الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاكم متاجرة بدماء النازحين يا حكام العراق

سعيد العراقي

2017 / 10 / 14
حقوق الانسان



القصة فن من أروع فنون الأدب العربي لما تحمله من عضة و عبر جمة تجعل الإنسان يتدبر كثيراً و يفكر ملياً بما سيفعله في المستقبل من خلال تجارب الحياة التي مرَّ بها و خرج منها بنتائج سواء أكانت سلبية أم إيجابية فالمهم أن يأخذ الدروس المفيدة و التجارب الصحيحة و يعمل بها و قصتنا اليوم تحمل بين مضامينها الكثير من الفائدة و تعطي دروساً بليغة لأصحاب الشأن في بلاد الرافدين خاصة أولئك المتمسكين بكرسي الحكم و الزعامة الدينية كي يشعروا بمعاناة النازحين و مآسي المغتربين في أوطان الغربة و بلدان المهجر و يفكروا بما قدمت أيديهم لهؤلاء المظلومين في داخل و خارج العراق نعود إلى قصتنا وهي أن رجلاً قد تزوج من امرأتين الأولى اسمها حانة وكانت كبيرة في السن و الأخرى تدعى مانة وهي في مقتبل العمر و ذات يوم دخل على الكبيرة فقالت له : (( يصعب علي أن أرى هذه اللحية يلعب بها الشيب الأبيض و أنت لا تزال شاباً ) فخرج منها متوجهاً إلى الثانية فقالت له: (( يكدرني أن أرى شعراً اسوداً في لحيتك و أنت رجل كبير السن جليل القدر ) فاحتار الرجل بين المرأتين فمسك على لحيته و قال ( بين حانة و مانة ضاعت لحانا ) و الذي نريد قوله من هذه القصة الطريفة أنه بين تصريحات حكومة العراق الفاسدة و مرجعياتها الفارسية و بين حكومة إقليم كوردستان فقد سُلبتْ حقوق النازحين و ذهبت سُدى أدراج الرياح فالكل يغني على ليلاه فساسة الإقليم يبحثون عن مكاسب دنيوية و تنفيذ مخططات الغرباء المحتلين متناسين المصاعب الكثيرة التي يعاني منها النازحون و المهاجرون و التي لا تقف عن حد معين ، و أما حكومات بغداد و مرجعيات النجف الأجنبية فإنها لا تقل تجاهلاً و تغافلاً عن سياسة الإقليم المخادعة فكل يوم نسمع التصريحات الإعلامية لكل الأطراف وهم بصدد وضع خطة إنسانية تضع حداً لمعاناة و مأساة النازحين و حينما نأتي للحقيقة فإن الواقع يقول خلاف ما يصرحون به فإن كل تلك التصريحات أشبه ما تكون بالسحاب و لا صحة لها أصلاً فقد جعلوا من تلك الشريحة المظلومة و المنكوبة ورقة رابحة لهم وقت حلول العملية الانتخابية فيتلاعبوا بها كيفما شاءوا ؟ ومتى ما ارادوا ؟ فيا حكومات العراق الفاسدة و المفسدة و مرجعياتها الروحية كفاكم متاجرةً بدماء النازحين ، و كفاكم سرقة لكل ما يقدمه العالم و منظماته الإنسانية و غير الإنسانية من دعم مالي و معنوي و خذوا من سجل مَنْ سبقكم من حكام الجور و ساسة الفساد و الإفساد العضة و العبرة و اعتبروا من يومٍ ينادي فيه المنادي إلا لعنة الله على الظالمين ، فالدهر يومان ، يوم لكم و يوم غدٍ سيكون عليكم وبالاً و عذاباً اليماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة