الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان قصيرتان

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 2 / 18
الادب والفن


قصة 1 - النّصـر

استفاق الملك وجنوده النائمون المحتشدون على تخوم الجبال، في ذلك الفجر الأسود مذعورين لوقع حوافر أعدائهم. هبوا جميعا وأرادوا أن يقبضوا على أسلحتهم ويمتطوا جيادهم المسلّحة ويأخذ كل منهم المكان الذي حدد له، لكنهم تعثروا بزمجرة الملك وهياجه بينما كان يفتش لائباً عن تاجه وصولجانه وخفه الذهبي. بئس معركة لا يحرسها ملك بكامل أناقته ورهبوته. من أين يستطيع النصر الاقتراب إن لم يشجعه جمال الملك على ذلك؟ ولكن الملكَ ما عاد جميلاً فقد اكتشف عند استيقاظه أنه أصيب بالعمى. صرخَ برعبٍ: أين كبيرُ الحكماء؟ أريد بصري بأي ثمن. وإلا كيف أتطلع في المرايا الذهبية بعد الآن؟ قال الحكيم الكبير الدواء يا مولاي جرعة من بحيرة النور. وأين بحيرة النور؟ هيا قولوا. إنها في أرض العدو يا مولاي. ابعثوا للأعداء يبيعونني هذه الجرعة. الثمن مرتفع. وما هو الثمن؟
الهواء المظلم كان يشهدُ مفاوضات سرية من أجل تأمين الشفاء لمولانا. قال رئيسُ وفد (الأعداء):
- بصراحة نريد نصف الآبار المقدسة التي تحرك كواكبَ التاريخ.
ردّ مولانا وهو يمسح بشفقة على عينيه:
- غداً أعلِنوا عليَّ حرباً وسأنعس أنا وجنودي وشعبي في لحظة واحدة ريثما تدخلون الحدود وتصلون إلى هدفكم وتعلنون عليّ النصر...
وبعد ساعتين كان بصر مولانا مرتدا إليه وهو بهيج. بينما كان النعاس يستولي على المملكة من أولها إلى آخرها.



قصة 2 - الهاربة

تأخرت البنت عن الرجوع إلى البيت. نُكست رؤوس وهيئت خناجر وعلت همهمات وضاقت جدران بأحجارها وكادت سقوف الغرف تنشقّ لتطير عقول أهلها. جمعَ الأب أولاده وحرضهم بشواربه المهزوزة على عدم السكوت. لا بد من قلب البلاد عنها. تفرق الأولاد الثلاثة في الشعاب. قال الجيران البنت هربت. وبينما مرّ كبيرهم في السوق وصلت إلى أذنه كلمات عن هربِ بنت من بيت أهلها مع أمير غريب ليجعلها أميرة. أما الأوسط فقد سمع في مكان ثان أن البنت اتفقت مع شيخ الصاغة لتخدمه في قصره وتغسل شاربيه قبل النوم. بينما سمع الصغير أن أخته ذهبت إلى مملكة العدو لتنقل إليه أخبار قومها. اتخذ الأخوة طريقهم إلى البيت بعد أن سمع كل منهم ما سمع. قال الأكبر: ماذا أخسر لو صارت أختي أميرة من أميرات البلاد الأخرى؟ ورمى الخنجر من يده. الأوسط قال: غدا ألبس ما أشاء من الخواتم وأتميز عن الكائنات والنباتات والحجارة. ورمى الخنجر. الصغير استند إلى جذع شجرة كبيرة ووضع رأسه بين يديه وبكى. وقام متحسسا خنجره على خصره ولم يرمه.
عندما حل الليل كان الأخوة في بيت أبيهم. وعندما دخلوا فوجئوا بأختهم تهيء العشاء لأبيها مما اصطادته من سمك هذا اليوم. حين رأوها تهدمت القصور في رأس الأكبر. وصدئت الخواتم في يدي الأوسط. بينما تفقَّدَ الصغير وعانقها وهو يبكي ويقول. الحمد لله لم تفعلي. وأهداها الخنجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة وتلاسن بكلمات نابية بين الممثل روبرتو دي نيرو وأنصار


.. المختصة في علم النفس جيهان مرابط: العنف في الأفلام والدراما




.. منزل فيلم home alone الشهير معروض للبيع بـ 5.25 مليون دولار


.. إقبال كبير على تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية | #مرا




.. كل الزوايا - وزارة الثقافة تعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة