الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس في الحكومة

محمد كريزم

2006 / 2 / 18
القضية الفلسطينية


في هذه الأوقات العصيبة والمفصلية من تاريخ شعبنا الفلسطيني ترفع كل الأكف من أبناء شعبنا الفلسطيني على اختلاف توجهاتهم السياسية وتشكيلاتهم الجهادية وإنتماءاتهم العائلية والعشائرية إلى السماء والتضرع للمولى العلي القدير أن يعين حركة حماس في تحمل مسئولياتها وأداء رسالتها الوطنية على أكمل وجه وأن يوفق حكومتها و يهيئ لها كل السبل الممكنة لتطبيق برنامج المقاومة الذي طرحته في حملتها الإنتخابية وحظيت على أساسه بثقة غالبية المواطنين، وأن تتمكن من دحر الغزاة والمحتلين وتحقق العدالة الإجتماعية وتقضي على الفساد.
هكذا يقول الواقع الفلسطيني الراهن، بل ان حركة فتح التي مازالت تنهال عليها الإتهامات وتتعرض لحملة قذف وتشكيك حتى هذه اللحظة من ماكينة الدعاية والتشهير الحمساوية، أعلنت أنها ستقف إلى جانب حكومة حماس بما تقتضيه المصالح الوطنية العليا، ويلبي إحتياجات ومطالب الشعب الفلسطيني وستقود معارضة إيجابية في المجلس التشريعي، وصولاً إلى التوافق الوطني.
لكن السؤال الذي يدور داخل الأوساط الشعبية ويطرح نفسه بقوة على بساط النقاش يتمثل فيما إذا عجزت حركة حماس في إدارة دفة الحكومة لا سمح الله ، هل ستعلن أمام الملأ أنها فشلت وتطلب من الرئيس أبو مازن إعفائها من مهمتها في تشكيل الحكومة نظراً للضغوط الدولية الهائلة التي تتعرض لها؟ أم أنها ستسير قدماً في عنادها ومكابرتها كما يشير بعض المراقبين للحالة الفلسطينية؟ حيث أن كل الشواهد تؤكد أن الجهاز الإعلامي لحركة حماس بدأ يعد رزمة من المبررات لتسويقها في الوقت المناسب وتضمينها اتهامات ومزاعم لحركة فتح بالذات مفادها أن الآخرين أفشلوا جهودها وبرامجها وسياساتها في الحكومة وبطبيعة الحال ستكون قضايا الفساد في الواجهة.
وعلى صعيد أخر مفارق في جوهره لكنه بالغ الأهمية يتمثل في الخطاب السياسي للحركة فما يقوله الكوادر المناطقيين في جلسات التعبئة النفسية وزج الأفكار على مستوى القاعدة الجماهيرية للحركة غير الذي يقال ويصرح به قادة الحركة والناطقين الإعلاميين ( الكثر ) في المحافل الدولية ووسائل الإعلام، وكل ساعة ويوم نسمع بتصريحات صحفية جديدة لهم، والتساؤل المشروع هنا هل هذه دلالات ومؤشرات يستشف منها أن حركة حماس بدأ يطرأ عليها تغييرات جذرية في التعاطي مع العملية السياسية وتنضج سياستها المعتدلة على نار هادئة حتى يقبلها المجتمع الدولي، وإلا كيف يمكن لقادتها زيارة روسيا ( الملحدة ) وتركيا ( العلمانية ) أو الدول العربية ( المتخاذلة ).
في حقيقة الأمر حركة حماس في وضع لا تحسد عليه كونها في الوقت الراهن تحمل أعباء شعب محاصر بأكمله، ومطلوب منها جملة من الاعترافات وعلى رأسها الإعتراف بإسرائيل والتسليم بالأمر الواقع، فهل تصمد الحركة أمام ذلك ؟ وفي نفس الوقت تحقق الازدهار الاقتصادي والكفاية الإنتاجية والنهوض الصناعي والسياحي، وإعادة بناء البنية التحتية التي دمرها العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، فالحديث الأن يدور عن إدارة مؤسسات دولة بكل تعقيداتها وبيروقراطيتها، وليس عن إدارة مؤسسة أهلية أو خيرية أو توزيع حقب مدرسية على الطلاب المحتاجين أو أضاحي على عناصر ومناصري الحركة.
خلاصة الأمر حتى تنجح حركة حماس في مهمتها مطلوب منها فلسطينياً أن ترفع الستار الحديدي عن تنظيمها وأن تتفاعل أكثر فأكثر مع مؤسسات وقوى وفصائل وأحزاب المجتمع الفلسطيني بعيداً عن المزايدات والتكفير و التخوين، وأن تندمج في العمل الوطني الفلسطيني الخالص دون رفع الشعارات البراقة التي لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع بأي حال من الأحوال، وأن لا تطرح نفسها بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لاسيما في جولات قادة حماس على عواصم العالم، وعليها أن تدرك تماماً أنها جاءت لتكمل المسيرة ولم تأت إلى أرض بور قاحلة كما يحاول أن يدعي البعض.
وفي النهاية كل تمنياتنا لحركة حماس بالنجاح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا