الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة انتقادية للاستفتاء الذى جرى في كردستان و تداعياته

احمد حامد قادر

2017 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


نظرة انتقادية للاستفتاء الذى جرى في كردستان و تداعياته

كما هو معلوم جرى في 25 أيلول الماضى استفتاء في كردستان العراق أي في اقليم كردستان المتنازع عليها في محافظات ديالى و صلاح الدين و موصل. أضافة الى محافظة كركوك ـ بؤرة الصراع ـ .
أجرى الاستفتاء رغم كل النداءات و المطالبات المباشرة و غير المباشرة على الصعيدين الداخلى و العالمى !! و هذا ما جعل الأصدقاء والاعداء في صف واحد مساند للحكومة العراقية. وبالأخص الدول التي كانت لها علاقة جيدة مع حكومة إقليم كردستان. فسكتوا جميعا عما جرى و يجرى منذ 16 أكتوبر الماضى الى يومنا هذا.
اما في الداخل ـ الإقليم ـ فقد وقف ضده كل من حركة التغير و الجماعة الإسلامية. إضافة الى الحركة التي تسمى نفسها تجمع الشباب الناشئ والتي تكونت خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة. وأدى من جهة ثانية الى حدوث انشقاق في صفوف الاتحاد الوطنى الكردستانى (أوك) حيث انضم شق منه وبتأثير مباشر من ايران و توجيه من الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس في ايران.
وعلى أثر ذلك انتكست الحركة التحررية الكردية. ليس في كردستان العراق فحسب بل في كل من ايران و تركيا و سوريا. وأصبحت حكومة إقليم كردستان في حالة يرثى!! بدأت تتراجع خطوة تلوه الأخرى. امام حكومة بغداد التي بدأت تتعامل معها من موقع و موقف القوة! و بعد ان سيطرت قواتها على كافة المناطق التي سبق انتزعتها قوات البشمركة من قبضة ـ داعش ـ بالدماء والتضحيات. وبعد أن وجدت المساندة المعنوية و الفعلية من الكل. فأمرت قوات الحشد الشعبى الحاقد على الكرد. فقتلت و أحرقت و فرهدت و شردت الاف من اكراد كركوك و طوزخورماتو و داقوق و ألتون كوبرى والعديد من القصبات و القرى. وهى مستعدة ـ تنتظر الأوامر بالزحف حتى على مدينة ـ أربيل ـ عاصمة الإقليم. لأنها لا تعترف بأبسط حقوق للشعب الكردى!!
والسؤال الذى يفرض نفسه الان هو: لماذا كل ذلك؟
فبالإضافة الى الحقد الدفين الذى يكنه حزب الدعوة الحاكم وحشده الشعبى للكرد في العراق. هو ان اللجنة العليا للاستفتاء بقيادة الرئيس مسعود البرزانى و بعد ان قرر برلمان الإقليم أجراء الاستفتاء في موعده المقرر في 25 أيلوا 2017. هذه اللجنة لم تصغى الى النداءات و المناشدات التي وجهت اليها من القاصى و الدانى. التي طالبت بتأجيل الاستفتاء. وأصرت على اجراءه كما جرى!! دون أن تحسب الحساب للوضع الداخلى في الإقليم. حيث تشتت القوى السياسية. وأقصد دون وجود جبهة متراصة مساندة للاستفتاء. و دون وجود إمكانية اقتصادية تضمن المضي الى الامام حتى فيما تعرض الإقليم الى الحصار الاقتصادى كما حصل الان.
ودون وجود قوة مسلحة دفاعية فيما اذا تعرض الإقليم الى هجوم عسكرى..
كما ولم يحسب الحساب للدول الاقليمية التي سيحدث فيها زلزالا يهز كيانها السياسى و الاجتماعى. ولا الى الوضع في منطقة الشرق الأوسط. حيث مازالت المعارك دائرة في كل من العراق و سوريا ضد داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى. ولا الى الصراع الدائر بين القوى العظمى في هذه المنطقة. و لا الى الوضع الدولى غير الملائم كما عبرت عنها الجمعية العامة لأمم المتحدة... الخ.
وأخيرا لم تلتفت احد الى إقليم كردستان العراق المحاصر من جميع الجهات و لا منفذ للخروج منه!!
ومجمل القول ان النظرة الضيقة وحيدة الجانب, البعيدة عن الوقع هي التي أوقعنا في هذا المأزق حيث فقدنا الكثير الكثير مما تم بناءه سياسيا و أداريا و ثقافيا و الثقة بالمستقبل منذ 2004 الى اليوم!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد