الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاء .. 8 .. القصّة .. تقديم ..

هيام محمود

2017 / 10 / 11
الادب والفن


القصّة ليست دعوة إلى "الفوضى" بل إلى "التحرّر" من كلّ الأوهام ، كلّها دون إستثناء .. الحرية كُلٌّ لا يتجزّأ ، من سارَعَ فيه إلى الإستثناءات عاش عبدًا والعبدُ الذي يظن نفسه حُرًّا يستحيلُ تحريره .. كلُّ قوانين "الإزدراء" هدفها إستعباد البشر لأصنام آن لها أن تُحطَّمَ ، كلّها دون إستثناء ، فلماذا نركّز على شجبِ قوانين "إزدراء" وننسى أخرى ؟ ماذا لو "إزدرينا" كل شيء ، هل ستعمّ "الفوضى" أم أننا سنتحرّر من كلّ الأوهام ؟ فنستطيع إرساء "النظام" على أسس حقيقية عوض موروث "النفاق" و"المعلوم بالضرورة" و"الإرهاب" الذي يحكمنا ؟ ..

وهي أيضا عمل طويل قمتُ بإختصاره وحذف الكثير منه ليُنشر ولكي يصدم فلا يُنَفِّر ويَبْعَثَ على التفكير ، التفكير ومراجعة كل شيء دون إستثناء .. وحدهُ "البدوي" يستثني ، تَحَرَّرْ من البداوة لتعيش بسلام مع الآخر المختلف عنك قبل أن تصل إلى ذلك مع نفسك .. ما سيأتي رسالة إلى الملحدين ، أراهم الأقرب إلى تجاوزِ القُشُور وكشفِ المضمون .. قُدسُ أقداسِ الجميع وأنا أوّلهم سـ "يُنتهك" وسـ "يُزدرى" به .. المؤمن لن يستطيع إلا العويل ونصب المشانق ، الملحد مدعوّ "فقط" إلى الصعود إلى هذا الحالق والنظر إلى كل الآفاق مهما كان بُعدها وإستحالتها ..

***

علاء : ردِّدي ورائي فهذا حالُكِ ..

أبدًا سأظلُّ حَمَأً مُحْتَاجًا إِلَى الصَّقْلِ ..
وَلَنْ أَطِيرَ مَا لمْ أَخْلَعْ كُلَّ هَذَا الثِّقْلِ ..
ولمْ أَتَجَاوَزْ وَهْمًا لَنْ يُنْبِتَ أيَّ بَقْلِ ..

أنا :

عَقْلُ قَلْبِي أَنْتَ وَكُلُّ حَيَاةٍ فِي حَقْلِي ..
كَيْفَ أقتُلكَ فِي قَلْبِي وأُملِّكُكَ عَقْلِي !؟ ..
دَعْنِي فِي حُبِّكَ أَتَدَيَّنُ وَأَسْجُدُ للنَّقْلِ ! ..


..

تامارا أختي الوحيدة ، أختي الكبيرة وُلِدَتْ قبلي ببضع دقائق .. أنا وهي توأم "حقيقي" ، لا شيء يُفرّقنا ولا أحدَ يستطيع التفريق بيننا حتّى أبي "المسكين" بحث كثيرا عن شيء يميّز إحدانا عن الأخرى فلم يجد .. كنّا "نكرهه" عندما كنّا صغيرات لأنه تزوّج بعد وفاة أمي وهي تلدني ، كنّا "نكره" زوجته "خالتي" أخت أمي لأنها إستولت على عرش أمي "أختها" دون وجه حقّ وكم فرحتُ أنا وفرحَتْ تامارا عندما ماتت زوجة أبي في حادث مرور وهي تقود سيارة أبي ، "دون" أبي .. لم نكن نحبّ أن تلِدَ لنا تلك "الشريرة" أخا أو أختا فماتت دون حدوث ذلك ، كانت تامارا تقول لي : إيلان لو أنجبتْ تلك "الشريرة" كان سيكون عندنا أخ إبن خالة ؟ وأجيبها : لا أعلم إسألي بابا ، فتسأله فيُجيب : كان سيكون ذلك لكن حسنا فَعَلَت الأقدار ، هل ستُسامحيني ؟ .. فتنظر لي فأومئ لها برأسي "لا" فتقول له : لا ، سنسامحك إذا لم تتزوج مرة أخرى ، نحن لا نريد أن تأخذ إمرأة أخرى مكان ماما ولا نريد أخوات وإخوة ..

حلّت "المراهقة" علينَا بالشّرّ والخراب ، فكشفتنا أمام الأقارب والأغراب ؛ أصبحتُ أكثر "عاطفيّة" و"طيشا" من تامارا ، صرتُ أَسْرَعَ غضبا وبُكاءً أَكْثَرَ أحلامًا وهراءً ، وكانت أَرْجَحَ عقلا وذكاءً .. في تلك الفترة كانت "الشريرة" أمّ ماما تزورنا كثيرا وكانت السبب في التفريق بيننا ، كانت تقول لأبي : البنات كبرنَ يجبُ الفصل بينهما ! ما هكذا تكون "تربية" توأم ! ..

كنتُ أرى أن أمّ ماما تكرهنا لأنها تُريد إبعادنا عن بعض ، كنتُ صغيرة و "بريئة" وكانت تامارا كبيرة و "بريئة" .. كنّا لا نفترق طوال اليوم حتى ليلا عند النوم ، كنّا ندرس معا نلعب معا نأكل معا نغنّي معا نرقص معا نستحمّ معا وحتى إكتشاف آثار غزو "المراهقة" لأجسادنا إكتشفناهُ معًا .. كنتُ أُحبّ أن تكونَ تامارا "ماما" وأنا "إبنتها" وكانت تُحبّ أن تكون لي "إبنة" وأنا لها "ماما" وكنّا نقول أننا "نفعل" ذلك لأننا نشتاق إلى ماما التي ذهبت إلى السّماء ... حتّى دخلتْ تلك "الشريرة" علينا يومًا بغتةً ، نظرتْ ، صرختْ ، تمتمتْ وخرجتْ ... كنّا نتساءل دائما لماذا لا يطردها أبي من منزلنا فهو "يكرهها" ونحن أيضا وهي أيضا لا تُحبّهُ لكنها كانت تقول أنها تُحبّنا وأبي أيضا ولذلك كان يتحمّلها وكانت تتحمّله من "أجلنا" .. بعد سنةٍ من إقامتها في منزلنا ماتت تلك العجوز "الشريرة" ففرحنا كثيرا لخلاصنا منها ، كانت تامارا تقول أن كل من سيحزننا ستصيبه لعنتنا ويموت ! .. كان عمري وقتها 12 سنة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده