الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم للبقصم لا للإرهاب

محمود كرم

2006 / 2 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


أعترفُ بأني لستُ ( بقصمياً ) على الاطلاق ، وليس عندي تاريخ قديم أو جديد مع ( البقصم ) ، ولا تربطني به أية علاقة استراتيجية على العكس تماماً من أفراد عائلتي الذين يعشقون ( البقصم ) ولا أدري من مَن ورثوا هذا العشق ( البقصمي ) ..!!

ولغير الناطقين باللهجة الخليجية البقصم يعتبر نوع من أنواع الكعك له شهرة واسعة عند أهل الخليج ..

وفي أحد الأيام اكتشفتُ فجأةً أن لي ميولاً ( بقصمية ) عندما أهدتني ( الحجية أم فهد ) التي تعمل معي في الدوام ( بقصماً ) طازجاً قد جلبته معها من ( البصرة ) حيث كانت تقضي إجازة عائلية هناك ..

وضعت كيس ( البقصم ) بالقرب مني في المقعد الأمامي للسيارة ولم أتصل بالمنزل لأخبرهم أن معي ( بقصماً ) طازجاً غير الذي نشتريه من أسواق الكويت ..

وأنا في طريق العودة للمنزل من العمل تسللت يدي من دون أن أشعر إلى الكيس لأتناول قطعة واحدة من ( البقصم ) وما أن انتهيتُ منها حتى ألحقتها بثانية وثالثة ..

أحسستُ أني أفنيتُ عمراً طويلاً غير مدركٍ لطعم ( البقصم ) الشهي ، وهممتُ بقطعة رابعة لكني تذكرتُ أن تناولي ( البقصم ) في هذا الوقت من النهار سيغنيني عن وجبة الغداء المنزلية فتتهمني زوجتي حينها أني تناولتُ غدائي في الخارج مع عشيقة ( بقصماوية ) ..

دخلتُ المنزل متأبطاً كيس ( البقصم ) البصراوي وحاولتُ أن أخفي عن حمّود وفروحة وزوجتي ما يحتويه الكيس ولكني فشلتُ والمشكلة أنهم انشغلوا ( بالقصم ) وتركوني وحيداً أتناول وجبة الغداء وفشلت محاولاتي المتكررة لاستدراجهم للغداء ..

خرجتُ من المنزل في المساء وعدتُ قبل منتصف الليل لأجد العائلة الكريمة قد التفت حول وليمة ( بقصمية ) عامرة على أصولها وتتوسطها كاسات الشاي ..

حقاً كان يوماً ( بقصمياً ) بجدارة ، وتذكرت حينها صديقاً من هواة تبديل الشعارات دائما وفي كل مرحلة زمنية يتبنى شعاراً جديداً يطلقه في وجوهنا متخذاً منه عنواناً جديداً لحالتهِ الثقافية ومزاجه العام ، فكان شعاره القديم ( الكنافة النابلسية واقطع ) في إشارة منه إلى عشقه وولهه وهيامه بالكنافة النابلسية ، بعدها أطلق شعاراً آخر ( أمريكا واقطع ) وكان ذلك أثناء حرب تحرير العراق في إشارة منه إلى امتنانه العظيم لأمريكا في سعيها الأكيد للإطاحة بنظام البعث المستبد وفي ذات يوم إلتقيت به ووجدته منتشياً بشعاره الجديد فقال لي : وأخيراً يا محمود سنتذوق القيمر والبقصم البصراوي والكباب البغدادي وسمك البني المشوي في شارع ابي نواس .

فقلتُ له : يا أخي والله انتا ( بطران ) ، العالم وين وانتا وين ..!!

وبعد أيام من سقوط نظام صدام سألتُ عن صديقي ( البطران ) لأخبره عن مهرجان ( البقصم ) البصراوي في منزلنا ..

فقالوا لي أنه هذه الأيام أصبح يتبنى شعاراً جديداً :

نعم للبقصم .. لا للإرهاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل