكومة سيئة!!. وكذلك الشيوعية، هي تتشبث بالتاريخ وحركة المجتمع لتحقق منظومتها السياسية.
اقول، إن ما بين المجتمع الجيد والحكومة الجيد حوار وتماحك وعلاقات، فالبرلمانات تمثيل "الإجتماعي" نحو "السياسي"، و"الخطب" والبيانات والموازنات هي تمثيل "السياسي" نحو "الإجتماعي". وعليه، فإن فشل إخفاقات البرلمان البحريني "الحالي" على إختلاف المسببات – وهذا مجمع عليه- يعطينا دلالة أننا نعاني من أداء حكومي هزيل.
ما بين "البرلمان الهزيل"، و"الحكومة الجيدة" منطقة من الهذيان، يتضح لنا أن الصحفيين والمحللين حين إنتقدوا البرلمان ووصفوه بالـ "الضعيف"، فإنهم كانوا يؤكدون على أننا امام أداء حكومي "ضعيف"، ولعمري، كان لغير هذا الأمر اعطو مساحات الكتابة!!.
هل البرلمان السيء .. دلالة مجتمع سيء؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك