الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد الاوضاع الراهنة في محافظة كركوك

اتحاد الشيوعيين في العراق

2017 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تصريح لناطق رسمي لاتحاد الشيوعيين في العراق بصدد الاوضاع الراهنة في محافظة كركوك

تم حسم النزاع القائم اليوم، كما كان متوقعا، بين قوات البيشمركة الكوردية و الجيش العراقي و قوات الحشد الشعبي بصدد محافظة كركوك والسيطرة على الآبار النفطية فيها وكذلك القضايا المتعلقة بادارة المحافظة، فرغم الهجمات و حدوث العنف وبعض التصعيد الذي لازال مستمرا، فان اغلب المناطق المستهدفة تم اخلائها وتسليمها الى الجيش العراقي بدون اطلاق رصاصة واحدة. ولكن لوجود مخاوف من اندلاع الحرب والعنف وتصعيده وتوقع شن الهجمات من قبل القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي والدور المرعب الذي مارستها القنوات الاعلامية التابعة لقوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقصد تخويف وترويع المواطنين فقد قام قسم كبير من العوائل الكوردية بترك ديارهم والتوجه الى مدينة اربيل ومدينة السليمانية، فيما اختار وفضل قسم آخر البقاء في بيوتهم و ديارهم والمحافظة على انفسهم والتعاون فيما بينهم لدرء المخاطر المحتملة.

لاشك بان ما حدث ما هو الا تتويج لفشل القوى الحاكمة في اقليم كوردستان، و بخاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، في الاتيان بادارة وسلطة ديمقراطية في الاقليم و في كركوك تحديدا، واخيرا و ليس آخرا تعبير صارخ عن فشلها في مشروع الاستفتاء، واليوم تسعى هذه القوى، اثر قيامها بابرام صفقة تسليم ادارة محافظة كركوك والرضوخ اللامشروط لمطالب واتفاق العراق و ايران و تركيا بهذا الصدد، الى التستر عن ذلك عبر تضليل الجماهير، و اتهام بعضها البعض بالخيانة وتلفيق سيناريوهات مختلفة لغسل عارها، في الوقت الذي تعد نفسها للحوار المتخاذل مع القوى الحاكمة في بغداد ومع دول المنطقة التي لاتكن الا العداء للشعب الكوردي بخاصة والشعب العراقي عامة.

لاشك بان ضحية ابرام تلك الصفقات والسيناريوهات المخجلة بين الاقليم وبين بغداد هي بالتأكيد الشعب الكوردي بشكل عام وسكان الكورد في المناطق المتنازعة تحديدا، ولذلك بالضبط ينبغي من جانب اهالي مدينة كركوك بعربه وكورده والاقليات الاخرى ان يتخذوا كامل الحيطة والحذر والتعامل بوعي مع مايجري والتحلي بالصبر حتى لا يقعوا فريسة سهلة و وقودا لحرب القوى الرجعية على السلطة والسيطرة على الآبار النفطية، ان عليهم ان يدافعوا عن انفسهم وعن ديارهم بشكل مشترك، كما يجب على الكورد في مدينة كركوك ان يتخذوا زمام المبادرة ويحافظوا على مكتسباتهم وان على البيشمركة والجيش العراقي معا تأمين سلامة وامن الاهالي كافة وفي كل تلك المناطق المتنازع عليها باسره.

كما انه من الضروري ان تلعب محافظة السليمانية و محافظة اربيل دورها فيما يتعلق باستقبال النازحين وتقديم العون لهم لحين تهدئة الاوضاع والعودة الى ديارهم.

في الوقت الذي تشهد كركوك والمناطق المحيطة بها وجود قوتين عسكريتين متنافستين، فانه من المفضل في هذه المرحلة الحساسة بناء ادارة مشتركة بين الاقليم وبين الحكومة الاتحادية هناك، معززة بالتعاون بين البيشمركة والجيش العراقي لتأمين الامن والامان للاهالي، مع ابعاد قوات الحشد الشعبي، والتوصل الى الاتفاق بشأن القضايا العالقة وفق الدستور العراقي النافذ، وان على بغداد والاقليم اجراء الحوار بهذا الصدد وتجنب القرارات المناهضة لبعضها البعض.

واخيرا فان الحل الامثل لادارة هذه المناطق هي بناء ادارات ذاتية ديمقراطية و سلطات امنية محلية وبناء كيان اقليمي خاص بتلك المناطق ليكون مركزا للعيش والتعايش المشترك.. و بخلاف ذلك فان السعي الى حسم النزاعات عبر استخدام القوة من قبل القوى الطائفية والقومية و لوي الذراع يؤدي الى انهيار وتردي الوضع الامني وتعقيده وينجم عنها عواقب كارثية شتى لايحمد عقباها ويعطي المزيد من الفرص لامريكا للتعشعش في البلد ولتلعب لعبتها القذرة مع اطراف النزاع الجاري فيما تفتح الابواب على مصراعيها لدول المنطقة ليكونوا طرفا من كل حدب وصوب في النزاعات الجارية بغية تحويل البلد الى مزبلة يفرغون ازماتهم فيه.

 

اتحاد الشيوعيين في العراق

16/10/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات