الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى المئوية لثورة أكتوبر - (7/ تشظي الماركسية)

موسى راكان موسى

2017 / 10 / 17
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا



ما الماركسية اليوم ؟ .
الماركسية اليوم أمسى لها ألف ألف وجه ، و مع إنهيار الإتحاد السوفييتي و تزعزع الإيمان بغدٍ يوحد البشر أمست التعددية مذهبا سائدا في الوسط الماركسي ، و التعددية هذه وصلت الذروة لتحوي اليسار بأوسع معنى ممكن لليسار (و هو معنى يحتضن لا المُختلف فقط بل و المُتناقض في الفكر) ، و الحوار المُتمدن هو في النهاية تمثيل لهذه التعددية ، و هو يمثل تجسيدا لمفهوم (( اليسار الإلكتروني )) الذي استعمله المنسق العام رزكار عقراوي في حوار معه .


الماركسية اليوم هي نفسها : التعددية في الوسط الماركسي (الماركسيات الألف) ، اليسار بشكل عام (و اليسار الإلكتروني إحدى تمثيلاته) .


الواجب التنبيه إليه أن ماركسية اليوم ليست هي نفسها ماركسية ماركس أو لينين ، ماركسية اليوم تبتلع ماركسية ماركس و لينين كما تبتلع أناركية باكونين و لاهوت التحرير (و ... إلخ) ، و الإعتراض على هذا الأمر (من أجل ماركسية صحيحة لا تحريفية) ينتهي إلى جوف ماركسية اليوم .



لكن لأي درجة ماركسية اليوم هي تعددية ؟! .


يقول جان بودريار : (( اليسار يقوم و من تلقاء ذاته بعمل اليمين . فضلا عن أنه من السذاجة العثور هنا على ضمير حي . لأن اليمين يقوم هو أيضا و بعفوية بعمل اليسار ، فكل فرضيات التلاعب قابلة للإنعكاس في دوارة بلا نهاية )) ، إذ أن (( كل شيء يتحول إلى حده النقيض ليتمكن من البقاء في شكله المنقح )) ، لأننا (( نعيش في منطق الإصطناع الذي لا علاقة له أبدا بمنطق الوقائع و نظام الأسباب )) .



و قبل الحُكم على بودريار لنتمعن قول ماركس نفسه حين قال : (( السرقة وحدها التي تستطيع الآن إنقاذ الملكية ، و الزور وحده يستطيع إنقاذ الدين ، و النغولة تستطيع إنقاذ العائلة ، و الفوضى تستطيع إنقاذ النظام ! )) .



إذا فماركسية اليوم تعددية إلى درجة تجعلها تنزلق في اليمين ، لكن أيضا اليمين هو الآخر ينزلق في اليسار .



***



اليوم أبناء ماركس أو أطيافه في كل مكان ، في البحرين و الأردن ، في بريطانيا و اليابان ، في الرواية و الجامعة ، مع ترامب و ضد ترامب ، مع المثلية و ضدها ، مع إسرائيل و ضدها ، مع الأسد و ضد الأسد ، (... إلخ) ، اليوم كلهم أبناء ماركس أو كلهم أطيافه .



لكن الماركسية في الأغلب لا تزال تؤخذ بكلها ، صحيح أنها خضعت و لا تزال تخضع للتغيير و التبديل و التأويل لكن لا تزال تؤخذ ككل ، و ما نعاينه من تعددية و توسعية في ماركسية اليوم إنما نتيجة لأزمة الماركسية (أزمة الماركسية هي هي تحقيق الماركسية ؛ أي التجارب التي حملت إسم الماركسية) ، فأليس الأولى و الأنسب تشظية الماركسية ؟ .


تشظية الماركسية لا تعني التفريق بين ماركسية صحيحة و أخرى تحريفية ، التشظية تعني التفريق و التقطيع في الماركسية نفسها ، فما دام تحقيقها كان أزمتها فالأجدر البحث فيها هي لإستئصال الأورام أو بتر ما يستوجب بتره ، لذلك فما ينتج عن ذلك لن يكون ماركسية .. و إن كانت تحويها ماركسية اليوم .


(وحدة النظرية و التطبيق) الماركسية التي تتنفس من خلال (وحدة الوجود و الفكر) الهيجلية ، الديالكتيك الطلسم ، ديكتاتورية البروليتاريا بلا بروليتاريا ، الطليعة التي صارت مؤخرة ، التحول من الطبقية إلى الشعبوية أو الإنسانوية ، المادية التاريخية التي أمست إخبارية عقائدية ... إلخ ، لا أقول أن الماركسية بحاجة لإستئصال أو بتر لتمسي صحيحة ، نحن من يحتاج لهذه العمليات .. لنأخذ الصالح منها و نترك الفاسد و ننبّه إلى القابل للفساد فيها ؛ (أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض) .. لم نؤمن لنكفر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الماركسية
فؤاد النمري ( 2017 / 10 / 19 - 06:50 )
الماركسية هي فعل الديالكتيك في المجنمع
شاء من شاء وأبى من أبى
وموسى هو من أبى

اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة