الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل غادة

سارة يوسف

2017 / 11 / 5
الادب والفن


رحيل غادة
سارة يوسف

كان تائها لا يعرف أين يتجه عندما سمع صوت امرأة تنادي عادل .. التفت ليتبع ذلك الصوت الشبيه بصوت من أحب قديمآ .. ليست هي .. صوت المراة ارجعه الى ذلك الماضي .. سمراء رائعة الجمال شعر جميل مسترسل كالشلال عينان واسعتان وفم ممتلئ.. وكآنها أميرة هندية . .غادة هي الفتاة التي أحب ...
سافر هو الى جامعة الموصل ليدرس الطب ، عادفي اجازة الصيف وجدها قد تزوجت..... اجبرت على الارتباط من الرجل الغني الذي احبه ابوها وإخوانها .. البضاعة الجميلة القيمة لا تنتظر خمس سنوات أو اكثر .. العريس موجود وجاهز للشراء باي ثمن .. .. سرح بفكره في تلك السنوات الثلاث التي بقيت عالقة في ذهنه العمر كله . .. كنّا نخرج ونمرح معآ جل وقتنا يضيع ونحن نبحث عن مكانآ يحتوينا.. نفكر في المستقبل ... لا يوجد في العراق مكان للعشاق .. صنع الغرب العالم الافتراضي الْيَوْمَ ليلجآ اليه الصبايا والشباب في بلدنا خلسة.. لم تكن تلك الفرصة موجدة لي ولها ..
صوت المرأة توقف عن المناداة لعادل رغم انه كان ضائعا في صخب الحفلة .. بقيت المرأة تنظر الى الوافد الذي التقت عيناها به .. وكأن شيئآ ما حدث لها .. تسللت الى احد الزوايا جلست بهدوء تنظر في القاعة الى مكان واحد أمامها ..
بقي عادل ضائعا في تلك القاعة المزينة بمناسبة عرس ابن شقيق حبيبته ... حفلات الزفاف عالم مملوء بالضجيج ... اصحاب العريس يغنون ويطلقون الاهازيج . العروس صامتة تتوشح بالون الأبيض من رأسها الى قدميها .. الحفلة مختلطة جزء من الماضي العراقي الذي عرفه ... جميع النساء ملتزمات بزي ديني صارم الثياب الطويلة الألوان الغامقة الحجاب .. بعضهن اكثر تطرفآ يرتدين العبآءة ... كل شئ مختلف عنه ..
مشكلته انه لا يعرف احد .. .. التقى صدفة مع شقيق حبيبته الذي كان صديقه وجاره سابقآ عند شارع المتنبي قبل أربعة ايّام . هناك تلقى الدعوة لحضور حفل الزفاف .. في ذلك المكان المليئ بالشواهد الحضارية والثقافية .. المتنبي يجمع ولا يفرق ماضيا وحاضرآ ومستقبلا ..
لم يجد ضالته في تلك القاعة بعد ... عيونه تندفع يسارآ ويمينآ بحثآ عن ذلك الوجه الأسمر الذي سحره ... الغائب الحاضر معه لثلاثين سنة .. لم يسعفه الحظ.. قرر ان يجلس بالقرب من تلك المرأة التي تملك نفس النبرة لصوت حبيبته .. انتعش قلبه وهوى لمجرد سماع كلمة عادل نفس الرتم كانت تنادي لغيره رغم انه يحمل نفس الاسم ... اصطحب مقعده متجهآ للزاوية القريبة منها التي بدا عليها انها تجاوزت الستين من العمر ترتدي حجاب ومن فوقه العباءة التي تغطي جسدها بعض من ملامح الوجه ظاهرة ... سيدتي هل وجدتي عادلك .. اقدم نفسي أنا ايضآ اسمي عادل .. هزت رأسها لا لم اجده ضاع مني ..
استطرد اريد ان أسالك عن امرأة مهم جدآ ان التقي بها .. اسمها غادة وهي شقيقة اب العريس احمل لها امانة من لندن . كيف أصل لها ؟ هل تستطيعين المساعدة ؟ ... أجابت غادة .. غادة ... هل تعرفها ؟ اقصد هل التقيت بها من قبل ؟ نعم التقيتها قبل ثلاثين عامآ ....عندي حكايا معها تساوي العمر كله .. هي جميلة جدآ رشيقة أنيقة .. كأنها أميرة...كانت اكثر الناس حضورآ وتالقآ .. قل لي ماسمك ثانية ؟ اسمي عادل .. عادل محمود كنّا نعيش بقرب بيتها نحن جيرانهم قديمآ ... إجابته بشكل سريع وبلهجة حادة أستاذ عادل غادة التي تسآل عنها لن تحضر الحفلة هي في بلد اخر .. هاجرت منذ سنوات ... ماذا خسارة كان من الجميل ان اعطيها الأمانة..... سيد عادل علي ان ارحل الان لدي شئ مهم وداعآ وفِي أمان الله .. تركته وذهبت الى مكان اخر في القاعة .
غادر عادل القاعة وهو حزين صوت المرأة السمينة أوقد مشاعر الشوق كلها في داخله .... الاغاني و الاهازيج الضحكات من اصحاب العريس واهله تعلو مجددآ . رغم انه قطع الى الشارع المقابل
ذهبت المرأة الى اقرب مرآة رأت انسانة اخرى لا تعرفها .. تذكرت كان قد سأل عن الجميلة غادته ..نعم هاجرت .... تمتمت لم تتغير كثيرآ ياعادل زادك العمر والشيب وقارآ ... رفعت حجابها الى الذقن لفت العبآءة على الجسم الممتلئ جدآ ... قلبها مازال يدق كما كان قبل ثلاثين سنة... وبصوت مرتفع بعض الشئ قالت عادل .. عادل ماذا أين انت ؟ كنت مع صديق لي خارج القاعة ماما ....هل تحتاجين شيئا ؟؟ ليس بعد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب