الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة اسباب رئيسية لهزيمة اقليم كوردستان

وسام جوهر

2017 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



السويد 2017-10-25
ما يدور هذه الايام في شمال العراق او اقليم كوردستان صدم الكثير دون شك، و مع ذلك لم يفاجيء المتابع المتمعن الذي كان يعلم بان هذه النكسة اتية لا محال. نسمع كلاما كثيرا عن الاتهامات المتبادلة بين اطراف كوردية نافذة، كل طرف يتهم الاخر بايصال الوضع الى هذه الحالة المزرية التي يعيشها الاقليم، من عزلة محلية و اقليمية و دولية شبه كاملة.
دون الدخول في الجزئيات و التفاصيل المملة نرى ان هناك ثلاثة اسباب رئيسية تقف خلف انهيار تجربة الادارة الذاتية في الاقليم انهيارا كاملا بسبب تبني القيادات الكوردية نموذجا سياسيا فريدا و للاسف كارثيا.
اولا:
السبب الاول لهزيمة الاقليم نراه في فشل القيادات الكوردية بشكل عام و قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني المتجسدة في شخص السيد مسعود البارزاني على وجه الخصوص لما كان له من سلطات شبه مطلقة كامر واقع، لتوحيد الصف الكوردي ناهيك عن الكوردستاني.
نعم، فالقيادات الكوردية لم توحّد ابدا الصف و الخطاب الكوردستاني بل وحدت صف الاحزاب ظاهريا لغاية تقسيم المغانم السياسية و المالية. فكانت النتيجة كارثية في فساد مخجل و مدمر.
تداعيات هذا الفشل انفجر اخيرا في احداث كركوك لينقسم الاكراد على انفسهم بالطول و العرض. الاصفر يتهم فصائل من الاخضر بالخيانة و هذه الفصائل تتهم الاصفر بالاستحواذ و الانفراد بالسلطة و الاستئثار بها. و استنتاجنا هو ان هذه الفصائل من الاتحاد الوطني وجدت فرصتها الذهبية في التحرر من هيمنة السيد مسعود البارزاني و حزبه الديمقراطي الكوردستاني. يضاف الى هذا السبب، فشل قيادة الاقليم في بناء دولة الموؤسسات بل ظل الاقليم كيانا سياسيا اسه و اساسه العشيرة و العائلة.
ثانيا:
فشلت قيادة الاقليم عراقيا و ذلك لاتباعها سياسة الابتزاز و كان الاقليم دولة انتصرت على دولة معادية!! لقد مارس الاقليم منذ اليوم الاول مع بغداد سياسة التصعيد و خلق المستعصيات مستندا على مبدأ الامر الواقع فعلى سبيل المثال ارغمت بغداد على قبول البيشمه ركة قوة عسكرية تتبع وزارة الدفاع العراقية لتتحمل العبء المالي، و لم تكن هذه التبعية الا شكليا، اذ استمرت فصائل البيشمه ركه بولائها المطلق للحزبين الكورديين الرئيسيين ...واية دولة تقبل على نفسها هكذا علاقة مشوهة الى الابد؟! سيطر الاقليم على الثروات الطبيعية و في مقدمتها النفط و المنافذ الجوية و البرية و اراداتها و كل ذلك بعيدا و بمعزل تام عن عين الدولة المركزية ! هاتوني بمثال كهذا في العالم كله! هنا مارس الاقليم تجاه بغداد مبدأ ما لي فهو لي و ما لك فهو لنا جميعا! مارس الاقليم سياسة تخبط ... يوم يتحالف مع الشيعة ضد العرب السنة و يوم يعمل العكس ... سياسة القفز على الحبال.
ثالثا:
فشلت قيادة الاقليم على مسرح السياسة الدولية وهذا السبب هو الاخطر بل يعد السبب القاتل. قراءة قيادة الاقليم السياسية للمشهد السياسي الاقليمي و العالمي كانت بمستوى المواطن البسيط، اعني كانت قراءة عاطفية تعاني من كثير من قصر النظر، ولم ترتقي الى مستوى الطموح. هذه القراءة االغير العميقة و الخالية من بعد النظر ادت الى حسابات كارثية غير دقيقة تجسدت في استفتاء انتحاري في يوم الخامس و العشرين من شهر ايلول المنصرم.
تحالف قيادة الاقليم منقسمة الى شطرين مع كل من تركيا و ايران بقصر نظر، لا مجال هنا للخوض في تفاصيل الاسباب المعروفة للكثيرين. هذين التحالفين لم يكونا في المقام الاول لمصلحة شعب كوردستان على المدى البعيد بل كانا لمصالح حزبية انية ضيقة. لقد غاب شيء مهم و حاسم عن حسابات قيادة الاقليم فيما يتعلق بقوة العراق وطنا، لا قيادات قد تكون ضعيفة و مهزوزة و قلقة، فالعراق شيء و قياداته شيءاخر.
ها هو العراق ينتصر اليوم كوطن و ليس كقيادات سوبرمانية متجسدة في راس هرمها السيد حيدر العبادي صاحب القوة الناعمة و السياسة الحكيمة!!!
لا، ابدا لان دور العراق الذي يلعبه الان على يد السيد العبادي نابع في اسه و اساسه من اهميته الجيوسياسية في معادلة التوازنات الاقليمية و الدولية. فبعد زوال الدواعش الانذال بات المجال واسعا ليظهر دور العراق الحقيقي في ادارة هذه التوازات المهمة جدا وهي بطبيعة الحال اكبر واهم لديهم بكثير من حلم شرعي للشعب الكوردي و لقيادته. نعم، هذه هي السياسة فهي مصالح قبل ان تكون اخلاق و قيم... نعم انه كلام قاسي لكن للاسف حقيقي وواقع.
العراق مناط به بحكم ما تقدم، ان يلعب هذا الدور الريادي في حفظ التوازنات الدولية و الاقليمية ولهذا تراه اي العراق مدعما من اطراف مثل امريكا و الاتحاد الاوروبي و دول المنطقة مثل تركيا، ايران و السعودية التي اجبرت من قبل امريكا للوقوف الى جانب العراق و انضمت دول مثل مصر و الاردن الى هذا الصف. العراق الموحد و القوي الى حد محدد له، مكلّف اليوم بان يكون على الحياد من سياسة المحاور و في ذلك مصلحة لجميع الاطراف طبعا باستثناء الحلم الكوردي في دولته المستقلة.
ماذا الان؟ برأينا على قادة الاقليم النهوض من صدمة الحدث لفرز سياسة عقلانية حكيمة تهدف الى ايقاف نزيف الجرح الكوردي باسرع وقت. لا نرى جدوى التصعيد من خلال ممارسات المواجهة المسلحة للجيش العراقي بفصائله المختلفة و حرق الاعلام العراقية و سحل الجنود، بل على العكس ستضيف هذه الممارسات الى الجرح ملحا.
المعركة كانت و لا تزال سياسية و ليست عسكرية و بالسياسة نجح الاقليم ذات يوما و بالسياسة خسر الاقليم و بالسياسة فقط يسترجع الاقليم ما هو ممكن و مقبول دوليا و اقليميا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر