الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ‏

مزن مرشد

2006 / 2 / 20
الصحافة والاعلام


ثمة نوعان للفساد ، الأول مادي والثاني معنوي.‏
في الأول ، الأمر سهل إذ يكفي أن نكشف الفاسد ونحاسبه ونزيحه من مكانه ونكون ‏بذلك طهرنا المؤسسة منه أو نذهب أعمق من ذلك لنكشف الآليات التي أنتجت هذا ‏الفساد ونبتكر ونضع آليات عمل جديدة.‏
أما النوع الثاني فالأمر أكثر تعقيدا فالشخص النزيه وغير الكفء كيف سيقود ‏مؤسسة أو إدارة أو عملا ، فهل تكفي نظافة اليد لتغفر لمن سيبقى في إنتاج واجترار ‏نفسه لا أكثر؟
على أية حال مشكلتنا هنا أيضا اعقد من ذلك إذ أن أطرافها هم من نوعية خاصة ، ‏هم مثقفون وكتاب ومؤسسة ثقافية وقراء ، وهؤلاء يعيشون محنة حقيقية وتناقضات ‏وتعارضات، لكنهم في غالبيتهم يفضلون الصمت أو المديح إن كان الرأي للنشر، ‏لكنهم يسترسلون في النقد عندما يتهامسون فيما بينهم، أحد الزملاء أجرى تجربة ‏بسيطة جلس إلى أكثر من شخص وسألهم عن رأيهم في مديرية التأليف والترجمة ‏وسجل ما قالوه ثم عدت بدوري وسألتهم بوصفي صحفية فكانت النتيجة حالة ‏فصامية مريعة احدهم قال في المرة الأولى انه لا يوجد احد ف سورية مقتنع بمدير ‏التأليف والترجمة إلا وزير الثقافة وفي المرة الثانية استرسل في مديح المدير في ‏تسجيلي المعد للنشر .‏
وعندما ذهبت إلى المديرية المذكورة طلب مني السيد محمد كامل الخطيب مدير ‏مديرية التأليف والترجمة إلا انشر ما سجلته له واسترسل في الشكوى عن مأساته ‏مع هؤلاء المثقفين.‏
ثمة مستويين في الحديث الثقافي فالأول على مستوى المقاهي حيث تدور حرب ‏الجميع ضد الجميع والثاني على المستوى الإعلامي أو الحديث المسؤول وفيه الوجه ‏الآخر للآراء.‏
هنا يطرح السؤال الأهم نفسه كيف صيغت هذه الازدواجية على مستوى المثقف ‏الفرد وعلى مستوى شريحة المثقفين والاهم على مستوى المؤسسة الثقافية وكيف ‏تنتج ويعاد إنتاجها ، قرأت ذات مرة أن الأستاذ انطون مقدسي رحمه الله ميز بين ‏المثقفين السوريين والمصريين بان أبناء الجنسية الأولى يطعنون ببعضهم البعض ‏أما أبناء الجنسية الثانية فيدافعون عن بعضهم البعض فكيف وصل الحال بنا إلى هذه ‏الحال.‏
يقول الأستاذ صالح علماني أن مديرية التأليف والترجمة انتهت بعد انطون مقدسي ‏وان دار الفكر أو المدى تنتج كل واحدة منها على حدة أكثر مما تنتجه المديرية وان ‏جزءا من المسؤولية تتحمله المطبعة والخلل في آلية عملها فالوزارة في العام ‏الماضي طبعت قرابة التسعين كتابا ولم تتجاوز حصة المديرية فيها بضعة كتب أي ‏ما يقارب 26 كتاب فقط أما في موضوع سرية تقارير رفض المخطوطات قال ‏السيد علماني ان القرارات النافذة تمنع الإطلاع عليها من قبل أصحاب المخطوطات ‏لكن المرحوم مقدسي كان يستدعي الكاتب ويقدم له ملخصا عن أسباب المنع بشكل ‏شخصي.‏
ويؤكد احد المثقفين العاملين في الوزارة بأنه كان يعتقد بان محمد كامل الخطيب ‏يملك مشروعا ثقافيا قبل تسلمه المديرية لكن بعد عامين من العمل انه ليس هناك أي ‏مشروع أو على الأقل لم تظهر علائمه أو بوادره حتى الآن وانتقد هذا المثقف إعادة ‏طباعة الكتب القديمة أو بعضها في السلسلة الشهرية مشيرا أنها ربما كانت ملائمة ‏في زمنها وليس لهذه الأيام .‏
الكاتب ممدوح عزام أثنى على عمل المديرية مؤكدا أن لدى مديرها مشروع طموح ‏بدأ به في السلسلة الشهرية وإعادة نشر أمهات الكتب والترجمات لكنه يعتقد أن ‏المشكلة تكمن في المطبعة وليس في المديرية وأشار عزام إلى انه لم ينشر روايته ‏الأخيرة في الوزارة لأنه يعرف بأنها ستبقى في المطبعة ثلاث سنوات أما بالنسبة ‏للسرية في عمل المديرية أوضح عزام أن ذلك يعود للأنظمة والقوانين وانه يفضل ‏الإطلاع على أسباب رفض المخطوطة أن كان هو صاحبه ليعرف نقاط الضعف ‏فيه مؤكدا أن معظم الكتاب لا يتحملون رفض مخطوطاتهم وذلك لذاتيتهم المفرطة .‏

حسيبة عبد الرحمن
يجب إلا تضع وزارة الثقافة أي خطوط حمراء أمام الكتاب السوريين ‏
الروائية حسيبة عبد الرحمن قالت أتمنى إن تتحول وزارة الثقافة إلى حاضنة ‏تستوعب جميع الإبداعات المختلفة في سورية، وان تدافع عن حق الكاتب في حرية ‏الإبداع.‏
لم أتقدم إلى إدارة التأليف والترجمة في وزارة الثقافة بإحدى مخطوطات أعمالي ‏الروائية نتيجة وجود خطوط حمراء في هذه الدائرة والوزارة .‏
وكنت أتمنى أن أكون واحدة من الكتاب اللذين تطبع وزارة الثقافة إحدى ‏مخطوطاتهم باعتبارها دار النشر السورية الرسمية الوحيدة ، ومن حق أي كاتب ‏سوري دون استثناء أن تطبع له هذه الدار أعماله دون إخضاع المخطوط والكاتب ‏إلى التصنيف السياسي ، لكي لا يقف المبدع السوري على أبواب دور النشر ‏الخاصة يستجديها أن تطبع إحدى مخطوطاته وتعامله بتعال كونها صاحبة فضل ‏بأنها طبعت له بالرغم من أنها تحصل منه على مبالغ لا يستهان بها .‏
يجب ألا تضع وزارة الثقافة أي خطوط حمراء أمام الكتاب السوريون.‏
وإذا كانت الوزارة لا تستطيع حماية حرية الكاتب فلا عتب إذاً على دور النشر ‏الخاصة.‏
من جهة ثانية لن أدعي متابعتي لإصدارات وزارة الثقافة خصوصا في المرحلة ‏الأخيرة ، لكن من خلال قراءتي للكتب المترجمة الصادرة عن الوزارة اعتقد بأنها ‏كانت لمرحلة طويلة تشكل ركنا هاما في الترجمات السورية على أكثر من صعيد ‏مع ملاحظة مهمة أن مستويات الترجمة ليست واحدة فهي متفاوتة فالترجمات أيام ‏انطون مقدسي كانت ممتازة ، والتي تعد بحق من أهم ما ترجم في المنطقة مهنيا في ‏حين أن الكتب المترجمة حاليا فهي ذات مستوى متواضع فكريا وثقافيا ومهنيا ‏مقارنة بتلك الفترة . وهذا يرتبط بشكل ما بمترجمين الوزارة وكيفية انتقائهم فإذا ‏كان كادر الترجمة صاحب كفاءة وخبرة وثقافة ينعكس ذلك على اختيار الأعمال من ‏جهة وفنية ومهنية الترجمة من جهة ثانية.‏



علي سفر
يجب على المديرية أن تكون محركا ثقافيا في البلد‏
أعتقد أن مديرية التأليف والترجمة و النشر لا تبدو مهتمة بإظهار الأجيال الجديدة ‏في الثقافة السورية وان فعلت فإنها تقوم بذلك احتفالي استعراضي لا تعرفين متى ‏يحدث ومتى يعلن عنه كمسابقات الدواوين الشعرية الجديدة و الروايات الجديدة الخ.‏
وحتى و إن حصل واحد من الشباب على فرصة النشر فإن ذلك يتأخر سنوات ربما ‏‏.. و بعد كل الانتظار الذي يغرق به الكتاب يأتي المطبوع بلا إعلان عنه و بلا ‏تسويق جيد .‏
أعتقد أن النشر في وزارة الثقافة - ورغم التعويض الذي يدفع للكاتب و السعر ‏المنخفض للكتاب – قد يكون دفن للكتاب أكثر من كونه نشر و إحياء له ..و لهذه ‏الأسباب قمت بتجنيب نفسي عناء دفع كتبي إلى قراء الوزارة و إلى مديرية نشرها ‏و عناء الانتظار .‏
في السنة الماضية قامت مجلة الشعراء الصادرة عن بيت الشعر الفلسطيني الذي ‏تموله وزارة الثقافة الفلسطينية بتكليفي بإعداد أنطولوجيا عن الشعر الجديد في ‏سورية و قمت بإعداد الأنطولوجيا و قد جاءت في كتاب ينوف عن الثلاثمائة صفحة ‏من القطع الكبير مطبوعة بشكل راقٍ و محترم ..!!‏
و قد جوبهت من قبل القراء العرب بسؤال جارح عن السبب الذي يدفع بوزارة ‏ثقافة دولة أخرى بالاهتمام بالشعراء السوريين ، رغم وجود وزارة ثقافة في بلدهم ‏لديها مديرية للنشر .‏
و لماذا لم تقم هذه الوزارة بالفعل ذاته ..؟
هل سيلقي القائمون على مديرية النشر عندنا باللائمة على الشعراء السوريين في ‏أنهم لا يبادرون بتقديم أنفسهم للوزارة مثلاً ..؟
‏ أم أنهم سيتذرعون بالبيروقراطية و سياسة النشر و.. و... الخ ‏
يجب على مديرية النشر في الوزارة أن تكون محركاً ثقافياً في البلد و عليها أن تقوم ‏بالمبادرة فهي المعنية بالأمر .. و أعتقد أنها قد تستطيع تحريك الركود المخيم على ‏الوضع الثقافي العام فيما لو أعادت النظر بأولوياتها ...‏
عارف حمزة ‏
دور نشر جديدة تقدمت والمديرية تراجع إلى النسيان ‏
قبل كل سفرة لي إلى بيروت أو القاهرة ، و فور إعلام أصدقائي هناك ، كانوا ‏يقومون بتوصيتي بشراء إصدارات وزارة الثقافة السورية و جلبها معي ، خاصة ‏الترجمات ، و إذا خصصنا أكثر ، الروايات العالمية المترجمة . كان ذلك يحصل ‏قبل ثلاثة أعوام من الآن . و منذ ذلك التاريخ تغيرت الكثير من الأشياء ... أصبحت ‏العناوين أقل .. العناوين الهامة منها أقل بكثير حتى أصبحت نادرة ... و في النهاية ‏تخلصت من تلك التوصيات .. ‏
يبدو أن هناك مشاكل شخصية في مديرية التأليف و الترجمة ، هكذا كنت ُ أبرر ‏للأصدقاء ، و إلا ما معنى التراجع المخيف إذا عرفنا أن الكوادر التي تشتغل ‏ضمنها ، الخاصة بالقراءة و الترجمة ، أصبحت أكثر احترافية و قربا ً من عقلية ‏السوق .. كما أن الآلات و التجهيزات و عمالها أصبحوا مختلفين عما كانوا عليه ‏في الثمانينات . خاصة إذا علمنا أن صدور الترجمات الكبرى ، من أمثال كتب وليم ‏فوكنر و غارسيا ماركيز و بارغاس يوسا و أورهان باموك و يشار كمال و أيّـاي و ‏رامبو و كونراد و لوركا و كونديرا ... الخ ، كان في الوقت الذي توجد فيه دور ‏نشر خاصة و كبرى أيضا ً سواء في دمشق أو بيروت أو القاهرة أو بغداد أو ‏الرباط . ففي الوقت الذي كانت تلك الدور تتقدم كان على مديرية التأليف و الترجمة ‏أن تتقدم أكثر ، على الأقل لأن لها دعما ً حكوميا ً و لأنها لا تتحمل خسائرها إن ‏حصلت . و لكن ما حدث أن هناك دور نشر جديدة تقدمت بينما عمل المديرية ‏تراجع إلى درجة النسيان .‏
كنت ُ أقول بأن دور النشر الخاصة تدفع أكثر ، إذا كان الكاتب مشهورا ً و تأخذ من ‏الكتاب الجدد أو الغير معروفين ، و تهتم بالطباعة و مسألة التوزيع ، لأنها تفهم آلية ‏العمل ضمن مفهومي العرض و الطلب و الربح و الخسارة . و لكن المديرية بدأت ‏، قبل عامين على ما أظن ، تدفع أكثر ، سواء للمترجمين أو المؤلفين ، و تهتم ‏بالطباعة ، نوعا ً ما ، إلا أن الأمور ذهبت بالعكس فأصبحت هناك قلة من الأعمال ‏المترجمة و الإصدارات و سوءا ً خارقا ً في التوزيع و الإعلان ، أي أن هناك ‏سوءا ً و خللا ً و ضعفا ً في الإدارة و التفكير . حتى أن النظر إلى كتب المديرية ‏الجديدة بتلك النظرة الواثقة بدأت تذهب إلى الحذر و من بعدها إلى الإهمال . ‏
في عام 1998 تقدمت ُ بمخطوطي الشعري الأول ، حياة مكشوفة للقنص ، للجنة ‏القراءة في الوزارة و أنا أرتعد من الخوف و القلق ، حتى أنني لم أخبر أحدا ً بأنني ‏فعلت ُ ذلك لما كان لمطبوعات الوزارة من اسم كبير . و تأتي الموافقة على النشر . ‏لكن لن يتم نشر الكتاب إلا في أيلول عام 2000 و بمكافأة مقدارها ثمانية آلاف ليرة ‏سورية قبل أن تقتطع منها المالية " ضريبة التفكير بالنشر " . ! ‏
طوال تلك الفترة الطويلة جدا ً كنت ُ أفكر بالتوقف عن الكتابة بدلا ً من الاستمرار ‏فيها . ‏
عندما تم توزيع جوائز مسابقة محمد الماغوط الشعرية في الشهر الأول من عام ‏‏2005 ، تمنيت ُ من السيد وزير الثقافة أن لا يحدث لنشر كتبنا الفائزة ما حدث مع ‏مسابقة الرواية ، إلا أنه قال ، بعد مشاورة مدير دائرة التأليف و الترجمة ، بأن ‏العكس سيحدث إذ أنها ستنشر خلال شهرين على الأكثر . و ها قد مر عام كامل ‏دون نشرها و لا من يحزنون . ‏
هناك مشروع كتابي لأي كاتب يجب أن لا توقفه البيروقراطية ، خاصة من موقع ‏ثقافي ، لأنها قد تؤدي إلى تدمير هذا المشروع . ففي الوقت الذي سوف تنشر ‏الوزارة كتابا ً لكاتب ما قد يكون ذلك الكاتب قد أنهى كتابا ً أو كتابين سوف يقوم ‏بوقف نشرهما بانتظار أن يُـنشر الأول .‏
كتابي الثاني ، الذي تم طبعه في القاهرة ، كنت ُ قد قدمته لوزارة الثقافة ، و بعد عام ‏و نصف اتصلت بهم فقالوا لي بأن الكتاب سوف ينشر لأن لجنة القراءة وافقت عليه ‏‏. بعدها بستة أشهر يصلني كتاب الوزارة بالرفض . كنت ُ أسأل نفسي : مَـن الذي ‏قام بالرفض طالما أن لجنة القراءة وافقت خطيا ً على طباعة المخطوط ؟ و من ثم ‏ما هو دور لجنة القراءة إذا لم يأخذوا برأيها ؟ . ‏
في حادثة مذهلة ستقوم مديرية التأليف و الترجمة بالموافقة على نشر كتاب شعري ‏للشاعر منذر المصري ، أتصور بأنه كان يحمل عنوان " داكن " ، و ستدفع له ‏مكافأة الطباعة ، و بعدها بأشهر سوف تمنع طباعة الكتاب ؟ ! . ‏
أتصور بأن على مديرية التأليف و الترجمة ، إذا أخذناها من منظور دار نشر ، أن ‏تفكر كدار نشر محترمة . أن تخطط بشكل صحيح و دقيق . أن تضع آليات حديثة ‏للعمل و النشر و فهم السوق و واقع القراءة ، و أن تستفيد من تلك الفترة الذهبية ‏السابقة و تتخطاها ، لا أن تتراجع إلى الوراء حتى تكون متخلفة و منسية تماما ً . ‏

محمد كامل الخطيب
لا أريد أن انشر أي رد على احد وأفكر جديا بالاستقالة ‏
بالعودة إلى السيد محمد كامل الخطيب مدير الترجمة والتأليف في وزارة الثقافة ‏أصر بأنه لا يريد أن ينشر حديثه معي وأن اعتبر كلامه من باب الفضفضة لا أكثر ‏فقال بأنه خسر كل أصدقائه بعد تسلمه هذه الإدارة وأكد أن مشكلة التأخر بالنشر ‏تتسبب به المطبعة فهو لا سلطة لديه على خطة المطبعة أو إدارتها ولذلك فان حصة ‏المديرية من النشر لا تكاد تقارن بحصة باقي المديريات مثل مؤسسة السينما على ‏سبيل المثال لا الحصر.‏
يقول (( أنا إنسان علماني وديمقراطي وأنا مصر على إصدار أفضل المطبوعات ‏فلقد تربيت في دكان وتأثرت بهذه الدكان بحيث أنني أعامل الثقافة كقيمة فعلية ‏وسلعة رفيعة المستوى لان الكتاب الجيد هو الكتاب الذي يباع ثم لا أحب أن يقول ‏احد أن حقه على الدولة أن تطبع له كتاب فهذا ليس حقه ولكن حقه على الدولة أن ‏تؤمن له رعاية صحية)).‏
أما فيما يتعلق بإعادة الترقيم قال (( القضية بالنسبة لي هي التصنيف النوعي أي أن ‏يكون هناك ترقيم للقصة القصيرة وآخر للرواية وآخر للدراسات وترقيم للترجمات ‏وهكذا وان كنت ألام على سرية تقارير الرفض فانا أتقيد بالقوانين النافذة لا أكثر ‏ولا اقل ولا اجتهد بهذا الموضوع على الإطلاق فالقانون فوق الجميع.أما تأخر ‏الطباعة فهذا امر يتعلق بالمطبعة وقلت لك ان لا سلطة لي على ادارة المطبعة ‏لأفرض عليها خطة معينة.ولا اخفيكي بأنني افكر جديا بالاستقالة لكن بعض ‏الاصدقاء يضغطون علي كي لا افعل ويقولون – طول بالك - ))‏


كمال فوزي الشرابي
لغتنا الأصيلة ستعيد لنا الأمجاد ‏

هذه المديرية أحسنت وزارة الثقافة في إنشائها منذ البداية وسلمتها لأسماء كبار على ‏رأسهم الراحل انطون مقدسي وازدهرت على يده فقد كان دائما يذهب إلى فرنسا ‏وينتقي أفضل الكتب لترجمتها بعد وفاته تسلم المديرية أشخاص كثر و آخرهم محمد ‏كامل الخطيب الذي اعرف عنه انه إنسان مثقف ويهوى اللغة العربية وهذا مهم جدا ‏بالنسبة لأن هذه اللغة هي الوسيلة التي سنسترجع ماضينا وأمجادنا الغابرة من ‏خلالها ولو طال الزمن ومحمد كامل الخطيب ضليع في اللغة العربية وهذا ما ‏نفخر به وهو مستمر في إعطاء المديرية الزخم والقوة والنشاط الذي كان موجودا ‏في أوج نشاطها أيام انطون مقدسي من خلال ما يصدر عن المديرية من كتب ‏خاصة به ومن كتب خاصة بالمديرية التي يرأسها ولكن هنا أحب أن أشير إلى شيء ‏يحز في نفسي وهو أن المديرية أوقفت طباعة الشعر لمدة سنتين وأنا لدي عدة ‏دواوين وأريد طباعتها كما طبعت لي المديرية ديوان قصائد الحب والورد ونفذ . ‏

محمد سلمان حسن
القائم على مديرية الترجمة والتأليف يجب ان يكون متمكناً من لغة أجنبية ‏

محمد سلمان الحسن الذي يعمل في الوزارة في مجلة المعرفة يقول لتعرفوا وضع ‏مديرية التأليف راقبوا معرض الكتاب الأخير ففيه لم تعرض المديرية إلا 30 عنوانا ‏منها عن اللغة العربية والباقي حكي فاضي.‏
ويروي تجربته الخاصة عندما قدم مخطوطا عن تيارات الفلسفة الهندية وجاء الرد ‏بعد شهر بالرفض دون معرفة الأسباب طبعا مع أن سورية تفتقد لأي مختص ‏بالفلسفات الشرقية إلا ندرة اليازجي الذي أكد بأنه لم يقرأ المخطوط ، إذن من هو ‏الذي قرر عدم صلاحيته للنشر.‏
ويرى الحسن أن القائم على مديرية الترجمة والتأليف يجب أن يكون متمتعا بميزات ‏معينة منها تمكنه من لغة أجنبية والفرق بين محمد كامل الخطيب ومن سبقه فرق ‏شاسع من حيث الإمكانيات الفردية ، وغير أكاديمي لا يحمل شهادة ماجستير او ‏دكتوراة.‏
‏ ‏


احد المترجمين والذين رفض نشر اسمه
رأى أن أهم نقطة بإدارة محمد كامل الخطيب هي عدم وجود رؤية واضحة لسياسة النشر ، ‏هذه الدائرة هي بوابة سورية على العالم لسبب بسيط لأن معظم دور النشر ‏الموجودة في سورية هي عبارة عن دكاكين لذلك مؤسسة النشر الوحيدة التي تملك ‏إمكانيات كبيرة هي دائرة التأليف والترجمة في وزارة الثقافة وإذا أردنا أن نحكم ‏على هذه الدائرة فأول شغلة هي منتجها الأساسي وهي الكتب المترجمة والمؤلفة بدأ ‏الانحدار بنتاجها بعد غياب الأستاذ انطون مقدسي رحمه الله ووصل إلى أوج ‏الانحدار خلال العامين المنصرمين ويكفي أن يذهب المرء لمعرض مكتبة الأسد ‏ويراقب معروضات الوزارة كي يعرف حجم التقصير في عملها من ناحية الكم ‏والنوع فمن الواضح انه لا وجود لأي سياسة تحكم مطبوعاتها .‏
في حين كانت المعارض تشهد في فترة السبعينات والثمانينات وأواخر التسعينات ‏إقبال شديد على شراء مطبوعات وزارة الثقافة .‏
أسباب التردي:‏
هناك شرط عام له علاقة بالكتاب عموما ( موقع الكتاب في ثقافتنا ) ولكن الشرط ‏الأهم هو شرط إنتاج هذا الكتاب مثلا ليس من المعقول ان تصدر رواية لماركيز او ‏أي كاتب عالمي مشهور وتترجمه الوزارة بعد سنوات من صدوره وأحيانا لا يترجم ‏قط ‏
هناك كتب فكرية وسياسية مهمة ولا تساير صدورها الوزارة أي هناك بعد عن ‏الحركة الفكرية والثقافية العالمية والعربية .‏
قد يكون هناك نقص بالمترجمين لكن المديرية باليات عملها البيروقراطية ‏وخصوصا المستحدثة منها قضت حتى على النواة الموجودة فانا من تجربتي ‏الشخصية أحسست أن تعاملي مع الوزارة كأنني أتعامل مع حزب استاليني سري لا ‏اعرف لماذا رفض الكتاب لا اعرف ماذا يريدون التقارير سرية اكتشفنا أنا وبعض ‏الزملاء بعد استرجاع أكثر من مخطوط مرفوض من قبل المديرية أن التصحيحات ‏سطحية ولا علاقة لها بالجودة والى الآن لا اعلم لماذا رفضت مع العلم أن أي دار ‏نشر في العالم تعطي أسبابها إلا المديرية .‏
على مستوى المشروعات الفكرية والثقافية لم يصدر شيء ذا قيمة عن المديرية ‏رغم سيل الثقافة العالمية المتدفق هناك مثلا كتب حققت رواجا واسعا في أوروبا ‏وترجمت في سورية ورفضتها الوزارة مثل روايات اميلي نوتوم التي باعت العام ‏الماضي 8 ملايين نسخة في فرنسا لوحدها والاهم من ذلك هو الآليات البيروقراطية ‏التي تحكم عمل مؤسسة ثقافية فمثلا لا يحق للمترجم أن يترجم أكثر من كتاب في ‏العام مهما علا شأنه ويعود تقدير أن فلانا مترجم أو غير مترجم إلى مزاجية المدير ‏والى موقفه الشخصي والإيديولوجي ثانيا وفي الحالتين طامة كبرى .‏
النقطة الأهم أن المديرية فكرت بإصدار كتاب شهري رخيص فبدأت تنبش أسماء ‏من القرن الماضي مستعيدة مأزق الثقافة العربية برمتها فالأمر بالنسبة لها على أن ‏النقطة المضيئة موجودة في الماضي وان الزمن الحاضر والمستقبل هو سقوط في ‏الزمان كما يقول ادونيس .‏
فبدل أن تستخدم هذا الكتاب لمواكبة مستجدات الثقافة العالمية حولته إلى كتاب ‏مدرسي استذكاري لا يقرأه إلا صفوة النخب هذا إن قرؤوه .‏
لو كنت مكان محمد كامل الخطيب في هذا الموقع ومع كل الإمكانيات المتاحة لهذه ‏المديرية لجعلت كتاب وزارة الثقافة خلال عام واحد وليس ثلاث أعوام لجعلته ‏مطلوبا من المحيط إلى الخليج لحققت شرطي الربح والقيمة الثقافية لكن الكارثة إن ‏القائم على هذه المديرية لا يعلم أن يتجه ركب الثقافة العالمية إضافة إلى انه ليس ‏مترجما .‏

لقطات
لـم تتـحدث ‏
روزا ياسين رفضت التحدث عن وضع المديرية بالرغم من إن روايتها التي فازت ‏بجائزة الوزارة حذف منها مقاطع وصفها محمد كامل الخطيب بالفاضحة – فكيف ‏تفوز الرواية ويعترض على فحواها- ‏

• بلغنا ان السيد وزير الثقافة قام بطباعة خمسة كتب من تأليفه دفعة واحدة ‏وبسرعة فائقة ليلحق ركب معرض الكتاب الماضي.‏
• يقول محمد سلمان الحسن أن المديرية ألغت ترقيم سلسلة الروايات العالمية ‏القصيرة وبدأت بالترقيم من الصفر فهل نحن على أعتاب مرحلة جديدة ‏تمتاز بالأدب الرديء .‏
• بالرغم من اعداد هذا التحقيق منذ حوالي الشهران ومواجهة المدير بكل ‏الكلام الذي قالوه عنه والشكاوي على عمله الا ان شكوى المترجمين ‏والكتاب بقيت كما هي والحال على ما هي عليه.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و