الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نعتب أو تعتبون؟..

فاضل الخطيب

2017 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كيف نعتب على غالبية الأقليات بعدم مشاركتهم ودعمهم الثورة بعد سيطرة الإسلام السياسي الجهادي على الثورة؟ شارك في السنة الأولى للثورة بعض الأقليات في المظاهرات ثم تشكلت بعض الفصائل المسلحة الصغيرة التي انضوت تحت راية الجيش الحر.. سقط من الأقليات شهداء وتم خطف مدنيين ومات تحت التعذيب بعضهم وحتى الآن هناك معتقلين منهم بسبب موقفهم من النظام وانحيازهم لمبادئ ثورة 2011، وربما كان نسبة المعتقلين من الأقليات قبل الثورة وعلى امتداد عقود أكبر من حجمها، وأعتقد أن نسبة الفاسدين شركاء النظام من الأقليات أقل بكثير من حجمها أو "حصتها" المناسبة لعدد سكانها، وأنا على قناعة أنه لم يظهر ولا "سمكة" صغيرة للفساد بين الأقليات/باستثناء العلويين مقارنة بحيتان الفساد الأخرى.. عندما انطلقت الثورة بعفوية طاهرة نظيفة وبدأت تتسرب بعض الشعارات الإسلامية، دافعنا عن تلك الشعارات واعتبرناها ضمن تلك الدرجة يمكن تفهمها، وحتى أسماء الجمع التي دحشها صبية الأخوان المسلمين تجاهلناها رغم تحفظنا الشديد على بعضها، ومعرفتنا أن أسماء بعض الجمع كان مدحوشاً بشكل قسري كجمعة صالح العلي.. ثم شيئاً فشيئاً بدأ وبشكل ممنهج مشروع القضاء على وجود الأقليات داخل الثورة واحتكارها كثورة سنية بشعاراتها وشيوخها وخطابها السياسي ووسائل إعلامها المتعاطفة أو الراعية لمشروع الأخوان المسلمين، وحتى أنصار الثورة من الأقليات صار عليهم واجب الانحياز لمشروع الأخوان والدفاع عن الجماعات الجهادية التكفيرية (لاحظ خطاب الدرزي فيصل القاسم والمسيحي جورج صبرا والعلوي حبيب صالح)، ومنذ سنوات لا وجود للأقليات بين صفوف الثورة التي تحولت إلى سنية بعد إجهاض ثورة 2011 إلا بعض الأفراد المدجنين والذين أحب أنا توصيفهم بتعبير "مقاطيع" الأقليات، والذين لم يكن دورهم ضمن الثورة السنية الجهادية أكثر من دور أندادهم من الأقليات في نظام الأسد، يعني سقف طموحهم الراتب "الثوري الجهادي" وتأثيرهم "قمط ع قلّيع".. أعود للسؤال أعلاه، كيف نعتب على غالبية الأقليات بعدم مشاركتهم ودعمهم الثورة بعد سيطرة الإسلام السياسي الجهادي على الثورة؟ كيف نعتب عليهم بعد أن صارت الديمقراطية "شورى" وقضاة عدل الثورة شيوخ دين كانوا بالأمس لصوصاً وقانون عقوباتهم قطع اليد والرجم والسبي، كيف نعتب عليهم والمراكز الثقافية ووزارة الثقافة الجهادية صارت دورات تحفيظ القرآن على غرار ما فعله حافظ الأسد؟ كيف نعتب عليهم وصار مشروع الحرية ودولة القانون إمارة جهادية تستند إلى مرجعيات فقهية لألف وأربعمائة سنة خلت؟ كيف تعتبون عليهم وروح ابن تيمية تحدد منهج مغتصبي الثورة التي تآمر ضدها أبو حسين أوباما وحاربها بوتين وانتصر لها أردوغان وقطر والسعودية؟ كيف نعتب على الأقليات وملايين السنة هربت من مناطق نفوذ الإمارات الجهادية إلى مناطق الأقليات؟ كيف نعتب عليها وتعرف تلك الأقليات جيداً أن أكبر أصدقاء وحلفاء الأسد كان تركيا وقطر لسنوات طويلة قبل الثورة وحتى بعد انطلاقتها بسنوات لم يتركوا الأسد؟ كيف تعتبون على الأقليات وهم يعرفون منذ سنوات ما بدأ بعضكم معرفته اليوم عن دور تركيا وقطر والسعودية في إفساد الثورة وإجهاضها ورعاية كل الجماعات الجهادية التكفيرية من داعش مروراً بجبهة "نصرتكم" وحتى أكثر معتدلي الجهاد في الثورة السنية صاحب الأقفاص الحديدية علوش؟.. تحتاجون يا أصدقائي أن تبدأوا بتشريح دور الجماعات الجهادية وكيف تعاطف معها الملايين ودعمها من يدعمكم، تحتاجون أن تتعمقوا وتشرحوا لنا دور تركيا وقطر والسعودية في خلق الجماعات الجهادية، أن تشرحوا لنا دور الأخوان المسلمين وخطابهم، أن تفضحوا أخوتكم في الدين الذين مازالوا يدافعون أو صامتين عن جرائم الأسد، وهم أكثر من مجموع عدد أفراد الأقليات مع غنمها وكلابها، أن ينتهي تعليمنا عن دور أميركا في ثورات حرية الشعوب والتي نبصمها منذ زمان، وأريد التذكير هنا، أن كل الدول المتواطئة على قتل الثورة وعلى المقتلة السورية بدءً من دولة أبو حسين أوباما هي أكبر أصدقاء وحلفاء الدول التي تدعمكم مالياً وأخلاقياً وهي دول مسلمة سنية، وحتى روسيا وإيران هي حليفة بعض كبار أصدقائكم، وهل تحتاجون أسماء؟.. لا تزعلوا إن قلنا أن لب الأزمة في المنطقة هو أزمة الإسلام التي تهربون من الاعتراف بها وتحملون مظلات "المؤامرة"، لأن تلك الأزمة هي سبب فشل كل الثورات العربية ولأنها سند كبير لكل الأنظمة المستبدة في المنطقة، ولا أعتقد أن ذلك يحتاج "حك الرؤوس" للقول أن ذلك لا يتعارض مع كون أن غالبية الضحايا هم من المسلمين السنة أيضاً، أريد الاستشهاد هنا أن نسبة المعتقلين من العلويين قبل الثورة ومنذ انقلاب الأسد عام 1970 هي أعلى من نسبة أي فئة دينية سورية مقارنة بحجم عددها بما فيهم السنة.. متى نسمع أو نقرأ تقييماً للسبع سنوات الماضية؟ متى نسمع أو نقرأ مسودة "عقد اجتماعي" يتلاقى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ متى نسمع أو نقرأ عن مشروع أفكار لإعادة تأهيل المجتمع لتأقلمه مع العالم وخطابه؟ أريد أن أكون صريحاً أكثر، وهو أن غالبية كل الأقليات منفتحة على العالم وثقافته وتملك القدرة على التعايش معه أكثر من الكثير من المسلمين رغم قوقعة كل أقلية على نفسها، وأن غالبية، أو ربما مجموع كل أفراد الأقليات تطمح لنظام الدولة العلمانية، لأنه يجعلها على قدم المساواة مع الأكثرية، ويؤسس لانتماء وهوية وطنية واحدة.. غالبية الذين يعتبون على الأقليات لعدم مشاركتها الثورة، كانوا أكثر الفرحين بالقضاء على وجود تلك النسبة من الأقليات في الثورة.. سؤال أخير ليس للأقليات، لماذا لم تلتحق غالبية الأقليات بالثورة؟.. إذا لم تستطيعوا إقناع 10% من السكان بالالتحاق بالثورة، كيف تقنعون العالم بدعم الثورة؟.. قبل، أو مع بحثنا عن عوامل التعايش المشتركة، علينا البحث عن عوامل منع ذلك التعايش...
فاضل الخطيب، شيكاغو 1/نوفمبر/2017...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا