الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء من الهجوم الى الدفاع

وسام جوهر

2017 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



من كان يتابع مهرجانات الاستفتاء و الشحن العاطفي السياسي الهائل ، ربما خال له انه على موعد في يوم الاستفتاء مع الانفصال او الاستقلال !
لقد تم اجراء الاستفتاء رغم الراي العام العالمي و منه اصدقاء الكورد ... فما الذي حصل و اين يقف الان مشروع الاستفتاء و الاستقلال؟
المؤشرات واضحة لا لبس فيها وتفيد و باحتمال كبير انه اي مشروع الاستقلال عبر الاستفتاء ماض الى مستنقع حقيقي بعد فقد الدعم الاقليمي و الاهم الدعم العالمي، فمنذ اللحظة الاولى و الى اليوم نجد ان العنوان الابرز هو "وحدة العراق ارضا و شعبا" اذا ما استثنينا طبعا اسرائيل.
بغداد العبادية فاجئت الكثيرين و خاصمة من لم يفهم هذه الشخصية السياسية ذات الطابع المختلف عن القياديين الاخرين. السيد العبادي يعطي انطباعا انه رجل بسيط دون كاريزمة سياسية لكن الحق يقال انها فكرة خاطئة فلقد فاجىء الرجل الكثيرين ... فتحت قيادته نهضت بغداد على مختلف الاصعدة ... فتحت قيادته تم الحاق هزيمة نكراء بدولة الخرافة و الخرفان وتم تطهير ارض العراق من دنسهم. وه هو السيد العبادي يظهر مهارة سياسية عالية الانضباط و الدقة في تعامله مع اعمق ازمة واجهت بغداد على مر التاريخ. هذا هو العبادي هاديء الطبع لا ينفعل و لا يصرخ و لا يهدد بل يحذر و يفعل بالقدر الكافي لا يبالغ لكي لا يفقد الدعم الاقليمي و العالمي. ظن الكثيرون انه في اليوم التالي للاستفتاء سيحرك العبادي دباباته و فصائل الحشد الشعبي الى كركوك و سهل نينوى في حرب شعواء ... لكنه بين انه رجل سياسي قرأ المشهد السياسي و اللعبة السياسية في فخ منصوب له ... ها هو العبادي اذكى من يخسر اللعبة بهجوم عسكري متهور يعيد الى الاذهان الانفال السيء الصيت في الاعتداء على الشعب الكوردي!
العبادي وؤدي دوره في اللعبة ايما اداء فها هو يتمتع بدعم عراقي شعبي عام اضافة الىدعم غالبية القوى السياسية من مختلف الاطياف علاوة على الدعم الاقليمي الشبه تام ناهيك عن الدعم العالمي بما فيه الدعم الامريكي.
لقد شلّ العبادي باجرائاته الملاحة الجوية العالمية من و الى اربيل و السليمانية، وهو على وشك فتح خط انبوب النفط العراقي المتروك الى ميناء جيهان التركي. المنافذ الحدودية ان لم يتم غلقها فانها بلا شك ستعاني الى ابعد الحدود ...
مالذي حصل خلال فترة الاسبوعين المنصرمين من جانب قيادة الاستفتاء على طريق الاستقلال؟ اقوى الاجراء ات التي انجزتها لا تتعدى زيارة بضعة من قادة سياسيين عراقيين من الفاشلين المفلسين يتربعون على كراسي رمزية في بغداد ليس لهم صلاحيات اكثر من تحديد وجبات طعامهم الذي بالكاد يستحقونه...! اية مبادرة تلك التي تاتي من النجيفي و علاوي؟ النجيفي الذي مزق حقوق مكونه شر تمزيق لمصالح ذاتية مقيتة .... علاوي الذي لم يشهاده عراقي واحد لحد الان يحضر جلسة برلمانية واحدة وهو الذي حصل على ثقة ناخبيه ليمثلهم في اعلى سلطة تشريعية ... الرجل يسكن غالبية فترته الابرلمانية خارج العراق و يستنكف حضور جلسات البرلمان ... العلاوي افشل ممثل سياسي للتيار العلماني على الاقل اللاديني.
زيارة رئيس البرلمان العراقي لا تساوي شيئا خاصة و الرجل اكد قبل زيارة اربيل و بعدها، على وحدة العراق و الاحتكام الى الدستور....
على ماذا يراهن الاستفتائيون؟ هذا سؤال من حق الشعب الكوردي قبل الكوردستاني ان يطرحه.
هل يكفي دغدغة الراي العام العالمي و استعطافه ليهبّ لنجدة شعب مظلوم يتعرض الى حصار غير عادل، و تهديد بهجوم عسكري قادم من بغداد و دول الجوار؟ لا اعتقد ذلك لان عالم اليوم غير عالم الامس ...
يبدو ان قادة الاستفتاء في مأزق حقيقي و ليس لهم سوى ان يبحثوا عن مخرج يضمن لهم ماء الوجه ... و يخشى ان يفقد الاقليم من مكتسباته السابقة عبر بوابة الجحيم التي فتحت على الاقليم بعد ان ينتقل الاقليم من موقع الهجوم الى موقع الدفاع... اي كان الامر فهذه تكهنات و استنتاجات ليس الا ... و قادم الايام ربما تكشف بعض من مستور ما او مخرج ما من العقدة المستعصية.
و كلام مفيد: ان الذي او الذين منعوا سقوط بغداد و اربيل عندما وصلت وحوش دولة الخراف اسوار اربيل و بغداد، هم من يملكون الكلمة الاخيرة في مصير الاقليم و العراق معا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟