الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الرمضانين هنا وهناك الكل سيان

خالد المغربي

2017 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ايام تفجرت باوروبا فضيحة جنسية لطارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا ، و هو يعتبر الداعية الاسلامي و المفكر المدافع عن تعاليم الدين باوروبا، بحيث يعرف بسجاله الاعلامي و اتقانه الخطابي وإقناعه و إلمامه بشؤون الفقه كما بأصول الدين وتاريخ السيرة النبوية.. انسجاما و موهبته جده إمام الجماعة و مرشدها شكلا، وإسقاطا لذات الشكل يقدم رمضان مضمونه على أنه يختلف على مضمون جده، أي أنه ينشر قيم الاسلام المعتدل، المتسامح، ويغير في نظره ونظر الرأي العام المفاهيم والقيم التي تنشرها جماعات الظلام التي تشوه الاسلام في نظر "الغرب"، بحيث بخاطب هذا "الغرب" بلغته "الفرنسية" او "الانجليزية" وبصدر رحب يقبل "الاختلاف" و "النقاش"، و هذا دون ان ننسى ان نشير لوظيفته الاساسية ك"أستاذ جامعي للدراسات الاسلامية بجامعة اوكسفورد"، كذلك تم تعيينه سنة 2005 من طرف الحكومة البريطانية ك"مستشار حكومي لمحاربة التطرف".
الفضيحة التي اشرنا اليها هي كالتالي دعوى قضائية قدمتها ضده "هند عياري" ، اتهمته باغتصابها و تعنيفها و الاعتداء عليها لتتحرك بعدها العديد من ضحاياه الذين اصبحن يظهرن الواحدة بعد الاخرى مكسرين حاجز التقديس الديني، و قد تكتمت الضحية الاولى هند عن كل تلك الجرائم التي ارتكبها طائر الظلام طارق، لوقت طويل، و هي كاتبة روائية فرنسية كتبت سنة 2016 كتاب سيرة ذاتية لها بعنوان "اخترت ان اكون حرة..الهرب من السلفية في فرنسا" تروي فيها قستها هي بنت لأب جزائري وأم فرنسية تعيش منذ طفولتها تنشأة إجتماعية دينية سلفية مفروضة من طرف أبيها، كما سيتم من طرف الأسرة (الأب) فرض توقيف دراستها الجامعية وتزويجها قسريا بأحد المنتمين للتيار السلفي، ولدت معه 3 أطفال، لتهرب منه بعد سنوات من المعانات والتعنيف، وهي تشير في ذلك الكتاب إلى قصتها مع شخصية سمتها خلال كتابها ب "الزبير" ليكتشف الناس وتصرح هند بعد تقريبا سنتين من الكتاب بأن الزبير هو المسمى "طارق رمضان" صقر صقور الإسلام المتنور المتفتح الأبيض الناصع البياض الذي اطربت مسامعنا به جل التنظيمات الظلامية في العالم اجمع بل وجل المتعاطفين معها من قريب او بعيد.
لنبقى مع نفس هذه الكائنات المرضية المكبوتة، ولنستدر قليلا الى قارة أخرى أي افريقيا، و بالضبط بالمغرب، و في نفس وقت تفجير هاته الفضيحة، سنجد فضيحة جنسية أخرى أو بالأحرى فضيحتان، الفضيحة الاولى التي لن نتوقف عندها كثيرا باعتبار انها اصبحت كما يقول المثل الشعبي المصري "فضيحة بجلاجل" والجلاجل تعني الأجراس، بحيث كان يعاقب بمصر المجرم في وقت متأخر بأن يركب حمار بالمقلوب ويعلق عليه الأجراس لكي ينبه صوتها الناس لرؤيته بوضوح و هو يمشي بالقرية وليتعرفوا عليه سكانها فتكون فضيحته بجلاجل، أي بأجراس. وفي زمننا المظلم للأسف لن يعلقوا على هؤلاء المجرمين الأجراس بل سوف يستضيفوهم في فضائياتهم الاعلامية بمقابل مادي ضخم، وفي المقابل يعاقبونهم بغرامة مالية لن تساوي الا جزءا بسيطا مما تقاضوه اعلاميا، لتتبخر قصصهم مثل قصة شهريار وأمثاله ممن كانوا يرون المرأة لا يمكن ان تكون أكثر من عبدة تحقق ما طلبه منها سيدها الرجل. قلنا ان الفضيحة الاولى هي للمسمى الفيزازي الذي لن نتطرق اليها بالتفصيل نظرا لدور المهرج الذي اصبح يقوم به هذا الاخير والذي من العيب ان نضيع من اجله حروفا وافكارا للحديث عنه.
الفضيحة الأخرى هي لأستاذ جامعي بمكناس، و قريب من الحزب (الإسلامي) الحكومي المغربي، بل وقريب أكثر من جماعته الدعوية، بالاضافة الى ما يشغله من تغطيات جمعوية وصحفية و آكاديمية، وظهور اعلامي في مختلف الفضائيات العالمية كباحث تارة و كناقد تارة اخرى، ولم يبقى له إلا تنصيبه مستشارا لمحاربة التطرف من طرف الحكومة المغربية. بعد حصوله على الدكتوراه وعمله مباشرة بعدها في الجامعة وكأن المنصب الوظيفي كان ينتظره، رغم ضعفه الاكاديمي الواضح للعيان، سيعمل على نشر قيم التسامح كذلك والإخاء وينتقد مظاهر التعصب الأصولي الديني التي يعتبرها مرتبطة بتيارات متشددة، و هنا لن نصف أفكاره بالتفصيل، لأننا بذلك سنكرر بالحرف مثيلاتها التي أشرنا إليها لدى طارق رمضان. ممكن أن نقول أنه طارق المغربي أي نسخة طبعا ستكون نسخة قليلة كميا، ولكن مطابقة نوعا ما. فضيحته طبعا تناقلتها مواقع التواصل الإجتماعي عبر محادثات إلكترونية يتحرش خلالها ويظهر صور أعضائه لأحدى الطالبات الجامعيات اللواتي انهين دراستهن، مطالب إياها بمقابلته لينفذ ما نفذه أخوه في الإسلام طارق رمضان بفرنسا، بعد ذلك كانت مظاهرات طلابية بالكلية التي يدرس بها تنديدا بهذا الفعل الإجرامي، والتي لم تصغي إلى صراخها إدارة الكلية طبعا التي تعاطت كعادتها مع هاته الفضيحة باللامبالاة، خصوصا وان تعلق الأمر بأستاذ قريب من الحزب الحاكم أو من نفس الأفكار التي يتبناها رأس إدارة الكلية. بحيث نفس التعاطي كان السنة الماضية مع المسمى "باحماد" على اثر فضيحة الخيانة الزوجية مع الداعية "فاطمة النجار" وهم ينتمون لنفس الجماعة و نفس الحزب. "الاسلام الوسطي"، "الإسلام المعتدل" كلها الفاظ وعبارات اصبحت تثير الإشمئزاز. فهؤلاء الملتحين الذين يمثلون ليس الدراع الدعوي لحزبهم، بل الدراع الإيديولوجي للنظام القائم، لا يمكن محاسبتهم محاسبة عادلة، تعيد للمرأة حقوقها، اعتقد لا في البلدان التبعية كالمغرب، ولا حتى في بلدان الديمقراطية البرجوازية، وإن كانت هذه الأخيرة نسبيا سيتم فضحهم إيديولوجيا للرأي العام، وإن كان المغرب على الاقل في جامعاته لازالت أصوات الطلاب تعري أقنعتهم لفئة بسيطة داخل المجتمع، إلا أن محاسبتهم الحقيقية لن تكون إلا في مجتمع تسوده ديمقراطية حقيقية، ويسوده تأطير علمي وليس تأطير نظامي، وسنجد في السنوات المقبلة معتدلين كثر، فلكل النساء إن تحدث لكم أحدهم عن الإعتدال ردو عليه بما يناسبكم من رد، فلا وجود لظلام منير ولا لليل مشرق ولا لخفافيش أليفة و وديعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال