الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب العراقي الإقليمي ..غايات ومبررات

واثق الجابري

2017 / 10 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بدأ رئيس مجلس الوزراء العراقي، زيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية، ضمن جولة إقليمية، بعد يومين من هبوط أول رحلة مدنية من شركة "فلاي ناس"، بعد قطيعة 27 عام، وعلى متنها 200 شخصية من رجال التجارة والإقتصاد؛ أملاً بالمشاركة في معرض بغداد الدولي.
تقارب بين البلدين بعد زيارات متبادلة بدأها وزير خارجية المملكة قبل ستة أشهر، لطي صفحة من تبادل الإتهامات والقطيعة السياسية والإقتصادية والأمنية.
العراق والسعودية بلدان متجاوران، وشاب مصالحهما المشتركة، عقود من الشكوك والصراعات المعلنة والسرية، وجرب العراق أكثر من غيره القطيعة مع العالم بسبب نظام البعث، ونتيجته حروب وحصار، وتقيد العراقيون بين حدود كأربعة جدران لا يعرفون ما يحدث في العالم، وجاء نظامه السياسي الجديد، ليجد قطيعة أقليمية ممثالة.
حاول العراق تبديد شكوك العرب خاصة، وتبديد التعامل الطائفي الإقليمي، وتجاوز الإعلام المشوه، الذي أدى الى قطيعة آخرى عانت السعودية جزء منها رغم إحتضانها قبلة المسلمين، إلا أن ذلك لم يمنعها مع التقاطع مع مصر تارة وليبيا مرة أخرى وبالأخير قطر، وفرض السيطرة على القرار الخليجي والتبعية لأمريكا والندية لإيران.
إستطاع العراق تغيير كثير من المفاهيم الإقليمية بدحر الإرهاب، وتكاتف شعبه وساسته في كثير من القضايا المصيرية وأخرها إستفتاء كوردستان، وإشعار المنطقة بخطر الإرهاب ثم التقسيم، وهذا من العوامل التي دفعت الدول الإقليمية لمساندة العراق، الذي أصبح له دور فاعل في المنطقة، فيما تغيرت النظرة المجتمعية المحلية وما يرادفها عربياً، بعد التجربة المريرة مع الإرهاب، بينما لم يعد للإعلام العربي، تأثير على شارع ومواطن يموت جوعاً ويهدده الإرهاب والتقسيم، وما ينتج عنها من توقع الحروب الأهلية، ومؤكد أن العرب إستشعروا إمكانية إصابتهم بالعدوى.
إن العلاقات الدولية شهدت إنعطافاً بعد تجربة الإرهاب ومشاريع تقسيم الدول، وجانب الأزمة الإقتصادية بدأت تظهر جلية في الدول النفطية، فيما تزايد النصح الدولي والأمريكي تحديداً للتقارب بين الدول الأقليمية، ولابد للعمل سوياً سياسياً وأمنياً وأقتصادياً، وحدود العراق الطويلة مع السعودية والأردن، ودور مصر عربياً للتعاون السياسي والأمني والإقتصادي، وفي جولة العبادي رؤية عراقية من تجربة واقعية.
لا حسابات لرابح أو خاسر في حال إبتعدت الدول عن بعضها، والنتيجة تساوٍ بتوزيع الإرهاب والتقسيم وسوء الإقتصاد.
السعودية عادت للعراق بقوة، ودخلت معرض بغداد الدولي بأكبر مشاركة، ومصر راغبة كذلك والأردن فتحت المنافذ الحدودية للتبادل التجاري، والمهم من هذه الدول الإستفادة من العراق بما يملك من ثقة بالنفس بإنتصاره على الإرهاب والمشاريع التقسيمية، وما يملك من كم من المعلومات عن تحرك الخلايا الإرهابية، وأنه أرض خصبة للإستثمار وإعمار المدن التي خربها الإرهاب، ومدن نزعت ثوبها لتغطي عيوب خلفها الإرهاب، والأهم أن تتخذ هذه الدول من العراق جسراً للتسويات الأقليمية، وترميم العلاقات بين دول المنطقة، ويمكن للعراق لعب دور التقارب الإقليمي والدولي، كونه حليفاً لأمريكا وروسيا وأيران والآن السعودية، وما يؤدي الى حل قضايا المنطقة في سوريا واليمن، وبما أن العراق صديق لإيران والسعودية، بالتأكيد سيأتي اليوم الذي يكون فيه صديقك صديق صديقك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح