الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار في مقهى سياسي حول الشأن اليمني

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2017 / 10 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ونحن في مقهانا ..قال صاحبي وهو صحفي يتابع اخبار اليمن هناك دولة في التحالف العربي تسيطر على بعض مدن اليمن وموانئها ..بل و قرأت مما يكتبه البعض عن احتلال .... قلت لايجب المبالغة في هذا الامر ..دول الخليج كلها دول شقيقة ودول جوار جغرافي تربطنا بهم علاقات اجتماعية وقرابية ومصالح مشتركة ..والكثير من الاخبار تتناول دور المملكة والامارات في التحالف العربي وممارساتهما الأمنية والسياسية ..هذه الدولة تاسست حديثا ،، الامارات عام 70 والمملكة عام 32 اما اليمن فبلد يعود تاريخه الحضاري الى خمسة الاف عام ولامجال هنا للسيطرة والهيمنة ..كل ما هناك ان النزق السياسي المدعوم بامتلاك اوراق مالية كثيرة تدعو اصحابها للعب ادوار تفوق قدراتها احيانا وفق ادوار مرسومة لتلعبها مؤقتا ، ويرجع ذلك ايضا الى ضعف وبؤس الحكومات اليمنية والقيادات الحزبية التي ترتبط بهذه الدولة خاصة ونحن نعرف ان الكثير من قيادات اليمن حزبيا وقبليا وحكوميا تتسلم دعم مالي منذ سنوات وفقا لتبعيتها للخارج وهي تراه صداقة بينها وحكام تلك الدول وهو امر لايقره دستور اليمن ولا قوانينها ..
وهناك شخصيات ظهرت مع الاحداث الاخيرة وتم تصويرها كابطال لمعارك وهمية لكنها تخدم مخطط الخارج الاقليمي والدولي في استمرار الفوضى والعبث السياسي بل وربما تدفع باليمن نحو التشظي والتجزئة وفقا لطموحاتها واوهامها في امتلاك السلطة ..الاخر الاقليمي وبؤس القيادات اليمنية صنعوا في اليمن فراغ سياسي وامني يقوم هؤلاء بملئه وفق اجندتهم واجندة المخرج الكبير للفوضى الخلاقة ..
ومن هنا لا اخشى من اي تواجد عربي او اجنبي في اليمن ..فهذا تواجد مؤقت رغم بعض الممارسات غير الرشيدة .. الخطير هو دور القيادات اليمنية التي تساهم بوعي وباصرار في استمرار العبث السياسي وفي تدمير المجتمع والدولة نظرا لبؤسها الفكري ونزقها السياسي .. فجميع من هم في السلطة ليسوا ممن نسميها رجال دولة بل اشبه بموظفين صغار تمكنوا من شغل وظائف كبيرة وفق الصدفة في مسار من العبث والفوضى التي تشبه المهزلة التاريخية . اليمن بلد كبير بجغرافيته وشعبه وتاريخه وسينهض من عثرته قريبا لكنه يعاني من بؤس قياداته التي تبحث عن مصالحها الخاصة دون مصالح الوطن .
في هذا السياق يمكن القول انه في اليمن تحولت الممارسة السياسية الى بيزنس ضمن شبكة زبائنية تتأرجح كبدول الساعة وفق معطيات الميدان العسكري والحوارات السرية ..وهنا يكون الوقوف مع الشرعية او المجلس السياسي وفقا للوعود تارة والقرارات السريعة تارة اخرى ووفقا للمكاسب المالية التي تتوزع بين اطراف الشبكات التي تتشكل ..وحتى مايسمى بالانتقالي يتقرب الكثير من رئيسه وفقا لوعود قادمة ضمن اوهام الانفصال بدولة تتوزع حقائبها ومنافعها للزبائن الجدد. ..وهكذا تبدو فصول المسرحية الهزلية التي يقال عنها ممارسة سياسية لهواة ضمن طرفي الصراع الداخلين الى فضاء جديد بمنطق اخطف واجري ..وهكذا يهرول الجميع الى مناصب ورواتب عالية وتعيين الاقارب ونهب العقارات بل ونهب المساعدات الاقليمية والدولية حتى الادوية التي تقدم من المنظمات الانسانية يتم بيعها عبر نافذين ناهيك عن الفساد المعلن في مجال الطاقة والغاز والبنزين اضافة الى وضع اليد على رواتب الموظفين .. هؤلاء وغيرهم يسمحون للخارج الإقليمي والدولى بممارسات امنية وسياسية بل وعسكرية داخل اليمن تنتقص من سياديه ومن شرعيته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليمن بوابة العمال للسعودية
جلال البحراني ( 2017 / 10 / 18 - 16:41 )
أستاذ فؤاد
بعض التقارير تقول أن حجم العمالة اليمنية بالسعودية يصل لـ 5 مليون
من خلال مشاهداتي بالمنطقة الشرقية الرياض جدة إلخ، أرى بأن الرقم صغير!
كل الذين يكتبون عن اليمن لا يذكرون أن السعودية تستفيد جدا من تفقير اليمن و إشعال الحروب بها لتهجير الفقراء للعمل بها كعمال في مختلف المجالات، هناك أيضا هجرة العمال الأفارقة للسعودية عن طريق اليمن
فما هو رأيك
تقديري و إحترامي

اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل