الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلام حقّ

راضي كريني

2017 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


25-10-2017
سألوا جحا: من أين تعرف أنّك وليّ؟ فقال لهم: إنّي أدعوالحجر فيأتيني، وأدعو الشجرة فتمشي إليّ. فطلبوا: أدع لنا شجرة الصفصاف هذه التي أمامنا. أخذ ينادي بصوت رقيق وثمّ غليظ: تعالي يا مباركة. وبعد ذلك، تقدّم الشيخ من الشجرة. فقالوا: ما هذا؟ أما قلت إنّها تأتي إليك؟! فأجابهم: لا كبرياء عند الأولياء، فإذا لم يمشٍ الجبل يمشي المجذوب.
قبل حرب حزيران 1967، اختلفت وأصدقائي في "القناعات العسكريّة"، اقتنع قلّة منّا بأنّ إسرائيل تستطيع أن تفرض تسويتها وشروطها، و...، وأن تؤلّب الشعوب العربيّة وحكّامها وحكوماتها على بعضهم البعض، واقتنعت الأكثريّة، بفضل الإذاعات العربيّة، بأنّ جيوش الدول العربيّة تستطيع أن تدمّر إسرائيل.
كنّا نعتقد، لو أنّ الشعوب العربيّة زحفت مسلّحة بالعصي والخناجر إلى إسرائيل، لكانت حرّرت فلسطين! أفحمنا أحمد سعيد أنّ الحكّام العرب سوف يلقون إسرائيل إلى البحر، وأن تكون طعاما للأسماك ... وأفقنا كلّ في طريق!
أسكر النصر العسكريّ حكّام إسرائيل، وأدخلهم في دوّامة الصراع الدوليّ والإقليميّ والمنطقيّ و... وما زالوا يحلّقون في سماء الغطرسة، والاحتلال، والإخضاع، و...، وفي قهر شعوب المنطقة وجعلها طعاما للمدافع، ولقمة سائغة في أفواه وحوش أرباب المال والاستعمار. وتمادت بالاعتداء على كافّة الدول العربيّة المجاورة، وباغتصاب الحقّ الفلسطينيّ و...ومن جهة أخرى، عقلنت الهزيمة الشعوب العربيّة وقياداتها السياسيّة والعسكريّة؛ فخاضت معركة السلام والحلّ، بالتوازي مع الاستعداد للحرب.
تعقلنت القيادة العسكريّة الإسرائيليّة بعد حرب أكتوبر 1973، وبدأت تفتّش عن سبل الحلّ للنزاع، لكنّ القيادة السياسيّة ارتبطت كلّيّا بمشاريع الإدارة الأمريكيّة، واستسلمت أمام الطغمة وأطماع الرأسمال الصهيونيّ.
كفلت الإدارات الأمريكيّة المتوالية لإسرائيل الرأسماليّة الخاضعة لها؛ رأس الحربة لسياساتها: التأييد السياسيّ، والدعم العسكريّ، وضمنت التفوّق العسكريّ والتكنولوجيّ والأكاديميّ و...
أمّا اليوم، فبعد أن جرت مياه كثيرة في الأنهار السياسيّة، عادت إسرائيل إلى نشر ادّعاء الشيخ جحا، بأنّها تستطيع أن تدعو حكّام العرب، بصوت أرقّ من النسيم؛ فيأتونها ساجدين مستنجدين. ومن الطرف الآخر، عادت بعض حركات الدين السياسيّ الموظّفة والمنتجة له والمستثمرة فيه، إلى التحليق في وهم تدمير إسرائيل!
يريد بعض العسكريّين الإيرانيّين إقناعنا بأنّ إسرائيل ماشية نحو الاستسلام لهم، بعد أن تمّ تحديد "المراكز" الإسرائيليّة المهمّة، وزمن تدميرها.
لا. ليس بمقدور القوّة العسكريّة الإسرائيليّة أن تقضي على إيران، ولا على المقاومة اللبنانيّة و...، ولا على الحقّ الفلسطينيّ، والعكس صحيح.
نعرف أنّ كلّ قوّة عسكريّة جاهزة لردّ حازم ومدمّر، وتهدّد بتسوية مدن الطرف الآخر مع الأرض!
أمّا نحن، فلم نعد نصدّق كذبة الوليّ جحا؛ بل نؤمن بأنّ أطفال جحا من الطرفين، إذا تقدّموا خطوة نحو السلام؛ فيأتي السلام إليهم، وإذا تقدّموا خطوة نحو الحرب؛ فيأتي الدمار عليهم!
سمعت خطاب/نداء بيبي جحا، في افتتاح الدورة الشتويّة للكنيست (البرلمان الإسرائيليّ) الذي أعاد إلى الأذهان "وقفة الشرفة" واغتيال رابين، وأعرف أن الكثير من الحجارة ذهبت إليه.
هل يصبح بيبي نتنياهو وليّا يستدعي الحرب؛ كي يهرب من التحقيقات، ويحسّن وضعه الانتخابيّ، ويتولّى محمّد بن سلمان العرش؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل