الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون ,, الغائبون دائماً

سلمان محمد شناوة

2006 / 2 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لازلت اذكر ذاك المشهد حين وقف خربتشوف فى هيئة الامم المتحدة فى نيويورك ,, وقد خلع حذائه واخذ يضرب على الطاولة بقوة اثناء القاء الرئيس الامريكي خطابه فى هيئة الامم المتحدة ,,

مشهد لن يتكرر بعد الان ابداً فلم تعد روسيا دولة عظمي ,, ولم يعد هناك ما يسمي الاتحاد السوفيتي وكل الافكار والنظريات والثورات التي قامت فى العالم اصبحت اوراقا ,, فى كتب قديمة ,, يدرسها الاكاديميون هنا وهناك ,, ولا اثر لها ابدا ,,فى عقلية الشباب الواعد ,

الرأسماليه اجتاحت كل شي ,, واصبحت الطريق لمن اراد الوصول الى سدة حكم , او رئاسة شركة او قيادة جماعة ,

الصين تحولت الى اقتصاد السوق الحر ,, وأصبحت تقلق امريكا , لا للتوجهات الشيوعية والاشتراكية التي كانت سأئدة بها ,, بل لانها اصبحت شريك يحسب له الف حساب فى اقتصاديات السوق الحرة ,, وبعد تحقيق نسب فائض فى السوق كادت تقلق الصين ذاتها ,
معظم الاحزاب الشيوعية الموجودة حاليا ,,تعمل حسب قوانين الرأسمالية , وتستعين بامريكا بكل شي حتي بوجودها واستمرارها .

لم يبقي من تلك القوة التي كانت تقلق امريكا سوى كوريا الشمالية , بقيت كجزيرة تحطيها مياه الرأسمالية من كل اتجاه سرعان ما تذوب فى المحيط ,, وكوبا التي لازالت بها قليل من الروح للتنفس ,, وما حياتها الا بحياة فيديل كاسترو ,, وكأنهم بأنتظار موت هذا الأسد على استحياء لكي تلتحق بالركب الامريكي .

حين سقط النظام البائد ظهرت الرايات الحمر ترفرف فى نواحي بغداد وباقي المحافظات وتم تشكيل حزب وفروع فى باقي المحافظات ,, ولكنهم كانوا اول من وضع ايديهم بأيدي السيد الامريكي ,ومع الوقت اخذت اصواتهم تخفت وتغيب امام المد الديني الزاحف بقوة فى العراق , ولم يبقي منهم سوي تمجيد الماضي التليد ,, واقامة سنويات الذكرى لوفاة الرفيق الفلاني او مناسبات الحزب التي لا يتذكرها احد .

حتي راياتهم الحمراء ,,تحولت الى رايات سوداء اثناء مواسم عاشوراء ,,
واخذوا ,,يشاركون بهذا المواسم , كانهم تمايلوا مع الموجات المتدافعة مع المد الديني ,, فلا قدرة لهم للوقوف فى وجهه ,, ولا قول راي ,,كانوا قديما ,, اقوى الفئات بقول ذاك الرأي .

وفي الانتخابات الاخيرة , وبدراسة صغيرة للاستحقاق الانتخابي ,, نجد مثلا ان الائتلاف العراقي الموحد نال 128 مقعدا ,, وقائمة التوافق السنية 44 مقعدا والاكراد 73 مقعدا ,, فاين هم الشيوعيين مع كل هذا ,, نجد انهم تحالفوا مع قائمة اياد علاوي ,, وان هذه القائمة مع كل المتحالفين معها من عدنان الباجه جي والشيوعيين وغيرهم لم تنال سوى 25 مقعدا ,, وان الشيوعين من هذا المقاعد لم يكن نصيبهم سوي مقعدين او ثلاثة ,,,

ربما ,,ان قوانين هذه المرحلة ليست مثل تلك المراحل حين كان امثال ماركوس او لينين او انجلز ,,يستطيعون ان يحركون الجماهير بخطبهم الحماسية والتي كانت تحرك دول وتسقط دول اخرى ,, او ربما ان رجالأ امثال ستالين او تروتسكي ,,او حتي خربتشوف حين وقف يضرب بحذائة فى هيئة الامم المتحدة ,,لم يعودوا ,,موجودين , وكل واقع الحال الان , صور مشوهة وكتب تعالى عليها الغبار ,, لا يقرأءها الا كبار السن من اشتاقت نفسه الى ايام الشباب ,, والذى لن يعودا يوماً ابداً .

الايام اذابت كل ما بقى من هذا الحزب , اما البقية الباقية فلا تغادر مقرهم الا للألتقاء فى حانات بغداد المختبئة فى هذا الزقاق او ذاك خوفا من سطوة الاسلاميين القوية .. ربما هذه الوسيلة الوحيدة لقول لا ,, ما عادوا يستطعون قولها فى الحياة العامة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتسبب يورو 2024 في أزمة ديبلوماسية بين أنقرة وبرلين بسبب


.. فـرنـسـا: مـا هـي الـسـيـنـاريوهات في الانتخابات التشريعية؟




.. هل الكائنات الخرافية في الأساطير موجودة حقيقة؟ مدينة أمريكية


.. -الأدنى منذ عامين-.. مراسل CNN يلقي نظرة على أسعار -مفاجئة-




.. لمن الغلبة في حرب أوكرانيا؟.. تشاؤم أوروبي | #التاسعة