الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية في تجربة الادارة الذاتية

وسام جوهر

2017 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم وسام جوهر
السويد 2017-10-21
لست مستغربا لما يحصل لتجربتنا في الادارة الذاتية، بل على العكس ارى ما كنت اتوقعه دون ان اتمناه، يتحقق بكل اسف. لكي نفهم ما يحدث اليوم علينا ان نفهم البداية.
واهم وموهم من يدعي بان ما تحقق لنا من فرصة ذهبية في بداية تسعينيات القرن الماضي، انما تحقق من فوهة البندقية مع جل التقدير و الاحترام لدماء ونضال الابطال منذ ستينيات القرن الماضي الى يومنا هذا. ما نقصده ان الوضع و التغيّرات و الاحداث السياسية في المنطقة و بلدنا العراق، هي التي دفعت العالم الغربي و حرصا على مصالحه الاقتصادية الى ما فهمناه نحن، انما يهب لنجدتنا و نصرتنا يحركه في ذلك ضميره الانساني!
ايا كان السبب وراء منحنا اياه هذه الفرصة الذهبية كان علينا استحسان اغتناء هذه الفرصة التأريخية.
مضت الايام و لاحت في سمائنا غيوم ثم تحوّلت الى سحب داكنة مع مرور الايام. كنا كمواطنين بسطاء و سذّج نتأمل خيرا في قياداتنا السياسية التي و بكل اسف انتهجت السلوك الصدّامي في شؤون السياسة المختلفة اذ جعلوا من كل شيء وراثة، فالسلطة و الحكم اصبح وراثيا في بضعة عوائل و نحن نصفق و نمجد و نهتف بحياتها و حياة ابنائها. انتشر الفساد في وضح النهار و دون حياء و خجل و طبعا دون خوف ... فممن يخافون وهم رعاة و حامي حماته؟!
تحالف اكبر حزبا الاقليم و صفّقنا نحن السذج و قلنا ان في ذلك حقنا لدماء الاخوة و في ذلك قوة لارساء البنية التحتية لدولة الغد القادمة، ولكن و في الحقيقة لن نجد مثيلا لهكذا تحالف سياسي غريب و مشبوه!! نعم كان علينا ان نرفض ذلك التحالف لانه لم يكن الاّ بالضد من مصلحتنا كمواطنين ... تفاهم الحزبان على تقسيم الكعكة بينهما في صفاء اخوي صادق... لك السليمانية و لي اربيل ... لك اسيا سيل و لي كورك ... لك البيشمه ركة التي تواليك انت ... ولي مثلها .... وطزّ في ما يكون جيش الدولة و اجهزتها الامنية ملكا للشعب ...!!! و مع ذلك تحزّبنا خلفهما نمجد ما فعلا و نطبل لهما.
مرت الايام و تحوّلنا جميعا بشكل او باخر الى جنود اوفياء اغبياء لقيادات لا ذمة لها و لا ضمير و لا همّ لها سوى جيوبها المتخمة بالدولارات و شتى انواع العملة الصعبة. فتيان صاروا يحملون رتب الجنرالات و فتيات لا تستطعن كتابة اسمائهن يحملن الرتب على الشمال و على اليمين ... و فرحنا ومجدناهم في كل تفاهة كهذه !
نحن الذين جعلنا من قياداتنا اصناما نعبدها قبل كل مقدس و نحن الذين صنعنا منهم نمورا كارتونية، ها هي تنهار و يعصف بها اول ريح هبّت علينا.
مهرجانات الاستفتاء مررت و نحن نرقص جنبا الى جنب مع مرتزقة من الروژافا و الرو ژهلات ،لا خير فيهم و الاّ لدافعوا عن شرفهم و ارضهم في الروژافا و الروژهلات بدلا من ان ياتونا مطبلين مهرجين لفتات خبز يزايدون علينا قوميا ووطنيا ... صرخوا ووعدوا انهم جنود اوفياء و مضحين للقائد و الحزب و الوطن بالروح و بالدم في ساحات القتال من اجل الاستقلال...! و اين هم الان؟ تبخروا تبخر الثلج في الصحراء ...!
اصابنا الغرور و الكبرياء و ضننّا انفسنا اقوى من ان نسمع حتى نصائح اقرب المؤازرين و الاصدقاء ... بماذا استقوينا لكي نتحدى الارادة الدولية و الاقليمية و حتى قسم كبير من المحلية؟ هل نملك او نصنع شيء مما الذي بين ايدينا؟ حتى الطعام و الشراب ياتينا من غيرنا، فانى لنا ان نتحدي من يغذينا مالا و سلاحا و طعاما؟
السياسة فن الممكنات و ليس تمضرطات فارغة نطلقها في الهواء في المهرجانات و امام الكاميرات.
ما حصلنا عليه يوما كان بالسياسة يوما ما، و ما نخسره اليوم قد نخسره بالسياسات المتهورة هذه المرة ... سياسات استندت الى حسابات غير دقيقة ... ما يهم اليوم بعد وقع الفأس في الرأس ان نعترف و بشجاعة بالخطأ لا ان نبرره بما هو اسوء ...العاقل يعمل اليوم الى انقاذ ما يمكن انقاذه في الوقت الضائع و الاّ فان القادم اسوء ومن لا يصدّق سيندم يوم لا يفيده الندم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف