الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبتي ولجوئي: الوعد المشئوم

عطا مناع

2017 / 11 / 2
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


نكبتي ولجوئي: الوعد المشئوم

بقلم : عطا مناع

كيف لنا أن ننسى الوعد المشئوم الذي لا زلنا نعيش تداعياته حتى يومنا هذا ؟؟؟؟ هذا الوعد الذي لم يقتصر على منح فلسطين للصهيونية العالمية التي ارتكبت مئات المذابح بحق الشعب الفلسطيني.

لا يمكن المرور عن مئوية الوعد المشئوم هكذا ودون استحضار العذابات التي عاشها شعبنا الفلسطيني خلال الانتداب البريطاني وحتى الاعلان عن اقامة الكيان الصهيوني، تلك العذابات التي لا زالت تكرر نفسها في فلسطين والدول العربية التي انتصرت لفلسطين.

لسنا بصدد وعد مشئوم، نحن نعيش وعشنا العشرات من الوعود المشئومة التي راح ضحيتها عشرات الملايين من الفلسطينيين والعرب لأجل تعميق جدور الكيان الصهيوني في الارض العربية ونزع صفة الجسم الغريب عن دولة الكيان.

فما عاشه وطننا العربي ولا زال من كوارث هي استمرار طبيعي للوعد المشئوم، فمن استهداف النظام المصري بشخص الرئيس الحي جمال عبد الناصر مروراً بالحرب الكونية على العراق وليبيا واليمن وتصميم الثالوث المعادي لامتنا العربية وطموحاتها متمثلاً بالامبريالية العالمية والصهيونية والرجعية العربية على تدمير مقدرات امتنا العربية.

الوعد المشئوم لم يستهدف فقط فلسطين وشعبها فقط بل تمخض وبحكم الصراع القائم منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 عن وعود لا تقل خطورة عن وعد بلفور توجت بضرب فكر المقاومة الفلسطينية والعربية لخلق ارضية تطبيعية دولة الكيان بعد الوعد الكبير المتمثل باتفاق اوسلو الذي عزز ثقافة الهرولة لإقامة علاقات علنية مع دولة الكيان.

ان ما تتعرض له سوريا والعراق من استهداف واضح تقوده الامبريالية العالمية متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الرجعية العربية والصهيونية وضخ كل الامكانيات لتدمير سوريا التي تدفع ثمن انحيازها لفلسطين وثقافة المقاومه هو امتداد للوعد المشئوم.

لقد دفع الوعد المشئوم الى انهيار النظام العربي الرجعي الذي يعلن وعن طيب خاطر دفع الاتاوة لأمريكا التي لم تكتفي بحلبه والسيطرة على مقدراته بل تعمل على تفكيكه كمقدمة للسيطرة المطلقة عليه وتحويل حكامه وبالتحديد انظمة النفط لمجرد حراس على الثروة النفطية التي شكلت مصيبة للشعوب العربية ولشعوبها التي تغرق في الفقر.

ان مرور مائة عام على الوعد المشئوم تأكيد واضح على عقم الاداء العربي وبالتحديد الفلسطيني الذي يفترض ان يشكل رأس حربة في مقاومة سياسات التشتيت والتهجير التي لم تقتصر على الشعب الفلسطيني لوحده وإنما طالت شعوب المنطقه حيث عشرات الملايين من الضحايا والمهجريين والمشتتين من ابناء الشعب السوري جراء الحرب المعلنة على اخر المعاقل التي تدعم ثقافة المقاومه.

فلسطينياً يتطلع شعبنا او شريحة ضيقة من شعبنا للوعد المشئوم بتقليدية تأكد اننا لا زلنا نعيش الضياع والتيه، ولو بعض النشاطات التي نظمت هنا وهناك لمرت ذكرى الوعد دون ان يقف امامها احد، ويعود ذلك لغياب فكر الممانعة والمقاومة الثقافية والفكرية التي حلت محلها وبامتياز ثقافة التطبيع والانخراط بالمشروع الامريكي الذي هو امتداد للوعد المشئوم.

ان غياب الوقفة التقيمية والقيام بعمليات الجرد الحقيقي للكوارث التي سببها الوعد المشئوم والاستمرار في مسرحية التسوية من جانب واحد يؤكد على اننا نعيش مرحلة الانهيار والسير باتجاه واحد وعدم المراهنة إلا على المشروع الامريكي الذي يعمل على جندلة الرؤوس الواحد تلو الاخر.

وفي ظل المطالبة الفلسطينية باعتذار بريطانيا المتسبب الرئيس في نكبة الشعب الفلسطيني ورفض الاخيرة التي ذهبت لأبعد من ذلك بالاحتفال بذكرى الوعد المشئوم لم يعد من الممكن التعويل على مسرحيات الاعتذار الذي تقدمها حفنة من البريطانيين لاعتبار ان ثقافة العداء لشعبنا وامتنا العربية عميقة ومنذ مئات السنيين وهي ركيزة النظام الرأسمالي الذي شكلت بريطانيا عموده الفقري.

اخشى ما اخشاه ان تدور عجلة الزمان بنا ليحتفل بعض "ابناءنا " بمرور ذكرى مرور 150 عاماً أو اكثر على الوعد المشئوم، ولكنني على ثقة ان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية سينتجون جيلاً يهدم هيكل التطبيع والتفريط والتسوية على رؤوس اصحابه، جيل يعيد الاعتبار لجدلية الزمان والمكان ويعيد المقادير الى حيث يجب ان تكون.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز