الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوليات .. 5 .. ( لاجنسيّة / Asexual ) و ( مغايرة / Straight) .. 2 / 2 ..

هيام محمود

2017 / 11 / 1
الادب والفن


بالرغم من "غيرتي" كنت سعيدة من أجل تامارا , فهي لا تُقابل أحدا ليلا وبما أنها فَعَلَتْ فأكيد ستكون سعيدة . كنت متأكدة من هوية صديقها رغم أنها لم تذكر إسمه عندما إتصلتُ بها , وعندما عدتُ إلى المنزل لُمت نفسي كثيرا على رفضي لقاءهما والتعرف على صديقها الذي كلمتني عنه كثيرا في السابق , لم أجرأ على الإتصال بها فقرّرتُ إرسال رسالة لها . كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة , كنت أكتبُ ثم أمحو ما كتبتُ ولم يستقرّ لي رأي عن ماذا سأقول لأعتذر , بقيتُ على تلك الحال حتى سمعتُ قرعًا على النافذة ؛ غُرفتي كانت في الطابق الثاني والوصول إلى النافذة كان يستوجب الصعود والمرور فوق سطوح الجيران .. نظرتُ إلى النافذة فكانت .. تامارا .

أوّل مرّة تفعل ذلك , سُعدت كثيرا لدرجة أنّي لم أستطع الكلام ؛ بقيتُ دون حركة للحظات أنظر إليها , كانت لحظات حملَتْ لي اليقين ولا مجال للشك بعد الآن : نعم ! أحبّها ! .. فتحتُ لها فقالت : جئتُ أعتذر , قد كلمتكِ عن علاء , حضر خصّيصا لنلتقي بِضْع ساعات وقد غادر , أوصلتُه إلى المطار ومن هناك جئتُ إلى هنا , تمنيتُ أن تلتقيا لكن لا يهم , المهمّ .. لا تغضبي , خُذي .. وردة لكِ سرقتُها من عند جاركم .. وهذه شكولاطة سويسرية من عند علاء , أرسلها لكِ , سمع عنكِ الكثير منّي .. وهذه .. كلمة .. إقرئيها بعد أن أُغادر .. كتبتُها لكِ ذلك الـ ... اليوم .. منذ أيام .. آخر مرّة جئتُ إلى هنا , فتحَتْ لي أمكِ الباب .. قالت لي : لا أريد رؤيتكِ في منزلي مرّة أخرى .. أعتذر لأني لم أقل لكِ ذلك إلّا الآن لكن .. لا يهمّ فأنتِ تعرفين .. أمكِ .. الـ ... الأهمّ .. أرجو ألا تتسرّعي .. سأنتظر ردّكِ .. تصبحين على .. خير .

كان موقفا إستثنائيا في قوة أحاسيسه واجتماعها معا ؛ كنت سعيدة لـ أنها حضرتْ , كنت أسعد لـ أنّي أحبّها ؛ كنت سعيدة بـ "هداياها" , كنت أسعد بـ حضورها من المطار "خصّيصا" من أجلي ؛ الغيرة كادت تقتلني لأني تأكدتُ أن علاء لم يكن إلّا النسخة "المُذَكَّرة" منّي فـ "صداقتها" معه والتي جَعَلَتْهُ يأتي من سويسرا ليراها فقط ثلاثة ساعات ثم يسافر من جديد هي نفس "الصداقة" التي جَعَلَتْهَا "تسكن" معي شهرا ونصف في المشفى , تذكرتُ كلّ الأوقات التي كنتُ أتّصل بها وأجدها مشغولة لوقت طويل فتقول لي عندما تتّصل أنها كانت معه , وتذكرتُ أنّه تقريبا الشخص الوحيد الذي تذكره دائما .. الخوف من الرسالة شلّ حركتي فبقيتُ لدقائق واقفة في مكاني أمام النافذة أرتعش من البرد حتى دخلتْ أمي التي كانت في غرفتها وقت مرور تامارا وهي تغادر , نافذة غرفتها كانت بجانب غرفتي وقد رأتْ تامارا تتسلّلُ مُسرِعةً "فوق السّطوح" .

رأتْ أمي في يديّ العلبة والوردة والرسالة , نظرتْ لي نظرةَ "تحسّر" و "احتقار" , ثم خرجتْ ولم تقل شيئا . لم أهتمّ لها فموقفها ليس جديدا ولا غريبا , إهتمامي كلّه كان مُنصبًّا على الرسالة التي تردّدتُ كثيرا في فتحها لأني وللحظات خِفتُ أن تكون رسالة وداع لكنّي قلتُ أن ذلك غيرُ واردٍ لأنّ تامارا تنتظر منّي ردًّا . قبل فتح الرسالة شممتُ الوردة فوجدتها بلا رائحة ولفتَ إنتباهي لونها الأزرق , تامارا كانت رسّامة ولم أتوقّع أن تكون قد إختارت اللون عبثا ! لم أكن خبيرة في رمزية الألوان لكني كنتُ أعلم أن الأزرق - لوني المفضَّل - يرمز إلى "النّقاء" ولكنّه يرمز أيضا إلى ..... "إستحالة الوصول" في لغة الزهور ! .. لون الوردة أعاد لي خوفي وزاد في شكّي , فكّرتُ في الإتصال بها لكني لم أفعل , فكّرتُ في عدم فتح الرسالة لكني لم أستطع , ففتحتها .. (( لا أريدُ أن تتأَلَّمي بِسبَبِي , أرى أنّه من الأفضل أن نتوقّف الآن . )) .. الغريب أنّي بعد قراءة الرسالة لم أشعر بشيء حتى بجسمي , كانت لحظةً "رائعةً" توقّف فيها إحساسي بالزمان والمكان وكأني سكرانة أو كأنّه إنحَسَر تأثير جاذبية الأرض على جسدي .. وكانت لحظة فيها تحولتُ إلى "روبوت" مُبرمج : الآن تذهبين إلى منزلها .. خرجت من غرفتي , "من بابها" دون أن أغير ملابسي ..

إعترضتني أمي في الطابق السفلي , قالت : أين تذهبين في هذه الساعة بهذا اللباس ؟ .. تجاوزتُها دون أن أجيب , فتحتُ الباب لأخرج لكني توقفتُ وعدتُ إليها , وقفتُ أمامها وأنا أنظر في عينيها قلتُ : تعلمينَ أينَ سأذهبُ ! .. ثم أدرتُ وجهي عنها , تركتها ورائي وخرجت . الأغرب كان وأنا في السيارة , لم أفكر في شيء غير كلمة كنت أردّدها في شأن تامارا : سأقتلكِ , سأقتلكِ , سأقتلكِ .. عندما وصلتُ , فتحتْ لي الباب .. إحتضنتُها بقوة وأنا أبكي , قلتُ : لا أستطيع ! أموتُ ! .. ظلّت واقفة , يداها كما هما لم تحضني ولم تقل شيئا , لكنّها حرّكت رقبتها قليلا لتضع رأسها على رأسي , كنّا بنفس الـ طول تقريبا .. نسيتُ وقتها أن الباب يفتح مباشرة على غرفة الجلوس أينَ كان أبوها وأمها يجلسان .. ينظران إلينا ..

___________________________________________________________________________

إلى لقاء قريب مع بقية الفصل الأول والفصل الثاني من ( علاء .. 8 .. القصة .. ) , وما ( جوليات .. ) إلا تقديم لما سيأتي من ( علاء .. ) .. نُكمل ( علاء .. ) معا ثم نحجز لإقامة طويلة في محور "العلمانية ونقد البداوة" , إقامة "لن تسرّ" الكثيرين .. أكيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده