الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصويت لحماس تراجع مؤقت لآمال الجماهير التحررية في فلسطين

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2006 / 2 / 18
القضية الفلسطينية


ان فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي "الفلسطيني" وصعودها المقبل على كرسي الحكم يشكل تراجعا كبيرا في حركة جماهير فلسطين العادلة من اجل انهاء الظلم القومي والعيش في اطار حكومة مستقلة غير قومية وغير دينية بعيدة عن الاحتلال وبراثن الاسرائيليين والاسلاميين والقوميين الفلسطينين. ان فوز حماس هو ضربة كبيرة لتلك التطلعات والامال والاهداف وتعبير عن احتلال الرجعية السياسية الاسلامية موقعا اكثر خطورة في الحركة الجماهيرية في فلسطين وازدياد لنفوذ الوهم الاسلامي- القومي داخل اوساط الجماهير.
كان تصاعد دور حماس في القترة السابقة واخلاله لتوازن القوى داخل فلسطين واضحا, ففوزها في الانتخابات التشريعية تعبير عن تغلب الاخفاقات والافاق المسدودة والمظلمة في الساحة السياسية الفلسطينية والمتمثلة بالاسلام السياسي والرجعية السياسية لـ "حماس" و"جهاد" وغيرهما على تطلعات الجماهير لنيل حياة ومستقبل حر وانساني. انه تراجع كبير وتفاقم للمازق السياسي الحالي في فلسطين. وعلى العكس مما يقوله الاسلاميون والقوميون الاسلاميون, ليس فقط لا يشكل اية خطوة الى الامام باتجاه الحل العادل للقضية الفلسطينية, بل يشدد ويعمق الواقع المؤسف والماساوي الحالي ويزيد من رقعة واقتدار الرجعية الدينية والقومية على طرفي الصراع في اسرائيل و فلسطين. ففوز حماس في الانتخابات هو شكل ومظهر وقوع الجماهير في مصيدة الوهم الديني والقومي- الاسلامي ويشكل مانعا جديدا اخرا بوجه امر التحرر وبناء حياة مرفهة وامنة وحرة للجماهير والاجيال القادمة في فلسطين.
ان ما يجري في فلسطين ليس منفصلا عما يجري في العراق والمنطقة، فممارسات وسياسات وحرب وارهاب الدولة لاسرائيل وامريكا وخاصة بعد 11 ايلول 2001 لم تثمر شيئا سوى فرض المزيد من البؤس و الدمار على الجماهير وتقوية الاسلام السياسي في المنطقة. ان هذه الحقيقة المرة والجلية تحجبها الهيئة الحاكمة في امريكا واسرائيل والاعلام الغربي الموالي لهما بشتى الطرق عن العالم والبشرية المعاصرة. انه من الواضح ان الاسلام السياسي بوصفه تيار سياسي يهدف الى الاستيلاء على السلطة واخذ زمام الحكم بيده غير ان هذا التيار تقوى بمقايس كبيرة وتحول من قوة ضعيفة في هوامش المجتمعات، في العالم العربي والدول المضروبة بـ "الاسلام السياسي"، الى الساحة السياسية بواسطة امريكا والغرب واسرائيل وسياساتها لرجعية وينطبق هذا باجلى شكل على حالة حماس. ان الاسلام السياسي لم و لن يكن شيئا ذا اهمية بدون امريكا والغرب واسرائيل وسياساتها وممارساتها المعادية للانسانية ومغازلتها الرجعية مع الاسلام السياسي بشكل عام . فلا يمكن عزل صعود حماس عن جرائم و مجازر اسرائيل وغطرستها الشوفينية والدينية ضد فلسطينين.
بالاضافة الى كل ذلك فان الاسلام السياسي بدأ ينمو على اساس خراب و وسط فشل الحركة القومية العربية واحزابها وحكوماتها في تحقيق اي تغيير جدي نحو الافضل في حياة مئات من الملايين من الجماهير في العالم العربي بعد الاستقلال وعلى مدى اكثر من نصف قرن. ان الحركة القومية العربية بما فيها الحركة القومية للفلسطينيين المتمثلة باحزابها وخاصة حركة فتح قد تراجعت امام الاسلام السياسي وبداءت تجامل الاسلام السياسي و قيمه وتقاليده وممارساته وحتى ارهابه باكثر الاشكال تخاذلا منذ سنوات عديدة. ان شيوع الفساد الاداري الواسع و الكريه في الحكومة الفلسطينية واحباط هذه الحكومة لامال الجماهير وتطلعاتها في حياة افضل واستمرار وتفاقم البؤس الاقتصادي وحرمان الجماهير اصبحت مادة مهمة تتجر بها حماس وتعتاش عليها. ان صعود حماس يشكل سدا مانعا امام التطور الاجتماعي ويفرض افاقا مسدودة ومظلمة في الحياة السياسية لفلسطين الا اذا ظهر بقوة البديل اليساري والاشتراكي كطرف متدخل بوجه هذه الاوضاع .
ان البديل والنقد اليساري الراديكالي والاشتراكي لكل ما يجري في فلسطين والمنطقة هو الرد الانساني والعملي الوحيد. الوقوف الحازم بوجه الاسلام السياسي وسد الطريق على حماس وغيرها اصبح مرهونا بمدى امكانية قوى اليسار وتيار الشيوعية العمالية داخل الطبقة العاملة في فلسطين في المبادرة برفع صوتها وتوحيد صفوفها النضالية بوجه اكثر من نصف قرن من الظلم واللامساواة والتلاعب بمصير الجماهير. فالطبقة العاملة والجماهير المحرومة في فلسطين ليست لها اية مصلحة لا مع الاسلاميين ولا مع القوميين الفلسيطينيين الذين دب الفساد المخزي في حكومتهم وادارتهم والتي ادت الى اخضاع الجماهيرللعيش في البؤس والحرمان والفقر. فالشيوعية العمالية في العرا ق و ايران التي تواجه الاسلام السياسي بشكل مباشرتشكل قوة حزبية منظمة وقوية، انها مسند عظيم في المنطقة لمساعي ونضال جماهير الطبقة العاملة والمحرومة في فلسطين للوقوف بوجه الاسلام السياسي وكسب تحكم مصيرها بنفسها والخلاص من براثن الاحتلال الاسرائيلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان