الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين خبز المواطن وديموقراطية المعارضة السورية

سامر عبد الحميد

2006 / 2 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


نقول لهم:إنه ثور،فيقولون:احلبوه!!.
وكما تقول العامة،نبت الشعر على لساننا ،ونحن نؤكد لمعارضتنا العظيمة بأن المواطن السوري مستعد لأن يبيع كل تنظيرات (ميشيل كيلو)الديموقراطية،مقابل(كيلو)من اللحمة ولو كان نصفها شحم ودهن وجلاميط!.
ومع ذلك،وضعت المعارضة السورية الفهمانة عجينا في إحدى أذنيها، وطينا في الأذن الأخرى.وأصرت بكثير من (الإلحاح) على أن رأس أولويات مطالب شعبنا الكريم هي الديموقراطية وتداول السلطة والانتخابات واحترام حقوق الإنسان!.
ووفق هذه الرؤية دأبت المعارضة على عقد ندواتها وتدبيج خطاباتها المؤثرة،وملأت الفضائيات بالحديث عن ضرورة الديموقراطية،وخاصة تلك التي لا تأتي مع الدبابة الأمريكية،وأصدرت البيانات مثل زخّ المطر في محاولات يائسة لجمع التواقيع المطالبة بالددددديمقراطية،دون أن تفلح جهودها في أن تجمع أكثر من تواقيعها هي بذاتها...ولذاتها،كما يقول المتمنطقون!.
وكانت النتيجة أن وقف الشعب السوري متفرجا متهكما على تنظيرات من يتحدثون باسمه،ساخرا من فذلكات (عبد الرزاق عيد)اللغوية،وحذلقات (الحاج صالح والبني والكيلو وعبد العظيم....الخ)الإنشائية!.
ومع احترامنا الشديد لفذلكات وحذلقات الجميع،لكننا مصرّون على أن المسافة ما بين المعارضة وشعبها مازالت تقاس بالسنوات الضوئية.وعلى أن الديمقراطية المنشودة هي آخر هموم هذا الشعب المسكين،وآخر احتياجاته!.
يعرف أقطاب المعارضة ممن أعطاهم الله فهماً زائداً،أن الاستبداد والفساد،هما سبب تدهور المستوى المعيشي للناس،لكن بالله عليكم،من يقنع من يركض وراء رغيف الخبز حتى في أحلامه،أن يعادي الدولة ولية نعمته ،و"كسّارة" رأسه ،من أجل الديموقراطية؟!.
بالطبع،فإن الربط ما بين المسألة الديموقراطية والنضال ضد الاستبداد والفساد،وبين مستوى معيشة الشعب ربطاً ديالكتيكياً،هو شيء ظريف..لكن من يرغب بسماع هذا الديالكتيك..ممن كوى الجوع لحم بطنه،وفتك البرد بفلذات أكباده!.
والأظرف كذلك ،لو جربت المعارضة حين كانت تدعو للاعتصامات الديموقراطية أن تعلن أنها ستقدم للمعتصمين وجبة مجانية من البرغل المطبوخ،أو العدس المسلوق،لوجدت إلى جانبها بحراً متلاطماً من الهتّافين باسم الديموقراطية وخلافها.
نعود ونكرر بأن الديموقراطية وحق الانتخاب وما شابه هي (حتى الآن) مطالب مثقفين،لا أكثر ولا أقل،فاذهب أيها المثقف الديموقراطي وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون....
بيد أن ثمة فرصة اليوم كي تعود المعارضة لشعبها،وكي تزيد من التفافه حولها،وذلك بإعطاء الأولوية للدفاع عن لقمته ،ومستوى معيشته المتدهور تدهوراُ لا يمكن السكوت عنه.
كم كنا نتمنى،لو دعت المعارضة لاعتصام ضد قرار الحكومة الأخير رفع أسعار البنزين والإسمنت...وكم نتمنى لو تفكر بشيء من هذا القبيل تجاه المجزرة القريبة القادمة،والتي تنوي الحكومة من خلالها رفع الدعم عن المواد الشعبية الأساسية كالمازوت والسكر والرز وغيره..

اليوم ونحن نشهد الكارثة التي يقع على حافتها اقتصادنا،بسبب سياسات حكوماتنا الخرافية،بقياداتها العطرية والدردرية والحسينية وغيرها،فإن المطلوب من المعارضة الوطنية السورية أن ترفع راية التصدي بوجه كل محاولات تجويع الشعب وخنقه اقتصاديا.
ليجرب المناضلون المتحدثون باسم الشعب ولو لمرة واحدة في حياتهم أن يدخلوا السجون من أجل المطالب الشعبية الحقيقية (الصغيرة)!،وبعد ذلك ربما فكر هذا الشعب أن يحبهم..
أعتقد بأنه آن الأوان في هذه المرحلة لطرح شعار:
"نريد خبزاً ودفئاً ومأوى و..و..و..وديموقراطية"!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى