الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاكرة - قصة قصيرة

وائل سعدي

2017 / 10 / 19
الادب والفن



عدت الى حجرتي فأذهلني الضوء الكبير الذي احتلها ، ورأيت الباب قد فتح على مصراعيه ، وقد احتلت جسدي خيوط الشمس كانها تستفز خوفي او كسلي المتوارث....
و الحق أن تصرفاتي لم تكن هكذا سابقا ، ولم انتبه اني غرقت في النوم نتيجة السهر المتأخر

ألقيت بالمنشفة المبتلة على ارض الحجرة فتكومت على شكل يشبه تعاستي،
وحدقت الى المرآة المشوهه المعلقه في اعلى حائط الحجرة

و نظرت الى جسدي الذي ترهل فيه البطن و نحف فيه الصدر و الذراعان و الاكتاف ، فاعتلت مﻻمحي نظرة بائسة انقلبت نظرة غضب
كيف تغير شكل جسدي هكذا انه جسد كهل في الاربعين ، كان رأسي يمطر اوهام مخيفة بشأن مستقبلي الصحي.
و فيما انا اسال نفسي واحاورها اذ فاجأه جلست على الكرسي الصغير في طرف الغرفة انظر الى نفسي نظرة ملؤها الجد و الحزم، و ارتعبت لهول ما اراه استدرت و التصقت بالمرآة و تلعثمت في خوف شديد: أمي !!!!!!
- ما بك يا بني تجلد فلم أعلمك الضعف و لم اعلمك الخوف
- و لكنك يا أمي .....(في تعلثم واضح)
- أنا هنا و هذا كل ما يهم لا تسألي عن أشياء ﻻ تهمك
أجبت وحيد بإيماءة هازا رأسي و قد استحال اضطرابي
رايتها وتذكرت ايام طفولتي السوداء عندما كانت تضربني بسوط بقوة على ضهري عندما كانت تبصق على وجهي اما جيران هي التي قتلتني وقتلت كل شيئ رجولي بداخلي ، و أردت ان انادي احد ما فلم يسعفني صوتي المختنق بمزيج العواطف المكتظة ، و فهمت الاب ما بداخلي إزاءها فشدت على معصمها ثم القتني بكلتا يديها القويتين على كتفي فاسترعى الجميع انتباهه ، و اﻻم كانت قبل هذا في اللحظات القليلة تكبت دموعها وهي تمثل الجلد و هو لا تتقنه ، و لكن احساسها بيدي والدتي تشد على كتفي نفذ الى قلبي و فكري فثارت الذكريات الساكنة، ذكريات طفولتي الغابره و انزلقت في سرعة دموع حارة تشهد بصدق على الخوف و الألم القادم ماذا يكون مصيري وماذا بعد !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي