الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الروائية هبة الجراخ: العراق لا يتزحزح داخلي والحب مشكاة تنير لي ما حولي

حيدر السلامي

2017 / 10 / 23
الادب والفن


كاتبة عراقية، تقيم في العاصمة اللبنانية "بيروت". بكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية وتحضر حالياً للماجستير في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية. تكتب الرواية والشعر والنثر. باكورة أعمالها الأدبية المطبوعة رواية بعنوان "معزوفة عشق".
بدأت رحلتها مع الأدب منطلقة من منصة الرواية قبل بضعِ سنينَ، وما زالت تلتمس طريقها نحو النجومية والشهرة العالمية، مزاوجة بين أصالة الفكر وحداثة الأسلوب وروعة الكلمات.
هبة الجراخ.. التقيتها مرةً في الواقع، ومراتٍ في المجتمع الافتراضي، فتواصلنا معاً وخرجنا بهذا الحوار:

ـ بعيداً عن البدايات التقليدية والقراءة والكتابة.. ماذا عن (هبة) التي لو فتحت قلبها لقرأنا ما لم نقرأه في دفاترها؟
لأعوامٍ كثيرةٍ كنت أشعرُ أنني محاولة قصيدة، طموح رواية، شعرت كثيراً أنني بلا هوية، لا هوية أدبية ولا وطنية، لكن دائماً كان في داخلي انتماءٌ كبيرٌ للإنسان، وكان رفيق طريقي ذلك الشعور الأسمى في العالم "الحب" كمشكاة تنير لي ما حولي حتى وصلتُ لآخر النفق وانقشع الظلام وبدأت مشواري من جديد بهوية إنسانية، وطنية، أدبية، وجدتني بعد أن خشيت كثيراً أن أضيع مني .

ـ وراء كلّ رجلٍ عظيم امرأة.. لكن من وراء امرأة ناجحة مثلك؟
هناك ظروف نمرّ بها تكون أحياناً سبباً مباشراً في فشلنا واستسلامنا، كذلك بعض الأشخاص الذين نصادفهم، ولكن من الممكن أيضاً أن نجعل من تلك الظروف ذاتها أو الأشخاص أنفسهم، حافزاً لنا وسبباً في نجاحنا. الوطن الجريح، اليتم المبكر، الغربة، والكثير من الخيبات جميعها شكلت لي دافعاً لا يعرف هوادة.

ـ لو لم يورق يراعك "معزوفة عشق" ماذا كان سيورقُ كلَّ صباح؟
لمواسم طويلة كان يورق شعراً ونثراً، ولكن كان لدي شعور غريب بأنه عاجلاً أم آجلاً سيثمر عشقاً في رواية.

ـ كتبتِ عن الحبّ.. هل كانت مغامرة، أم رغبة مكبوتة لامرأة محافظة؟
معزوفة عشق كانت طرحاً خيالياً، لنقُل مُنكّهاً بالواقع من خلال رصد مشاهدات وحالات سائدة في مجتمعنا اليوم.

ـ هل تبحثين عن الشهرة أم وقعتِ ضحيتها؟
قلتها مراراً.. لا أنافس أحداً غيري، ولا أبحث عن الشهرة، كل ما حدث، حدث من دون تخطيط مني حيث أنني كل ما أردته حين نشرت روايتي الأولى أن أشارك الآخرين إبداعي، وأصل بصوتي إليهم.
الشهرة قاعدة هشة،لا تغريني وأنا امرأة تحب أن تقف على أرض ثابتة أو تخطو بخطوات راسخة.
نعم الشهرة تضعك على مقربة جداً من القراء والجمهور وهذا يترتب عليه مسؤولية كبيرة على الكاتب أن يأخذها بنظر الاعتبار، ويكون على قدر تلك المسؤولية.

ـ ما الرسالة التي تريدين إيصالها لقرّائك؟
الرسالة الأسمى، وشراع النجاة الوحيد المتبقي لنا "الحب".. وأنا بالتأكيد هنا أقصد الحب بمعناه الأوسع إنسانياً ولا يقتصر فقط على العلاقة بين الرجل والمرأة والتي هي أيضاً يصنفها مجتمعنا في خانة واحدة رغم أنها أكبر وأسمى من ذلك بكثير.

ـ ما الرواية بالنسبة لك؟
الرواية هي المساحة الأكبر والأخطر التي تجعلني في مواجهة مباشرة مع القارئ ولوقت طويل وهي الجنس الأدبي الأصعب حسب رؤيتي الخاصة.

ـ لماذا لبنان.. هل اختارك أم اخترته عن قصد؟
أحياناً تحدث أمور في حياتنا نظن أنها حدثت بمحض الصدفة، ولكن بنظري إن كل شيء يحدث معنا ونمرّ به لسبب ما.. ربما لم أختر لبنان ولكن يبدو لي أنه كان من المقدّر لي أن أسكنه ويسكنني أيضاً.

ـ الحياة في المهجر.. هل تركت أثراً في كتاباتك سابقاً وحالياَ؟
الحياة هنا صراع من نوع معقد جداً، تجد نفسك أحياناً وطناً لنفسك، وأحياناً تجد وطناً ولا تجد نفسك.. بالتأكيد كان لاستقراري خارج حدود وطني تأثيرٌ كبيرٌ على رؤيتي للحياة واكتساب خبرات أكثر من خلال السفر والاختلاط بحضارات وشعوب أخرى مختلفة، وأعتقد أن هذا الأمر يزيد الإنسان والكاتب نضجاً على حد سواء.

ـ أين تضعين العراق عندما تكتبين؟
لا يمكنني أن أضع العراق في مكان ما أو حتى أحركه.. العراق لا يتزحزح داخلي.. هوعجينة تكويني وطينة ملامحي وخلاصة روحي .

ـ شهدنا لكِ تحولاتٍ في بعض الأحيان من الرواية إلى الشعر ومن الشعر إلى الشذرات وربما إلى غير ذلك..
بالفعل.. يحنّ قلمي أحيانا للخاطرة أو النصوص النثرية القصيرة ولا أقوى على منعه على أي حالٍ.

ـ ترتدين الحجاب.. مجاراة للعرف.. قناعة شخصية.. شعاراً دينياً.. فرضاً عائلياً.. طقساً روحياً.. أم ماذا؟
الحجاب.. كان قراراً مني في سنٍ مبكرةٍ عن قناعة وبكل حب أرتديه.. قرار لا يقبل المساومة.

ـ بمعنى: لو خيّرتِ بين الشهرةِ العالمية والحجاب..
قلت لك لا مساومة وبالتأكيد.. أختار أن أثبت للعالم بأنني يمكنني أن أكون امرأة ناجحة ومثقفة ورائدة في مجالٍ ما، وفي الوقت ذاته هذا لا يمنعني من الالتزام بعقيدة أؤمن بها أو انتماءٍ ديني لي، وأبيّنُ للجميع بأن ديني لا يمنعني من أكون امرأة ذات رأيٍ وشأنٍ في المجتمع.

ـ مدوناتك على الفيسبوك تكشف عن صراعٍ نفسيّ أو صرخة خرساء..
صرخة خرساء؟! لا أظن.. بالعكس أعتقد أن صوتي بات مسموعاً جداً ولكن ربما يحاول البعض إخراسه.

ـ ما أعمالك المستقبلية.. هل سنقرأ رواية جديدة؟
الرواية التي بدأت بكتابتها منذ أكثر من عام، ما زالت في مرحلة النضوج، وحين تكون هذه الثمرة ناضجة، ستتمكن من قطفها، وآملُ أن يكون هذا قريباً .

ـ بأي شيء تودين أن تختمي هذا اللقاء؟
أجمل شيء أختم به هو مقطع صغير من عملي الروائي الجديد والذي ما زال يخضع للكثير من التغييرات والتعديلات ومع ذلك سأشاركك بهذه الأسطر:
"وجه أمي هو أول ما بحثت عنه، لا.. بل أول من بحثت عنه !
وجه أمي حيّ لا يموت في عمر ذاكرتي ولا يأفل في سماء روحي، بحثت عن ملامحها المحببة بين تلك الأشلاء المتناثرة المحروقة كطفل أضاع لعبته التي يحب.. لعبته التي رافقته منذ أول يوم له في هذه الحياة يبحث بشغف وخوف.. يبحث بكل جنون. هو يستطيع أن يتعرف عليها بين كمّ الدماء اللامنطقي ذاك، ويمكنه أن يميز رائحتها الدافئة بين كل روائح الأجساد المحترقة وبقايا اللحم المختلطة بالدم والأرصفة وحديد السيارات.
عطرك أمي أستطيع أن أميزه..
كنت رغم كل شيء، ذلك المسك الأبيض الذي كنت تضعينه حباً بجدتي وليس حباً به، لكنه أغرم بك مثلي تماماً وظلّ متعلقاً بحناياك منذ الطفولة حتى آخر يوم.. اليوم.. عطرك خانني وجسدي المحترق خانني، وأبي يبدو أنه خانك وخانني، وجميعنا خنّا العراق.. أمي؟! لا.. بل العراق هو..!".

حاورها: حيدر السلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا