الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البدء كانت الدولة ج2

طارق سعيد أحمد

2017 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لا شئ في هذا الكون بلا إرادة تشف عن حزمة من أفكار تبلورت عبر عمليات تباين معقدة اجراها العقل في رحلته منذ أن أدرك وعيه وحقق وجوده بالسير في شوارع مدينته أو بالسير حافيا في شوارع التفكير الخشنة. نمتلك هذه الطاقة بداخلنا نحتضنها وتحتضن دواخلنا، ولن أكون مبالغا حين أقول أن للجمادات إرادة حملتها حيث هي الآن!. العالم رغم كل هذه الفوضى تحكمه قوانيين خفية يكتشفها كهنة الحكام من حين إلى آخر لذلك فقط نسقط بمرونة في الفخاخ.. علينا أن نُفعل إرادتنا.

الموت ذاته تقهره الأفكار!. هو يأخذ معه جسدك ويمنحك لقب جديد وتبقى أنت هنا تشغل أفكارك العقول، ويحفظ صوتك الغلاف الجوي، ولا يسمح له بالتملص من الصراع الدائر على الكوكب. لذلك لا تموت الثورات ومازالت وستبقى أصوات الثوار في كل الأنحاء تسعى وتخترق الآذان وتردد معها أصوات الأحرار شعارات التمرد على كل ما هو ظالم سادي ضد الإنسانية وتحاصر وتكبل أيادي الدكتوريات بأغلال الكلم.

نعم.. أردت أن أثير حماسك بهذه السطور القلائل ذات المذاق الحلو، والتي يعتبرها البعض حديث مرسل لا يقدم ولا يؤخر، وحقيقة آراء هؤلاء اللئام ترمي مقاصدها خارج الإطار الإنساني الذي يحوي أهم الأسلحة الإنسانية آلا وهو الحماس وتفعيل الإرادة، ودائما ما تجدهم يقولون (ليس بالكلام تقوم الدول) وتناسوا أن الدولة هي في الأصل فكرة!. هؤلاء يذكرونني _ من باب الشئ بالشئ يذكر _ بسلالة للأسف يطلق عليهم الصفوة "ساسه، كتاب، فنانين.. إلخ" تقف في طريق المعارضين للنظام القائم في مصر "وكاتب هذا المقال منهم" بدعوى أن المعارضة تعطل البناء والتقدم!، وتناسوا وكذبوا على أنفسهم قبل أن يسد كذبهم الأنوف _ هم أيضا _ أن مصر الوطن مازالت باقية وستبقى عريقة بوجود من ينادوا بالحرية والتنوير وبقيام دولة مدنية حديثة على قواعد الثورة المصرية المجيدة بموجتيها تضمن للجميع وبالجميع وطن.

بنظرة عامة يقودنا نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ ما يقرب من 4 سنوات وهم عمر جلوسه فوق عرش مصر الوطن إلى حالة من الممكن أن أصفها بـ "اللاسياسة" والتي أدت بطبيعة الحال إلى شق صف المجتمع المصري الذي نعاني منه الآن، لإعاقته تبادل الحوار والأفكار دون خوف فإما أن تكون مؤيدا لكل قرارات ومواقف وتعبيرات ملامح وجه الرئيس وإما أن تكون معارضا!. وأدى ذلك بطبيعة الحال لنشوب الصراعات الهامشية التي تستهلكنا جميعا دون أي عائد فكري يذكر يساهم بشكل أو بآخر في بناء دولة قوية تستمد قوتها من قوة شعب عظيم وقف أمام طلقات نار حبيب العدلي وزير داخلية "مبارك" الفاسد والدكتاتور الغاشم بمنتهى البطولة رغم سقوط زهرة شباب هذا الوطن شهداء، ولم يترك الميادين والشوارع إلا بعد أن خلعه. السؤال المنطقي الذي يلقي بنفسه في هذا المقال واتمنى أن يجيب عليه الرئيس "السيسي" _ إن كان يقرأ _ وهو.. لماذا أردت تعطيل حماسة المصريين؟ وما هي الدولة التي تتخيل بناءها بعد ثورة؟ دون استثمار الثورية الغنية بالوطنية!.

في العام الأول من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي وهي الفترة الضبابية من حكمه الرسمي للبلاد كانت الأغلبية من الشعب المصري مدفوعة بخوفها من الجماعة الإرهابية والعمليات الإرهابية القذرة التي نالت من أمن مصر، ولم يكن في بالها سوى صد هذه الهجمات الدموية بأي ثمن، وكان الرئيس لم يخلع عنه بذلته الميري بعد فبدى للجميع أنه المخلص!، واختذلوا الجيش المصري العظيم في شخصه، ولم يسأله أحد عن برنامجه الرئاسي!، وكيف ستسير الأمور؟!، في تلك الأجواء سمعت حديث كان يدور بين شخصين على مقهى بالأسكندرية جلست عليه بالصدفة، كانوا يتحدثون عن صديق لهم استشهد أثناء الثورة وكيف احترق قلب أمه المسكين، وتبادلوا الآراء حول حال البلد وما يحدث بها إلى أن وصل حديثهم إلى ما تمر به البلاد من تقشف اقتصادي وخمول في الموارد وغلق للمصانع قال أحدهم لصديقه "ما نحن فيه الآن من انهيار اقتصادي وردود أفعال الرئيس في هذا الصدد مثل رب أسرة جلس مع أولاده وزوجته يرسم لهم المستقبل ووعدهم وهو بالفعل يبني لهم فيلا بحديقة ومصنعا واختار معهم موديلات السيارات التي سوف يمتلكوها، وبعد أن فرحت الأسرة بهذا المستقبل الباهر قال لهم رب الأسرة بأداء صارم.. ولكن هذا مشروط بأن تستحملوا عاما كاملا دون طعام أو شراب أو تعليم أو رعاية طبية واجبرهم على ذلك ولم يأخذ رأيهم!". راق لي رأي هذا الشاب للوضع الراهن وتصوره وقتئذ، واتمنى أن أراه مرة أخرى لأقول له.. مرت سنوات ولم يفي رب الأسرة بوعوده المترهلة رغم اجبار وصمت أسرته الذي اعتبره علامة الرضا على كلامه. فما هو رأيك اليوم؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج