الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكاسيدةالعالم بسيطرتهاالبحريةوالجوية!

هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)

2017 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يجب العلم أن الإستراتيجية الجغرافية الأمريكية تقوم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى وقتنا هذا على أساس الدمج بين نظريتي
1-[ألفريد ماهان] في السيطرة البحرية "القوة البحرية "
2- وألكسندر سيفيريسكي في السيادة الجوية التي سطرها في كتابه المرجعي "النصر عبر القوة الجوية"عقب حادثة بيرل هاربر الشهيرة 1941.
وقدشكلا هاتين النظريتين لب العقيدة البحرية الأمريكية حتى وقتنا هذا وكان لهما دور فاعل في هندسة وتسيير النظام العالمي الجديد حتى الآن). وهذين العنصرين هما:

* السيطرة البحرية عن طريق بسط النفوذ على الممرات الاستراتيجية والقارية الهامة. (تتضمن الممرات المضايق والقنوات الملاحية
* تطوير قدرات السيادة الجوية عن طريق التوسع في إنتاج مقاتلات السيادة الجوية (خصوصًا طائرات الجيل الخامس) وتطوير القاذفات الاستراتيجية مع مزيد من التركيز لطائرات الاستطلاع والقتال بدون طيار.
و يمكن تصنيف هذه المضايق حسب التالي:

* ممرات استراتيجية/ دولية كباب المندب وملقا والبوسفور على سبيل المثال
* ممرات قارية (وهو الذي تشترك فيه أكثر من دولة أو أن يقع بين جزيرة كبيرة وساحل قاري ويفوق عرضه 12 ميلا بحريًا) كمضيق تايوان الذي يفصلها عن الصين ومضيق بالك بين الهند وسريلانكا ومضايق فلوريدا وياكوتان بالبحر الكاريبي ومضيق دوفر الفاصل بين القنال الإنكليزي وبحر الشمال
* ممرات إقليمية (ويضم القنوات الملاحية والمضايق الطبيعية التي يقل عرضها عن 12 ميلا بحريًا). مثال على ذلك قناة السويس وقناة بنما ومضيق ميسينا الإيطالي ومضيق تيران الواقع بخليج العقبة بالبحر الأحمر ومضيق كوك في نيوزلاندا وكذلك مضيق جورجيا على الساحل الغربي الأمريكية
وعلى الرغم من أن الوازع الأمريكي الأساسي في التصنيف أعلاه يغلب أن يكون وازعًا أمنيًا عسكريًا إلا أن كثيرين يرون أن العقيدة الرأسمالية الأمريكية حاضرة بقوة. فالولايات المتحدة التي نصبت نفسها راعيًا للنظام العالمي الجديد بُعيد انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط حائط برلين مطلع تسعينيات القرن الماضي قد قامت منذ ذلك الوقت، مدعومة بقوتها البحرية التي لا تقارن، ببسط نفوذها العسكري حسب مقتضيات تأمين التجارة الدولية لا سيما في الممرات الإستراتيجية الكبرى.


أن تحليلات الاقتصاد السياسي لبنية الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لا سيما فيما يتعلق بتأثير ونفوذ المجمع الصناعي الحربي في الولايات المتحدة وكذلك سوق السلاح الدولي على خطط الانتشار والاستجابة حول العالم.
هو مايشكل عقلية الدولة الامريكية

فالعالم يشهد الآن دولة رأسمالية عولمية مفتوحة تصب كل عملياتها في خدمة رأس المال، حتى وإن كانت هذه العمليات هي في الأساس لحفظ الأمن والاستقرار الدولي والإقليمي. لذا فمسائل الأمن الدولي لم تعد فقط حكرًا على العسكريين وحدهم؛ حيث يمكننا اليوم أن نرى شركات النقل البحري العملاقة مثل
Maersk Line الأمريكية
وCMA الفرنسية
وNYK اليابانية
تمتلك هيئات عمليات متخصصة في التقييمات الأمنية يعمل بها عسكريون سابقون بجيوش كبرى لوضع استراتيجيات تأمين الخطوط التجارية والاتصال مع مجموعات القتال والتأمين البحري (الأمريكية بالأساس) المنتشرة عبر العالم.

لذلك فتأمين الممرات الاستراتيجية الدولية هو مكان اعتبار واهتمام كبير بالنسبة للعقيدة العسكرية الامريكية نظرًا لاعتبارها في عرف الأمن الدولي ومخططي الاستراتيجيات الجغرافية (نقاط اختناق) يسهل السيطرة الإستراتيجية عليها من كيانات معادية ومن ثم التأثير على خرائط التوزيع والانتشار الدولي في وقت قصير،

وللعلم فإن الممرات الاستراتيجية قد تم إعطاءها أولوية استراتيجية قصوى منذ المعارك الإمبراطورية الإنكليزية والفرنسية، كما هو واضح من الكتابات والممارسات الإستراتيجية للأدميرال الإنكليزي هوارتيو نيلسون (1758-1805)
وليون ديوراند (1761-1848) قائد بحرية نابليون.

وبناءً على نظرية (المخانق) تلك، تعتبر الممرات التالية هي الممرات ذات الأولوية القصوى في الإستراتيجية الجغرافية والبحرية الأمريكية وتعتبر أيضًا ذات أولوية قصوى للتجمعات الإستراتيجية حول العالم:

المضايق

* مضيق ملقا (في الأرخبيل الأندونيسي وعرضه أمام الساحل السنغافوري لا يتعدى ميلا بحريا ونصف).
* مضيق هرمز (الواصل بين الخليج العربي وخليج عمان وعرضه حوالي 30 ميلا بحريا)
* مضيق باب المندب (الذي يصل بحر العرب والمحيط الهندي بالبحر الأحمر وعرضه قرابة 17 ميلا بحريا).
* مضيق جبل طارق (الواصل بين البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي بعرض يقل عن 8 أميال بحرية)
* مضيق البوسفور (الواصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة بعرض يقارب 0.4 ميلا بحريا).
* مضيق الدردنيل (الواصل بين بحر مرمرة والبحر المتوسط بعرض لا يتجاوز 0.7 ميلا بحريا).
* مضيق أوريسند (الواصل بين بحر الشمال وبحر البلطيق بعرض 2.4 ميلا بحريا ويعتبر المضيق الاستراتيجي الوحيد من بين المضايق الدانماركية الأربع).
* مضيق ماجلان (أدنى قارة أمريكا اللاتينية ويصل بين المحيطين الأطلنطي والهادي بعرض ميل بحري واحد في أضيق نقاطه). القنوات الملاحية
* قناة السويس (وتصل خليج السويس بالبحر الأحمر بالبحر المتوسط بعرض يقل عن 0.2 ميلا بحريا)
* قناة بنما (وتصل بحر الكاريبي بالمحيط الأطلنطي بالباسيفيك بعرض لا يتجاوز 0.09 ميلا بحريا في أضيق النقاط

-----
تقوم الإستراتيجية العسكرية الأمريكية الكلاسيكية في السيطرة والتحكم على ما يعرف في الفكر العسكري برؤوس الجسور . وهذا يعني أن السيطرة، في نظر الإستراتيجيين الأمريكيين، لم تكن لتحقق بدون وجود قواعد أرضية تكون منطلقًا لعملياتها. وعليه فقد كرست قدرًا كبيرًا من سياساتها للتوسعة الرأسية والأفقية في القواعد البحرية والجوية طوال قرن من الزمان (طوعًا أو كرهًا)
وقد بدأت الولايات المتحدة سياسة التوسع في القواعد في أمريكا الوسطى واللاتينية بعد الحرب العالمية الأولى. وقد كانت الحرب العالمية الثانية فرصة ذهبية للولايات المتحدة لمد قواعدها لأوروبا والمياه العميقة في الباسيفيك بعد أن دمرت القوى البحرية اليابانية في معارك الباسيفيك وساعدتها الأقدار بخروج بريطانيا العظمى من حربها منهكة جدًا.
أما فرنسا وباقي دول أوروبا فقد كانت في أشد الحاجة للمال الأمريكي القادم عبر مشروع مارشال لإعادة الإعمار، وهو وضع لا يعقل معه بالتأكيد مجابهة الولايات المتحدة إن كان هناك فضل قوة للقيام بذلك. وقد زادت حاجة أوروبا للولايات المتحدة عندما كشر السوفييت عن مطامعهم في تحويل أوروبا للشيوعية وبدأت ثورات مسلحة طالت اليونان وكثير من بلدان أوروبا الشرقية. في ذلك الوقت، لم يكن لدى الأوروبيين رفاهية لرفض الطلبات الأمريكية لبناء القواعد هناك.

لذلك لم تخرج الولايات المتحدة من أي نزاع إلا والحدالأدنى من المكاسب هو إنشاء قواعد عسكرية في تلك البلدان، وهي قوة في منظور مراقبين استراتيجيين لم تتح لأي أمة عبر التاريخ.
والآن تمتلك الولايات المتحدة قرابة
[757 قاعدة جوية وبحرية خارج أراضيها] ناهيك عن القواعد السرية غير المعروفة تمامًا.
ومع الأخذ في الاعتبار الاهتمام الأمريكي المذكور آنفًا بأمن الممرات الإستراتيجية،
فقد قامت الولايات المتحدة بالتحكم في الحركة الدولية عبر هذه الممرات وذلك عن طريق جملة من القواعد:

أولاً/
بسط أعلى درجات السيادة البحرية على المحيط الهندي (لب نظرية ماهان للسيادة البحرية) لا سيما مع تزايد حركة التجارة الدولية عبر مضيق ملقا ومع تزايد التعاقدات الآسيوية على نفط الخليج. وهذا استلزم بناء قاعدة :
1-(دييجو جارسيا )في قلب المحيط الهندي التي تعتبر أكبر قاعدة دعم عسكري وبحري في العالم، ثم
2- قاعدة جوام وقاعدة سوقطرة
ثانيا /
اعتماد إستراتيجية التطويق والتأمين الديناميكي متعدد المراحل في تأمين الممرات وذلك عن طريق تأمين الممرات الإستراتيجية من محيط 300 ميل بحري كمستوى أول ثم التأمين من مستويات أقرب وصولًا إلى النقطة صفر (عن طريق القواعد المطلة على الممرات كقاعدة :

1-كامب ليمونيير في جيبوتي المطلة رأسًا على باب المندب
2- قاعدة الظفرة الجوية المطلة رأسًا على مضيق هرمز

ثم الاستعانة بالقطع البحرية في الربط العملياتي الديناميكي بين القواعد المنتشرة على مسافات مختلفة من كل ممر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو