الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة

جاسم الصغير

2006 / 2 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أيها السادة
شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم
بعد سقوط النظام الصدامي المقبور انتابت الشعب مشاعر مفرحة جداً بعدما عانوا طويلاً من سياسات هذا النظام وشهدوا ظروفاً حياتية وسياسية كانت من المأساة والتراجيديا فيها ما لا يخطر على بال أو ذهن أي فرد لأنها كانت غاية في الصعوبة ولهذا ما أن زفت ساعة الخلاص من هذا النظام على يد التحالف الأميركي-البريطاني إلا وترى شعبنا يستبشرون خيراً بهذا التغيير بالرغم من أن بلادنا رسمياً قد احتلت إلا أن مشاعر الفرح قد غطت على هذا الأمر وهذا راجع في تصوري إلى فظاعة أعمال وانتهاكات النظام الصدامي التي فاقت جرائمه حدود التصور ، وقد ترافق مع هذا الوضع الجديد في عراقنا أن قوات التحالف الأميركي – البريطاني قد اتبعت ستراتيجية ترك الحدود مفتوحة لدخوا الارهابيين الى العراق وعلى لسان جورج بوش وكبار مساعديه تقضي بأن يحاربوا الإرهاب والإرهابيين على أرض العراق وعملاً بنظرية الضربة الاستباقية في ضرب العدو وهو في مقراته وبعيداً عن أراضي الولايات المتحة الأميريكة حتى يجنبوا الشعب الأميركي الأضرار ، وكان من جملة هذه الاستراتيجية الأميركية بأن جعلوا أرض العراق الساحة الرئيسية للإرهاب وهو تعبير ورد على لسان الإدارة الأميركية بدءاً من جورج بوش إلى كبار مساعديه أن مسألة جعل العراق الساحة الرئيسية للإرهاب ويترك الحدود مفتوحة بالشكل الذي جرى مع أن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تعتبر حفاظ أمن البلاد أي العراق وحدوده هو من مسؤوليات قوات التحالف ، وهذا أمر معروف لكل مراقب ومتتبع للشؤون الدولية ، ولا يخفى عليكم أيها السادة أن شعبنا العراقي الذي تحمل الكثير في عهد النظام الصدامي المقبور ومن جراء سياسة إرهاب الدولة والتمييز العنصري وكلفته ضحايا من اجل اسم العراق الذي هو هوية كل عراقي يشعر بحب لهذا الوطن وضحى بالغالي والنفيس من اجله أن الإرهاب الذي ينتشر كالاخطبوط في الفضاء العالمي وهو لا جغرافية له فنرى تفجيرات مدريد ولندن وشرم الشيخ ولبنان والسعودية بالإضافة إلى وضعنا العراقي وشعبه الذي يعاني من جراء هذا الجنون الخطير أن شعبنا أعطى الكثير من الشهداء على مذبح الحرية في عهد النظام السابق هو شعب حي ويستحق أن يعوض الأيام العصيبة بحاضر آمن وحياة سعيدة لأبنائه لكن الذي يجري هو خلاف ذلك . نحن نعرف أن مسألة الخلاص من نظام استبدادي كالنظام الصدامي هو شيء لا يحصل بدون تضحيات ولكن شعبنا قدم الكثير من هذه التضحيات وهي موثقة وليس بحاجة إلى دليل كي يثبت ذلك فإذا ان مسألة مقاتلة الإرهاب والإرهابيين على أرض العراق وجعله الساحة الرئيسية للإرهاب هي مسألة خطيرة وكبدت شعبنما العراقي الكثير فالرئيس جورج بوش يقول أنه قد تم قتل في مرور سنتين منذ الإطاحة بالطاغية صدام أضعاف ما تم قتله في أوروبا على مدى مرحلة التسعينات وهو تعبير كبير للأمريكان وقد يكون هذا صحيح ولكن كم من العراقيين قد استشهد من جراء هذه الأعمال الإرهابية ووفق هذه الاستراتيجية الأميركية ، ففي دراسة أميركية ومن خلال تقرير صادر عن البنتاغون يقول هذا التقرير أن كل جندي أميركي واحد فقط يقتل في هذه الأعمال الإرهابية في العراق يقابله سقوط تسعة عشر عراقياً وقبلها في انتفاضة اذار عام 1991 وبعد هزيمة صدام المقبور في حربه اثناء احتلال دولة الكويت نرى كيف ترك الاميركان صدام يذبح الشعب وعلى مرأى الادارةو القوات الاميركية وبعدما دعى الشعب العراقي الى الاطاحة بنظام صدام ونراهم يعقدون مساومات في خيمة صفوان وتنازل صدام بالكثير من اجل البقاء في السلطة يقول الكاتب ديفيد وور في كتابه (حليف الاستبداد ) صفحة الحادية عشر (ان واشنطن لعدة اسباب كانت تفضل انقلابا عسكريا لتغيير الحكم في العراق بدلا من القيام بانتفاضة شعبية وانها كانت تحاول التخلص من صدام حسين زوليس من نظامه) ومن هنا نرى فداحة خسائر الشعب العراقي واليوم نرى كم من عملية إرهابية استهدفت القوات الأميركية وكم من العراقيين سقطوا شهداء من جراء هذه الأعمال وقبل ايامصرح توني بلير رئيس الوزراء البريطاني أن القوات المتعددة الجنسية تخوض مواجهة عالمية ضد الإرهاب على أرض دولتي العراق وأفغانستان ، ومن هذا التصريح الذي يعكس الاستمرار في نفس الاستراتيجية ومعناه أيضاً استمرار النزيف العراقي وهذا أمر يصعب على كل عراقي محب لوطنه ان يتحمله وشعبه أن مسألة محاربة الإرهاب هي مهمة ضرورية جداً ولكن من المهم جدا أيضاً الحفاظ على أرواح أبناءنا من الشعب العراقي الذي عانى سابقاً ويعاني حالياً من جراء هذا الإرهاب ، فيا سادة إن شعبنا العراقي الغالي هو شعب الحضارات ومنه انبثقت أول حضارة ودستور في العالم وهو ليس مختبر تجارب تمارس عليه وصفات نظرية لاستراتيجيتكم ويجري تنفيذها على أرض العراق وشعبنا العراقي لأن شعبنا العراقي هو أرفع وأسمى من ذلك بكثير ويستحق ان يعيش على ارضه في ظل حياة كريمة وآمنة وهذا شيئا ليس بالكثير عليهبل هو استحقاق له كباقي شعوب العالم الحرة والمحبة للسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له