الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ترامب- أو المشهد الأخير

هيثم بن محمد شطورو

2017 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هل أعلن الرئيس الأمريكي "دولاند ترامب" الحرب على إيران في خطابه الأخير، أم انه أعلن هزيمة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط و تراجع نفوذها دوليا؟
قبل أيام كان لرئيس الحرس الثوري الإيراني أن أطلق تهديده للولايات المتحدة إن ذهبت إلى تصنيفه كمنظمة إرهابية. قال "ترامب" في خطابه أن الحرس الثوري الإيراني يدعم الإرهاب و ليس منظمة ارهابية، و بالتالي انصاع للتهديد الإيراني.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأسبوع الفارط أن الولايات المتحدة تدعم الإرهاب الداعشي في سوريا كما هددها قائلا أنها ستكون الخاسر الوحيد من هذا التمشي الذي يراد منه إطالة الحرب في سوريا إلى ما لا نهاية. أي أن روسيا مستعدة إلى الحرب إلى ما لا نهاية..
خطاب الرئيس الأمريكي يوم الجمعة في 13 أكتوبر 2017 كان في الوقت الذي ننـتـظر فيه تصعيدا أمريكيا ضد كوريا الشمالية، و التي اكتـفى في موضوعها بالإشارة إلى أن إيران هي التي تدعم هذا البلد. كيف تدعمه و بماذا؟.. الخطاب في جملته عبارة عن مجرد ادعاءات بلا أي أساس أو دليل أو توصيف دقيق لأي منها..
نتـذكر جيدا مع العراق حجم الحملة الإعلامية الواسعة و المركزة لبضع أشهر لشيطنة "صدام حسين" و نظامه ثم كانت الحرب.
هذه المرة الرئيس الأمريكي وحده تـقريبا هو الذي يهاجم إعلاميا و بدون أغلب وسائل الإعلام الأمريكية، أما العالمية فهي نائية بنفـسها. إننا لسنا أمام إعلام حربي و بالتالي لسنا أمام حرب فعلية.
انه يدخل في إطار بيع الكلام لأعداء إيران أساسا و هما السعودية و إسرائيل.
لكن كذلك لنا أن نتساءل:
هل تم الإتيان برجل الإعلام و الأعمال "دونالد ترامب" إلى سدة الرئاسة، و الذي يجيد فن التهريج، لأجل التـسويق لانسحاب أمريكي من الواحدية القطبية و من الشرق الأوسط أساسا بشيء من مسرحة الضجيج و الوعد و الوعيد الذي لا يتعدى في كونه مجرد عنترية جوفاء؟
أليس إذن وجه "ترامب" شبيه بتلك الشخصية التي تظهر في نهاية دراما سينمائية أو مسرحية لإضفاء شيء من المعنى أو الابتهاج أو العاطفية أو الانفعالية لأجل التغطية على فـشلها كقيمة فنية، أو لإنهاء دراما جافة و مملة بمشهدية أخيرة فيها شخصية مهرجة معتوهة تعرب عن السخرية ذات المضمون العبثي لكامل مشهديات الدراما؟
احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق لأجل السيطرة على العالم، و لكنها لم تخرج من العراق إلا لتخرج من العالم.عالم الاستـفراد الأمريكي بالعالم. الكبرياء يمنعها من الخروج منهزمة، لذلك تم الإتيان بمهرج إلى البيت الأبيض ليغطيها بالرعونة الخطابية...
أعلن في خطابه انه سينسحب من الاتـفاق النووي مع إيران و إرجاع منظومة العقوبات الاقتصادية حتى ترضخ لمطلب التخلص من الصناعة النووية..
بعد الخطاب بساعات قلائل أعلنت الوكالة الدولية للأسلحة النووية أن نظام الرقابة على المفاعلات النووية الإيرانية دقيق و متـشدد جدا. و بالتالي فإيران ملتـزمة بتـنـفيذ الاتـفاق. فرنسا و ألمانيا و بريطانيا أعلنت بحسم أنها لن تـنسحب من هذا الاتـفاق..
فعن أي حلفاء يتحدث الرئيس الأمريكي إذن؟ حتى بريطانيا التي كانت دائما في اتـفاق تام مع السياسة الأمريكية وقـفت في وجهه..
أعلن الرئيس الأمريكي رسميا أفول الغطرسة الأمريكية على العالم في هذا الخطاب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال