الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس شريف وعادل

صادق العلي

2017 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


المطلب الاول والاساسي بل الامنية المشتركة لكل المجتمعات العربية , إذ طالما حلمت هذه الشعوب برئيس شريف وعادل يقوم بتوزيع ثروات الوطن على المواطنين بالتساوي .
لنجعل منه سؤالاً ونطرحه على انفسنا وعلى بعضنا البعض :
هل نحن بحاجة لرئيس شريف وعادل ام بحاجة الى قانون والى رجال سياسة ؟.
شخصياً اعتبر الشق الاول من هذا السؤال ساذجاً , والعقلية التي تعتقد بصحته عقلية سطحية لا تحمل الوعي الكافي لمعرفة ما هية السياسية , سواءً في منطقة الشرق الاوسط ( المباركة - الملعونة ) او في جميع انحاء العالم , لان السياسي الناجح هو من يمتلك مؤهلات النجاح وهي معروفة بشكل اكاديمي او تجريبي , ويمتلك ايضاً مهارات التعاطي مع الاخرين الخصوم منهم والاصدقاء وبالتحديد فيما يخص مصالح بلده , ولا يعتمد بنجاحه على اشياء اخرى يعتقدها البعض مهمة في العمل السياسي بما فيها الشرف والعدالة التي هي مفاهيم نسبية من مجتمع لاخر .
ارى من الضروري الرجوع الى اصل معنى كلمة الشرف ومعنى كلمة العدالة التي نطالب بهما كشروط اساسية يجب توفرها عند السياسيين كما تتمنى او تطالب به المجتمعات العربية , فما هو الشرف بحسب العقل الجمعي العربي ومن هو الشريف ايضاً ما هي العدالة ؟!.
الشرف :
هو الحفاظ على منطقة محددة ما بين فخذين الانسان العربي وبالخصوص النساء من عبث الاخرين , إذ ليس معيباً او مخلاً بالشرف ان يمارس الرجل الجنس بعيداً عن الزواج , على العكس تماماً فالرجل العربي يفتخر بتعدد مغامراته ونزواته الجنسية ومع ذلك هو شريفاً بل يعتبر اكثر الموجودين خبرة واطلاعاً وابهارا , ناهيك عن الرشوة والتلاعب بالقانون والفساد الاداري كلها افعال ليست معيبة ولا تنقص من الشرف الرجل شيئاً , بل تعتبر مفخرة او بطولة يتغنى بها الكثيرين ان لم نقل الجميع .
نفس الشيء بالنسبة للنساء من حيث الفساد الاداري والرشاوى وغيرها , هي ليست افعال معيبة على ارض الواقع ولكنها في العلن معيبة طبعاً , ولكن النساء العربيات بشكل عام يبقين بعيدات عن ممارسة الجنس خارج نطاق الزوجية , هذا لا يمنع وجود من يمارسنه بالخفاء ولكنهن شواذ على اية حال .
العدالة :
بما ان العقل العربي عقل متدين بطبعه فأن العادل الوحيد هو الرب وبشكل مطلق , اما العدالة الانسانية تبقى نسبية ومن المستحيل الوصول اليها .
اما التعريف العام للعدالة فهي ان يتمتع الجميع بذات الحقوق وذات الواجبات , وان يخضع الجميع لسلطة القانون بوصفهم مواطنين يحملون جنسية الارض التي يعيشون عليها او ممن يقيمون معهم بصورة مؤقتة , وما نراه في بعض الدول العالم حينما تخضع شخصية سياسية بارزة الى المسائلة القانونية بعيداً عن تأثيرات موقعها الوظيفي , او ان يُنصف القانون شخصاً مقيماً اقامة مؤقتة على مواطن يحمل جنسية البلد ( ليس في الدول العربية بالتأكيد ) هذا تطبيق فعلي لمفهوم او لمصطلح العدالة .
هناك من يخلط بين العدالة والمساواة او يعتقد انهما مصطلحين لذات المعنى وهذا ليس صحيحاً , فالمساواة ان يحصل الجميع على ما يستحقوه مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف التي تحيط بكل الحالة او بكل شخص بمعزل عن الاخرين , لذلك تنبهر اغلب مجتمعات الشرق الاوسط بافعال بعض القضاة او الرؤوساء في المجتمعات المتقدمة .
مما سبق نلاحظ ان اغلب الساسة العرب ان لم يكونوا جميعهم ( على اختلاف مناصبهم ) يتصرفون مثل اي مواطن عربي , بمعنى اخر هم ليسوا سماسرة بغاء او دعارة , هم فقط يسرقون ويمارسون الفساد الاداري كل في وظيفته , ومع مرور الزمن اصبحت الرشوة في الوزارت والدوائر الخدمية الحكومية وكأنها حالة طبيعية او حالة لابد منها في سلوكيات الموظف والمواطن على حد سواء .
انعدام العدالة والمساواة في المجتمعات العربية خلقت حالة من ( مواطن بلا وطن – وطن بلا مواطن) جراء الظلم المتراكم الذي يتعرض له المواطن العربي باستمرار , دفع هذا الظلم المواطن العربي للبحث عن ( الخلاص الفردي ) بعيداً عن العمل الجماعي الذي هو الوطن بأمتياز , لان الحاكم وحاشيته والطبقة السياسية بشكل عام تمثل الوطن سواءً قبلنا بهذا الشيء ام لا !, لانهم يتعاطون مع الاخر بأسم الوطن فلا نخادع انفسنا بالقول انهم لا يمثلون الوطن او انهم حالة شاذة في المجتمع , انهم ابناء هذه المجتمعات ولم يأتوا من مجتمعات اخرى بدليل ان نسبة الذين يدافعون عنهم لا تقل عن نسبة الذين يرفضونهم , وانا هنا لا اقصد شراء الذمم او الخيانة ولكن اقصد الملايين الذين يصفقون لهذا الحاكم او ذاك عن فائدة او عن جهل وقلة دراية وهذه لعنة اخرى على الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض