الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين يأتينا الفرح ؟

ميشال شماس

2006 / 2 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من أين يأتينا الفرح.. وحياتنا السياسية مازالت معطلة منذ أن قبلنا شروط نظام عبد الناصر لتحقيق الوحدة، بحل الأحزاب السياسية، وحظر النشاط النقابي، وتقيد حرية الرأي والتعبير، إلا في اتجاه واحد ولون وحيد، فكانت النتيجة أن قطعنا بأيدينا مسيرة التطور الديمقراطي الفتية في بلادنا.؟!
من أين يأتينا الفرح.. والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية لم تزل قائمة منذ أن فُرِضَتْ حالة الطوارئ وصُودِر استقلال القضاء، وأضحى الولاء للشخص بدل الولاء للوطن.؟!
من أين يأتينا الفرح.. ونحن نرى كيف نهب أصحاب النفوذ وأولادهم والمقربون منهم ومازالوا ينهبون أموال البلاد والعباد، شيدوا فيها قصورهم وفيلاتهم ومزارعهم وشركاتهم على حساب لقمة الشعب وصمود الوطن.. وكيف جمعوا الأموال بلا رقيب أوحسيب وأخرجوها من بلادنا لتودع في البنوك الأجنبية، حيث يتم استثمارها في مشاريع تعود بالنفع ليس على الدول الأجنبية وحسب، بل وأيضاً على عدوتنا إسرائيل التي تستفيد من تلك الأموال مرتين، مرة عندما يتم إخراج تلك الأموال من بلادنا فيضعف اقتصادنا ويزداد فقرنا، ومرة عندما يذهب جزء من تلك الأموال كقروض ومساعدات إلى الاقتصاد الإسرائيلي ليبقى قوياً وليبقى الإسرائيلي مرفهاً ونحن نقضي وقتنا بالبحث عن لقمة العيش.؟!
من أين يأتينا الفرح .. وقد أصبح الفساد سيد الموقف في بلادي، الذي انتشر كالوباء، فأينما ذهبنا وحيثما توجهنا نراه، نلمسه نتحسسه في أي مكان، حتى بات يأكل وينام معنا، وانتشرت مظاهر التملق والنفاق والولاء للشخص بدلاً من أن يكون الولاء للوطن فقط للوطن، وتم تعطيل تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، وأصبحت إمكانية التقييم والاختيار للوظائف العامة صعبة إن لم تكن مستحيلة بسبب هذا التملق والنفاق، مما ترك أثاراً خطيرةً على مسيرة التنمية في البلاد ، حيث استبيح المال العام تحت يافطة التملق والنفاق، خاصة من قبل أولئك الحيتان والقطط السمان الذين ماتوانوا لحظة عن زيادة نفوذهم وسطوتهم المالية عبر خرقهم المستمر للدستور والقوانين واعتبروا أنفسهم فوق سيادة القانون التي سادت فقط على ذوي الدخل المحدود والمستضعفين والمحرومين، ويحضرني هنا قول العالم الألماني نيتشه:( إن القانون كشبكة خيوط العنكبوت تقع فيها الحشرات الصغيرة، أما الحشرات الكبيرة فتخرقها باستمرار).
وبعد كل ذلك، هل بقي لنا أمل.. وهل بقي فينا متسع للفرح ؟!
أجل! فرغم كل ما حدث، ورغم كل المآسي التي نعيشها، ورغم كل هذه التهديدات التي يتعرض لها الوطن، فالأمل مازال موجوداًً، ألم يقل كبيرنا سعدالله ونوس "إننا محكومون بالأمل".؟
فالفرح سوف يأتي فقط عندما نستقوي بأنفسنا، ولن يتأخر الفرح في المجيء إذا ما قرر حكامنا العودة إلى الشعب واستعادة ثقة الناس كل الناس التي فُقِدَتْ منذ عقود، والاستقواء بهم ،عندها فقط نجبر الغير من الطامعين في وطننا على مراجعة حساباته قبل الاقدام على اتخاذ أي خطوة يخطوها ضد بلادنا .
ولن يتحقق ذلك إلا إذا أُعيدت للناس حقوقها، وبما يضمن إعادة صياغة العلاقة القائمة بين الدولة ومواطنيها عبر حوار وطني شامل على أساس عقد جديد يقوم على الالتزام الطوعي والاحترام المتبادل والمساواة بالمشاركة الفعالة لكافة فئات الشعب في تحمل مسؤولية بناء الوطن ،بعيداً عن أي ولاء قسري أوتهميش أوعزل أوإهمال، وبما يضمن إلغاء كافة المراسيم والقوانين التي تمنع عودة المنفيين الطوعيين منهم والقسريين وإعادة المظالم لأصحابها، ورفع حالة الطوارئ وإلغاء الأحكام العرفية، وإطلاق سراح معتقلي الرأي والضمير. وإطلاق حرية العمل السياسي والنقابي والإعلامي، واحترام الحريات الأساسية العامة للمواطنين. واحترام سيادة القانون والمساواة أمامه، وتفعيل الدور الرقابي بعد رفده بعناصر كفوءة ونزيهة. كل ذلك بضمان قيام سلطة قضائية كفأه عادلة ومستقلة، على قاعدة تداول السلطة سلميا، وبما ينسجم والعهود والمواثيق الدولية ذات الصلة، وخاصة العهد الدولي في الحقوق المدنية والسياسية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. والسعي بشكل مستمر إلى تأصيل روح الحرية واحترام القانون لدى الحكام والمحكومين على السواء وجعل هذه الروح حية على الدوام في قلوب الناس.
دمشق في 18/2/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني