الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرض *مفتاح شهرة* لا تترك مفتاح شهرتك لأخر

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)

2017 / 11 / 2
الادب والفن


فى غرفة فَقَد مفتاحها المشهورين وتقاسم الفرص فى أمجاد أحلامها المغمورين .. اقترب عرض "مفتاح شهرة" من همسات الحالمين والموهوبين الحقيقيين .. بنماذج فى الفن من الكادحات والكادحين.

شهرة ومفتاح

هما ابطال ديودراما قدمها اثنان من الكومبارس داخل غرفة تغيير الملابس فى احدى مواقع التصوير .. قدماها أمام جماهيرية عريضة من أحلامهما البائتة .. غير البائسة .. فالحلم بداخلهما مازال حى يُرزَق بالنبض المُعافِر!! ..

ولقد رُفِع الستار عن ابداع مخيلتهما .. بعد أن اُغلِق عليهما بالمفتاح من خارج الغرفة .. وتُركا بداخلها مُهمَشين .. وكأنهما اشياء لا شخصيات .. كأى عناصر جامدة فى العمل .. مثل الملابس والازياء الخاصة بالتنفيذات الدرامية.

وهى لَرؤية صائبة جدا لفكرة العرض .. لخصت بطريقة رمزية بسيطة .. نظرة صناع الأعمال الفنية فى صورة شبه عامة .. للكومبارس وأفراد المجاميع .. والذين لا يُنظَر لهم كأفراد .. بل كمجموعات تعمل فى خلفية المَشاهد الفنية .. فقيمتهم تكمن فى تكتلهم ولا قيمة خاصة بالفرد فى ذاته.

وامتداداً لهذه الرمزية

فلقد تم تخزينهم مع الملابس بغير مُراجعة أو التفات أو اكتراث .. كما خُزِنَت مواهبهم وأحلامهم وجهودهم ... فها هما باقين على قيد الحياة فنيا .. إنما متجمدين فى خانة الخلفية .. كما الديكور .. ببرودة احتقار واحتكار من مسئولين الفن والمشهورين.

أما هما فقد استباحا استعراض مواهبهما وـحلامهما لبعضهما البعض .. وليسا لهما فقط ..

فبالإضافة لمشاهدة جمهورهما من الأحلام لتلك الديودراما التى قدماها.. اختلس الحضور منا التدخل فى خصوصياتهما .. ومشاهدة ابداعهما المكبوت وراء معاناتهما ونبذ قدراتهما ..

فهما لم يكتفيا بسرد قصص ظروفهم المقهورة ولا بالتحسر على حالهما .. بل ناشدا الطموح القابع داخل كل منهما .. لا متحدثان عنه فقط انما متحدثان معه أيضا.

وكان لأداء الفنانان اللذان قاما بتجسيد كواليس حياة هذان الكومبارس .. ابداع أدائي يعتنى بتفاصيل تعبيريه .. قديرة على تشخيص الحالة النفسية والإجتماعية والفنية لشخصياتهما .. ويرتقى اتقان تعابير الوجه الى الأداء السينمائي الذى يعتنى بأدق التعبيرات .. والذى تَستَعلن تفاصيله الكاميرات ..

واستطاعا أن ينتقلا فى تجسيد التخيلات التمثيلية وفُرَص البطولة الفنية لهذان الكومبارس .. من مقاطع سينمائية ومسرحية .. برشاقة أدائية شديدة .. وبطريقة ممتعة جدا .. قد وفرها ذكاء الكتابة والقدرة على التلون فى الأداء .. حتى أن الامر يستحق لو أن يُستَكمَل تجسيد شخصيات درامية أكثر بقدر يوازى عدد قطع الأزياء المتنوعة .. المتوفرة فى ديكور المسرح .. حيث تَخَيُل غرفة تغيير الملابس للمثلين! ..

ومن جمال اخراج هذا الجزء من العرض .. أنه تم استبعاد النظر فى المرآة من قبل اى منهما أثناء تغيير الأزياء مع تغيير كل دور .. فلقد انتقلا من هذا الدور إلى ذاك بسرعة تغيير لا فى تعبيرات الوجه وكلمات النص والأزياء فقط .. إنما فى روح كل شخصية أيضا .. مما يشير إلى مقدار وقدرة الموهبة التى بداخلهما على التجسيد .. بل ومدى الحرفية التى يتقنونها أكثر مما هم بخارج هذه الأبواب التى أُغلِقَت عليهما .. فالروح الإبداعية التى تتراقص فى امكانيات مخيلتهما مذ سنوات وسنوات .. ليست فى احتياج إلى ضبط الإيقاع أمام مرآة لتجهيز أو اعداد .. فهما فى حالة من التمكن الابداعى الذى يحتوى على خزين ثقافى لمُطَّلعين على ابداعات سابقين .. وكأن أحلامهما المتشابكة هى مرآتهما الوحيدة التى رأى كل منهما الأخر فيها .. والذى أكمل له رغبته الطَموحه فى التواجد بين المبدعين ..

هذا العمل .. توفقت حيث اتفقت فيه عناصره .. من ديكور وإضاءة وتصميم وتنفيذ أزياء وموسيقى والأداء الصوتى على اتقان مهامهم .. وتكاتفوا لتقديم عرض بهذه الجودة.
عرض مفتاح شهرة يتميز بالبساطة برغم تقديمه بإتقان واحترافية .. وهو ما جعله سلساً فى وصوله إلى الجمهور .. وشديد الوضوح والتأثير فى رسالته .. فقد استطاع التعبير بإنسيابية عن مشاعر ويوميات هؤلاء الكومبارس .. بعمق فكره وتمكن فى الأداء .. فى مختزل من الوقت ..

وأشار إلى أن هؤلاء المجاميع هم المفتاح الحقيقى لشهرة أفراد المشاهير .. وأنه فى حين من فى الخارج يتعاركون لأجل أجور كان من بالداخل يحارب لأجل أحلام.

وهو يحمل دعوة ناعمة إلى قيام ثورة فى أوساط كل من اُعتُبِر سد خانة .. وبداخله فيضان من الموهبة والكرامة .. والتى تم تقديمها بتعبيرات أدائية على موسيقى فقط .. لإعطاء فرصة للُمشاهد حتى يستشعر انعكاس نياتهما النفسية .. وقراراتهما العملية .. والتى تحمل قدراً من التمرد والتكاتف الشجاع ..

وتُلَمِح تلك الدعوة إلى أن مَن يحمل دعوة الفن فى نفسه

يجب عليه أن يكون قوي كما شهرة وصَلب كمفتاح ..

لأنه حتى يطل على الجمهور ..

لابد وأن يحمل مفتاح شهرته بيده .. ولا يتركه لغيره

ومن الجدير الإشادة به فى هذا العمل أنه كان يتسم برقى فعالية الإنطباع عن الرسالة المُقدَمَة فيه .. حيث أنها لا تُشعِرَك كمشاهد ..

بالشفقة عليهم بل بتقديرهم!!

وهذا ما يُعزز قيمة الفن الذى يحترم قيمة من يتحدث عنهم ويلفت الأنظار إليهم حافظا لكرامتهم! .. لا ممزقاً اياها أمامك مرار وتكرارا حتى تشعر بالسوء حيال نفسك وحيالهم .. بل كان مستبعداً الابتذال فى تقديم حياتهم مُكَرِماً لتهميشهم .. حتى يجعلك منتظرا انتهائهم من عرض خصوصية همساتهم الفنية المكبوتة .. لتُحييهم وتطلب التقاط الصور بجانبهم ..

فأنت قد خرجت من العرض .. وأنت مدرك أنهم ابطال .. مشاهير .. لا كومبارس!

هذا العرض المتميز من تمثيل: عماد إسماعيل - دعاء حمزة .. أداء صوتى: محمد جمعه .. تصميم إضاءة: صابر السيد .. تصميم ديكور و ملابس: نشوى معتوق .. تنفيذ ملابس و ديكور: ليلى عمرو حسنى .. موسيقى: حازم شاهين .. توزيع موسيقى و مكساج: رفيق عدلى .. تصميم بوستر: عمرو حسنى .. تصوير فواتغرافيا: حسن أمين .. مخرج منفذ: نورا فوزى .. تأليف وإخراج: دعاء حمزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب