الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الاوسط والحرب مرة اخرى

عباس الشطري

2017 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



في منطقة قلقة وحيوية تزود العالم بنصف حاجته من مصادر الطاقة تتسابق للحصول على مواطيء قدم فيها دول كبرى سواء عبر الوجود او الاحتلال المباشر او عبر وكلاء ولايملك حكامها وسكانها حق التصرف الهاديء بثرواتها نحو تنمية بلدانهم دون املاءات او مضايقات وبوجود كيان سمج مزعج يخدم مصالح الغرب ومصالحه في الهيمنة دون مصالح المنطقة وبعد تجارب الحروب السابقة يمكن دائما توقع حروب اخرى طالما لم يتفق الكبار ووكلائهم على حل جذري لمشاكل المنطقة يضمن تدفق النفط الى العالم بهدوء وسلاسة مع منفعة واستفادة الدول المنتجة له في تنمية قدراتها الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي يحول هذه الدول وشعوبها الى نموذج للتعايش الديمقراطي او على الاقل نماذج للحكم الرشيد
بعد هزيمة داعش المدوية في سوريا والعراق لابد من عدو اخر لابد من حرب جديدة هكذا هي سياسات الدول العظمى فكيف سيصرف السلاح الذي اعدت صفقاته قبل شهرين وكيف تصرف الاموال المتحصلة من ثروات الشعوب.
تصاعد الاحداث الاخيرة في السعودية ولبنان واليمن لايعدو الا تمرين تعبوي وتهيئة لحرب قادمة لامحالة حرب قد تحدث الان او يوم غد او بعد اسبوع او اسبوعين فهي لاتحتمل التاجيل حرب تحدث عنها العديد من الساسة في الغرب والشرق الاوسط ايضا ميزة هذه الحرب انها لن تكون محدودة هذه المرة بل ستغير وجه المنطقة تماما ولهذا السبب حاول زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله تهدئة مخاوف اللبنانيين على عكس خطاباته السابقة المليئة بالتصعيد فقد ادرك فعلا حجم وخطورة مايمكن ان يحدث فيها فعلى عكس ماقاله قبل اسابيع من ان على اليهود التفكير بالخروج من اسرائيل والعودة الى بلدانهم في حال شنت اسرائيل حربا على لبنان وبخطاب حماسي يعكس القدرات العسكرية المتنامية للحزب ورفع من حماسنا نحن العرب الباحثين عن نصر على اسرائيل يوقف غطرستها جاء الصاروخ الحوثي على مطار الرياض ليسارع بوتيرة حرب معد لها سلفا , السيناريو المتوقع قد يزيد الاخطار اكثر فالسعودية التي تقصف اليمن وتحاصره ستدخل اللعبة في شن الهجوم على لبنان قبل اسرائيل وضد حزب الله وقد يكون الهجوم عبر اتفاق اسرائيلي سعودي اشبه باتفاق اميركا مع اسرائيل اثناء ضرب صدام لاسرائيل بصواريخ سكود والذي منع الدولة العبرية من الرد المباشر على الصواريخ العراقية حتى لاتعطى الفرصة لصدام لتغيير مسار حرب تحرير الكويت الى حرب تخلط فيها الامور الى درجة خلق مشاكل للتحالف الدولي لو دخلت اسرائيل على الخط وضربت العراق ايضا .
اتوقع واتمنى ان اكون مخطا ان تقوم السعودية وحلفاؤها بحرب خاطفة على مسارين اولهما قصف قدرات حزب الله عبر طيران يمر عبر الاردن واسرائيل وبضربات مكثفة لتحييد قدرات حزب الله الصاروخية لانها لاتستطيع الوصول الى اكثر من صحراء النقب اي لاتصل السعودية ابدا ولفترة قد تزيد على اسبوعين ودون تدخل اسرائيلي مباشر وبالتالي تقدم السعودية خدمة كبيرة لاسرائيل بقصقصة اجنحة حزب الله الصاروخية ودون اعطاء اي مبرر لحزب الله على شن حرب على اسرائيل واذا مافعل ذلك كرد على الهجوم السعودي فان اسرائيل ستبدو حمل وديع امام حروب العرب فيما بينهم ؟؟ اي ابقاء اسرائيل على الحياد في المرحلة الاولي ثم تكمل السعودية نشاطها الحربي بغزو صنعاء او قطر لقص الاجنحة الايرانية في المنطقة وتبديل انظمتها وهو مايصب في خدمة الدول الاربع مصر والبحرين والامارات فضلا عن السعودية وتتوقف عند هذا الحد ,حينها يبدا السيناريو الاخر بهجوم اسرائيلي على جنوب لبنان الحاضنة الرئيسية لحزب الله وحتى بيروت ايضا بعد انهاك قدرات الجيش البناني وحزب الله الذي حيدت قدراته تماما حينها واعتقد ان هذه الامور على الاقل مايخص لبنان قد انتبه لها سيد حسن مما دعاه الى عدم التصعيد مدركا لخطورة السيناريو القادم الذي مانفذ وهو متوقع تماما سيدفع الدول العربية الى مساندة السعودية ضد حزب الله طيلة ضرب طيرانها لبنان ولن يكون بقدرة الدول العربية تغيير موقفها بسرعة اذا مانفذت الصفحة الثانية من قبل اسرائيل. اما ايران البراغماتية فلن يكون موقفها اكثر من موقف الروس اثناء مهاجمة حلف الناتو لصربيا في بداية التسعينات اذ لايمكنها الدخول في هذه الحرب بصورة مباشرة لانها ستوفر الذريعة للاميركان لما صبرو عليه كثيرا وينتظرون فرصته ؟؟.
كما ان الروس وغيرهم غير مستعدين الى الوقوف الى جانب ايران اذا ما اشتركت لانه سيجر اميركا ايضا وهو مالاتريده الدولتين العظميين وزيارة الملك سلمان الى موسكو واغراءه الروس بصفقات ضخمة قد لاتكون بعيده عن هذا السيناريو وكذلك تحسين علاقة السعودية مع العراق ايضا .
كنت اعتقد سابقا ان اي حرب كبرى ستنتج دولتين جديدتين في الشرق الاوسط هما الدولة الكوردية ودولة فلسطين كجزء من تسويات كبرى لتهدئة المنطقة وضمان مصالح الدول الكبرى في تدفق مصادر الطاقة وبقاء الاسواق مفتوحة لكن الان اعتقد ان هذين الامرين سيعودان القهقرى في اجندة الدول العظمى بعد النزق الخاطيء للبرازاني في اجراءه استفتاء في غير وقته وتركيز محمود عباس على موافقة اسرائيل على الحلول الامنية الحالية دون طرح استراتيجية للتمسك بالحق الفلسطيني الذي بداء يتاكل , ان وصول ترامب الى السلطة وبعقلية المقاول المهووس بالربح وعقده صفقات مع دول الخليج لشراء اسلحة سيؤدي الى تصريف اسلحتها في حرب متوقعة للعودة الى صفقات اخرى بعد نفاذ السلاح وهلم جرا اعتقد جازما ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يضيع مثل هذه الفرصة الثمينة لظهوره بمظهر الملك القوي القادم للسعودية وقد بدا بالفعل بالتهيئة لذلك داخل حدود مملكته ولم يعد بحاجة سوى الى نصر او هجوم خارجي يبرز زعامته بعد تلكؤ حربه في اليمن ,فاذا كان شن الهجوم على ايران سنة 1980 من قبل صدام حسين اظهرصدام للعالم كزعيم قوي قادم فالتاريخ يعرفه ابن سلمان جيدا وانه لابد من حرب اكبر تظهره كزعيم عربي قوي قادم لامحالة .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة