الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج المسيار بين المعارضة وخدام باطل

نورا دندشي

2006 / 2 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إن اللقاء الأخير الذي تم التصريح عنه والذي جمع بين المرشد العام للاخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني مع المنشق عبد الحليم خدام فتح جدلا واسعا واختلافا في وجهات النظر لدى الشارع السوري، فهناك من أيد الفكرة من مبدأ لا يحيد عن الطائفية، وآخرون اعتبروها خطوة إيجابية لكنها مشروطة، أما الأكثرية فقد وضعت إشارة ( إكس x) أمام اسم البيانوني بعد أن كان يحظى لديهم بشيء من الاعتبار والتقدير والمصداقية .

والسؤال المحير الذي لا نجد له تفسيرا هو: ما هي الحسابات التي استند إليها علي صدر البيانوني وقبوله مثل هذا اللقاء أو التحالف مع شخص خدام، وهو من أكثر الشخصيات المرفوضة من قبل الشارع السوري، وإنشقاقه لن يعطيه صك البراءة ، حسب وجهة نظر نخبة من السياسيين والمثقفين السوريين، ووصف احدهم هذا اللقاء بزواج المسيار السري وعلق آخر بقوله : هذا اللقاء المشبوه مثير للقرف ويؤكد على فشل أداء المعارضة، فإذا خدام اصبح معارضا اذن من سنعارض ...!؟

ويجدر بنا أن نتوجه بالسؤال الى الاستاذ علي صدر الدين البيانوني أولاً ثم الى المعارضة ثانيا: لو أن بشار الاسد قد إعتمد على خدام وجعل منه ذراعه اليمين ، وأسند إليه موقعاً أو كلفه بدور فاعل في السياسة السورية هل كان سينشق ..!؟ وعين التساؤل هذا كان قد أعرب عنه أحد الشخصيات التي تمثل نخبة المجتمع السوري والعائلات العريقة .

في كل الأحوال، لن تكون شهادات خدام شفيعة له لدى الشعب السوري مهما تفضل ونطق بها أو أطنب في الكلام عنها لأن تاريخه مسطر في ذاكرة الشعب السوري والأقوال لا تمحي الأفعال. من ناحية ثانية، لا يستطيع خدام الحصول على صك البراءة كونه من الطائفه السنية ولا هذا يعفيه من المسؤولية، فمشكلة الشعب السوري مع النظام البعثي بدأت مع خدام وأمثاله ولن تنتهي بتصريحات تافهة يكرر فيها أقواله على وسائل الاعلام بين الحين والاخر .

السؤال الآخر هو الذي ينبغي طرحه: ماذا لدى خدام ليعطيه للشعب السوري وهو من ساهم بشكل كبير في سلب الأخير حريته وكرامته في السابق؟ وهو واحد من اللاعبين الذين أوصلوا سوريا وشعبها إلى هذه الحال اليوم!؟ إلى أين يسير البيانوني بالشعب السوري؟ وإلى أي هاوية ستنحدر به المعارضة؟ وأي حسابات يعتمد عليها البيانوني وكذلك الأطراف الأخرى المعارضة؟ فحسب وجهة نظر الكثيرين أنهم يسعون الى التمويل وليس هناك من بنك لتمويل أغراضهم وأهدافهم دون اي شروط للوصول إلى السلطة أفضل من بنك الخدام، هذه هي لعنة المال التي تعمي البصر والبصيرة، وقد تجر الويلات للشعب السوري.

إن تهافت أطراف المعارضة السورية في الخارج لخطب ود خدام وغيره ممن يملكون القوة الاقتصادية يؤكد على حقيقة إفلاس هذه المعارضة السياسي قبل المالي، وتخبطها يشير بوضوح إلى قصر نظرها السياسي وجهلها الأعمى في بواطن الأمور وبعدها عن تطلعات الشعب السوري وطموحاته (والذي يتمنى أن يشهد اليوم الذي سيختفي فيه إسم عبد الحليم خدام وغيره من هؤلاء الذين يعتبرون نفسهم رموزا، فخدام سبب العلة والداء الذي يعاني منهما الشعب السوري، وكل ما يجري على الساحة السورية هو من مخلفات عبد الحليم خدام، "واليوم عاد وبراءة الاطفال في عينيه " ليقول إنه رمز سوريا القوي الذي سيهرول نحوه الشعب السوري وكأن سوريا ينقصها مزيدا من مزابل الدهر ومصائب الطائفية .

لقد أكد عبد الحليم خدام في حديثه أنه خلال ستة أشهر سيكون في سوريا... وبدوري أقول له: أنا واياه في تحدي إذا كان سيجرؤ على الاقدام على هذه الخطوة، لأنه يدرك تماما أن الشعب السوري سيكون بانتظاره بالأحذية، وإذا كان يعول على طائفته السنية فنقول له إن الطائفة السنية براءة منك ومن أمثالك السنة الى يوم الدين، وإذا كانت حرية الشعب السوري ستأتي على يد خدام فلا نريد هذه الحرية المشبوهة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

قبل يومين تعالت أصوات لجان حقوق الانسان في سوريا، وطرحوا من جديد وبشكل جدي قضية النفايات النووية والمتهم الاول فيها عبد الحليم خدام، واليوم يطالبون بلجنة دولية هيئة الامم المتحدة للتحقيق في هذه القضية التي يؤكدها الشعب السوري وينفيها الخدام، وإذا ما أدين عبد الحليم بجريمة دفن النفايات النووية في البادية السورية، ولا شك ان النظام يحتفظ بملفات تثبت تورطه والا كيف استيقظت هذه القضية من ثباتها وتم احياؤها على خشبة مسرح الشعب السوري بعد انشقاقه؟ وكيف ستتعامل المعارضة السوري والبيانوني مع هذا الوضع الجديد .. ؟

من واقع تجربتي الشخصية في العمل مع صفوف المعارضة تبين لي بالأدلة والشواهد أن المعارضة أكثر ديكتاتورية من هذا النظام البائس ، وزعماء المعارضة كما يسمون أنفسهم لا يفقهون حتى بأبجديات الديمقراطية، وكل من يعارضهم في الراي يصفونه بالعمالة للنظام، وبأنه عميل مدسوس، وسياسة إلغاء الآخر هي المسيطرة والسائدة لدى معظم الأطراف المعارضة للنظام والمتناحرة أصلا فيما بينها، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتناحر المعارضون؟ والجواب بسيط جدا فهم يتناحرون على المناصب والكراسي والمواقع والمراكز، أما مسألة الديمقراطية وقضايا الشعب السوري فهي آخر اهتماماتهم وهي مجرد شعارات براقة تماما كشعارات النظام البعثي .


صحافية وكاتبة سورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تعلق على مساعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق


.. من بينهم طبيب ومعلم وطالب.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران إسرائيلي




.. مستقبل السياحة في جزر المالديف لن يعتمد على سحر شواطئها فحسب


.. مقتل 7 فلسطينيين وإصابة 9 باقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين




.. بين سليماني ورئيسي .. ما هو سرّ الخاتم؟