الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظل يحلق ايضا

امنة الذهبي

2006 / 2 / 21
الادب والفن


سابق الكبار الصغار في تلك الظهيرة التموزية اللاهبة لاعتلاء اسطح المنازل ، الابصار شخصت الى السماء ، والاصابع تشير ، طائر كبير بجناحين واسعين يحوم في الاعالي بينما ظله يحوم على الارض .. بكل جنون الطفولة كنت اتقافز هنا وهناك احاول الوقوف فوق الظل .. يدور في السماء والظل يدور على الارض00 وانا مثلهما ادور .. اعوام مرت والصورة راسخة في الذاكرة .. عيون تراقب البعيد ، واقدام تطارد ظلا" ما .. شتان بين الاثنين .. لكن احدا في داخلي كان يلاحق الوهم .. اشياء لا تحدث قرب طائر من النوع نفسه في حديقة الحيوانات تراه متى تشاء ، ينشغل الزائرون عنه بالتحادث وانشغل عن الجميع باثاث ذلك النسر الحبيس ، صخور متوسطة الحجم صفت بايادي انسان لا الطبيعة بقايا شجرة يابسة دست بينها ومجرى ماء تديره مضخة كهربائية ، وعند القمة ، انتصب هو بشموخ00 مترفعا عمن حوله من دون ظله هذه المرة ، فرق كبير بين ان تنظر الى نسر امامك وبين اخر يحوم فوق راسك ، اه لو انه يحلق الان ، من اجل كبرياء النسور كلها .. لو انه ينتقل من صخرة الى اخرى كما اعتاد في الجبال00 حاملا بين مخالبه شيئا .. وليكن أي شيء ، لاباس ان كان رأسي ، حينها من بين مخالبه سامر فوق الرؤوس مقترنا بظله على الارض .. صفق جناحيه بقوة ثم مدّهما الى الجهتين مرتفعا في الهواء صانعا دائرة صغيرة في فضاء قفصه ، الظل هو الاخر يحاول الأن ان يجد له مكانا في القفص .. يشهق الجميع حوله فرحا واندهاشا .. يقذفونه بالحجارة والعلب الفارغة لكنها لا تطال النسر فتنالني الضربات00 لكن المهم ، ان النسر يحوم وكذلك الظل ومثلهما انا00 اصل اليه بشق الانفس ، اخيرا امتطيه ، ما اروعك ايها الظل الصديق اقولها له .. يحلق مزهوا يرتفع بي ويرتفع ، تلاحقنا الانظار ، حيث لايطالنا احد .. ويبقى وجه ذلك النسر الحبيس بين القضبان واجساد البشر ، يراقبنا بحسر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب