الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع بين الخير والشر في الوطن العربي

ناس حدهوم أحمد

2017 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كل الأديان ( السماوية ) الثلاث لا تختلف عن بعضها من حيث الجوهر إلا في التفاصيل والطقوس . وهي جميعها تصب في خدمة الناس بتوجيههم نحو الخير والمحبة والتسامح وتحقيق العدالة وتكريم الإنسان لجعله
صالحا وسليم العقل والنفس . وذلك كما روج له الأنبياء الثلاث كل على حدة لدينه ورسالته . إذن كيف إنحرفت هذه الأديان عن الهدف الحقيقي لوظيفتها لتصبح اليوم وقبله بالأمس سببا رئيسيا للحروب ونشر
الكراهية بين الأتباع ضد الآخرين والتحريض على الشقاق والفتن والتطاحن بين الأجناس والأنواع والأعراق ؟
أعتقد أن المشكل ليس في هذه الأديان بحد ذاتها بل المشكل في الصراع من أجل المصالح المادية والسياسية والإجتماعية لهؤلاء الأتباع على اختلاف مآربهم وأعراقهم وأجناسهم وأفكارهم . وفي الإصرار على تسخير هذه المعتقدات وتكييفها لخدمة الأغراض الشخصية والتي هي مادية محضة بالدرجة الأولى .وما زاد الطين بلة وتعميق الصراعات هو قيام المسؤولين والحكام وكبار صناع القرار بوضع أنفسهم أوصياءا ونوابا عن القوة العليا
في الكون لضمان طاعة الشعوب العمياء من أجل استمرارهم على رأس مراكز النفوذ والسلطة وبتواطؤ سافر من طرف رجال الدين المستفيذين من الصفقة للإستفراد بالكعكة التي حولت الجميع إلى انتهازيين ووصوليين
وفاسدين رغم أنفهم . فهذه التحولات أحدثت شرخا دراماتيكيا في نفوس الغالبية العظمى من أتباع هذه الديانات وتعميق الإحساس بالظلم والحرمان فقامت الثورات في بعض الدول والمجتمعات من المعمور .فتحررت هذه الشعوب
وتم فصل الدين عن السياسة بدعوى أن الدين ليس سوى أفيونا لها .وتحسنت ظروف الناس في تلك البلدان التي نجحت فيها الثورة وأصبح الدين لله والوطن للجميع . فخف الصراع وتحسنت أوضاع الشعوب وظروفها المعيشية
وتحققت العدالة الإجتماعية وعم التسامح وبات المواطن حرا يعتنق ما شاء من الأديان ويتخلى عنها متى أراد وتحققت حرية التعبير والمساواة ( نسبيا ) للجميع . وسميت هذه المجتمعات بالعالم الحر .
لكن ماذا عن الوطن العربي الذي لا زال يقبع في التخلف الشامل والحرمان والظلم الإجتماعي وغارقا حتى أذنيه في أفكار الخرافات التي تم الترويج لها خلال العصور البائدة .بكل ما تحمله من بؤس الجهل والأمية
وانتشرت الحروب الدينية وتسييس المقدس والأوهام . ورغم كل هذا الجهل وكل هذه النسبة العالية من الأمية التي تعاني منها الدول العربية برمتها إلا أن التيكنولوجيا التي سادت هذا العصر وانتشرت . إضافة إلى وجود جاليات عربية مسلمة بالملايين تولد وتعيش في الغرب الحر . وكذا عوامل أخرى عديدة لا يتسع المجال لإحصائها . كل ذلك جعل هذه الشعوب تصحو وتفيق من غفلتها وقد تشكل لديها وعي جعلها تدرك أسرار
محنتها . فجاء ما سمي بالربيع العربي ليعلن إنتهاء المحنة وبزوغ فجر جديد . لكن لوبيات المصالح والفساد وأعداء التغيير كانت لهم خلايا نائمة تتحين الفرصة وبينها رجال المنظومة الدينية المتشددة والمترهلة كانت هي أيضا في انتظار الفرصة . كل هؤلاء إندسوا بين صفوف الثوار الأحرار المطالبين بالحرية والكرامة ليتم ابتلاع المشهد وإطفاء شعلة الحرية باستعمال الدين كسلاح فتاك . ثم تلا ذلك الإنقضاض على مراكز النفوذ والسلطة
فأعيدت هذه المجتمعات إلى نقطة الصفر . وصرفت أموال باهضة من طرف دول الخليج الثرية لتفريخ التنظيمات والحركات القذرة وتدخلت الذئاب الدولية لترويج صفقات الأسلحة وانتشرت النار في الهشيم وتشردت الشعوب وبدأ طوفان النزوح نحو العالم الحر .
هكذا تم إخماد جذوة الربيع العربي وإشعال فتيل الحروب والفتن وتصديرها إلى الدول المجاورة لنشر الكراهية والدمار وإبادة الشعوب أو تهجيرها وهلم خرابا ودمارا .وبات الحل يكاد يكون مستحيلا . وساد الإرهاب
وانتقل إلى الغرب نفسه ليصبح العالم في خطر .
ربما العالم اليوم يسير بطريقة حثيثة نحو الهاوية أو نحو حرب عالمية ثالثة سوف لا تبقي ولا تدر . وها هو الشرق الأوسط منبع هذه الديانات تحول مستنقعا يتبارى فيه الخير والشر بينما الشعوب غائبة عن الوعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال يروون تفاصيل قصف مدرسة نزحوا إليها في دير البلح بقطاع


.. كاميرا الجزيرة ترصد غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوب




.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟


.. شهداء وجرحى بغارة إسرائيلية على مسجد يؤوي نازحين في دير البل




.. مظاهرات في مدن ألمانية عدة تأييدا لفلسطين ولبنان