الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة - شرخ في منتصف القمر

عبد شاكر

2006 / 2 / 22
الادب والفن


لم يكن في حسبانها انه , يميل اليها , عثرات في مسالك القلب قد توأد ما في داخلها من لهفة للبوح .. خلسة كانت تتملى , وداعته , التي تفيض رقه , عكس ما توحي به المرآة .. مغبرة
تقادم عليها الوهن , أنطفأ بريقها , تخدعها أحيانا بمكر وخبث , للاستئثار به .. ولم تنفــــــع
معها كل المحاولات اليائسه , كي تعيد اليها ألقها , وتواسي لهفتها ..
مستلقية فوق سقالة وضعت في جوف عربة , تمتلأ بأجهزة متقدمة , تستخدم للكشف عــــن
صلاحية القوم في مواجهة تلك الاعمده العملاقة التي تساعد على أرتفاع المأوى .. رغــــم
العراء الذي يعشعش في صندوقها ..
تلفعت بسوادها , دلفت الى ملاذها المبطن بالطين , مغطى بالواح من الصفيح , شجــــــرة
معمرة تنتصب باحة الحرية ,المتاح لها من التجوال وسط الريح ,لايتعدى شهيق متحشرج
تصارعه الى أن يبزغ القمر ..
توسلتها عند أنتصاف البدر , أن تصدقها الرؤيا , لملمت أدوات لامعه . قطع من القمـــاش
وبتمهل أشبه بالتيه , بدأت تلمعها , من المنتصف , بكل الاتجاهات , حتى أضحت البــــدر توهجا ..
وبتعال يضفي عليها الحكمة والوقار , همست في روحها , انه يتمطى في رئتيك , يوشـــك
على النفاذ صوب القلب , لكن .... لم تكمل حديثها , ترنحت وسقطت متناثرة الى أجــزاء
متوزعة جسدها المترقب , غياب القمر .. ومن خلل شعاع بقاياه , نهضت متهالكة ..

كان يجول في خياله سقالـة , مسجى فوقها جسد نحيل .. وهـو يحوم حـول بيوتـات مبعثرة
في مستنقعات أدمن البعوض معاشرتها وسط نقيق ضفادع متواصلة الصراخ . وصبيـــــة
حفاة يتقافزون حوله مبهورين بغرابة هندامه , تجرأوا في لمسه لاحساسهم انه لاينتمي الى
عالمهم ..
لم تحبط من عزمه على التجوال , تلك المضايقات , بل أخذ يتوقف عند بعض العحائز التي
أفترشن الابواب , يشرحن بطون أسماك صغيره برتابه ومهارة , وهـن يتفحصنه بتوجـس
ورأ فـــة ..
وبتلعثم وتردد , تجرأ وسأل احدى العجائز , التي بدت من نظراتها أنها تود مساعدته:
ــــ رجاء خالتي هل شاهدت يوم أمس سيارة أسعاف تدخل هذا الحي ؟
نهضت اليه , وتقدمت منه بضع خطوات , وبدون أن تتفـوه بأيـة كلمــة , أشارت اليـــــــه
الى بيـت ليس ببعيد عـن مكان وقوفـه , وعادت أدراجـها الى أحشاء الاسماك الصغيـــــره
تتفصحها وهي تهز رأسها بأسف واضح !!!
أحس بأطمئنان داخلي وهو ينظر الى المكان الذي أشارت اليه العجوز , حيث السكـــــــون
والهدوء , ليس هناك ما يدعو الى القلق ..

نافذة بقضبان من قصب , تتصالب فوق حشائش مكتضـه بنداوة صبـح تآلـف مع ضبابيـــة
الرؤى , دموع متضاربة تسلقت محجريها .. جلست تنظر الى شعاع يقترب اليها , جعلهـا
تفيق من غفوتها ويأسها , ومع تسلق الصبح النهار , تتسع خيوط الشمس , لتزيد الشعـــاع
بريقا .. أقترب منها وناولها مرآ ة جديدة وكيس فيه حذاء جديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟