الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دان براون: صانع الألغاز الأدبية! في أوّل قراءة عربيّة لروايته الجديدة: -أصل- (Origin)

جلال نعيم

2017 / 11 / 7
الادب والفن


(1)

يبدو أن الكُتّاب ينتمون الى سلالة واحدة؛ فبعد سبعين عاماً من موت "الجبلاوي" على يد "عرفه" الذي كشف أسراره؛ "عرفه" الذي لن يحتاج اسمه لأكثر من حرف واحد ليصبح "معرفة"، المعرفة التي نفت الحاجة الى "الجبلاوي" في رواية موت الإله أو "أولاد حارتنا" كما أطلق عليها نجيب محفوظ، والتي نُشرت، أول مرّة، في سلسلة على صفحات الأهرام سنة 1959. كانت هي الفكرة ذاتها التي دفعت الروائي الأميركي، المثير للجدل هو الآخر، "دان براون"، صاحب "شيفرة دافنشي" ليضمّ صوته الى صوت محفوظ، ويدخل في غابة أسئلته وأسئلة الوجود الشائكة، في روايته التي نزلت الى الأسواق في الثالث من أكتوبر الجاري، وقد حملت عنوان مكوّناً من كلمة عارية ويتيمة: "أصل" (Origin)، بلا أداة تعريف أو تنكير (“the”´-or-“an”)- وعكس ما هو شائع بالإنجليزيّة، ذلك العنوان الذي سيحيلنا- مباشرة طبعاً- إلى عنوان آخر، قلب الدنيا ولم يقعدها- منذ أكثر من قرن ونص القرن- ألا وهو "أصل الأنواع" (Origin of Species) 1859 لتشارلز داروين.

(2)

"من أين جئنا وإلى أين نمضي؟" ما هو "أصل وجودنا كبشر وكيف سيكون مستقبلنا؟" و "هل سيقضي تطور العلوم والتكنولوجيا على الأديان؟" أو كما يلقيه براون في أحد فصوله، وقد كان عنوان محاضرة سابقة ألقاها في دبي قبل عامين: "هل سيقتل العلم الله أو الرب؟"
هذا أضافة الى أسئلة لا تخلو من حسّ كوميدي: هل من الأهون العيش بلا "علوم وتكنولوجيا" أم بلا "أديان"؟
هذه هي أسئلة الفلسفيّة التي يبذرها براون في روايته الجديدة منذ صفحاتها الأولى. وتشكل بمجملها حجر الأساس ل "حبكة الرواية الفكريّة" التي سيغنيها بحثاً وكشفاً وتطويراً في معظم فصول الرواية. هذه الحبكة التي لا تقلّ تشويقاً عن "حبكتها البوليسيّة" ومَن القاتل ولماذا؟ الحبكة التي تحوّل الرواية إلى رحلة اكتشاف أكثر دسامة، وليس مجرّد رواية بوليسيّة ينتهي مفعولها بمجرّد معرفة أو كشف المجرم الحقيقي فيها؛ ولعلّ ذلك ما دعا قارئة وصفت روايات دان براون بأنها تجعلك "تأكل خضاراً مسلوقاً ولكن بطعم الآيس كريم!"
يفتتح براون روايته بلقاء بين "أدموند كريش"، عالم المستقبليّات الملياردير الشهير، مطوّر تكنولوجيا العقل أو الذكاء الصناعي والكومبيوترات، المعروف بمخترعاته والأكثر بإلحاده، إذ أنشغل لأعوام في بحثه عن عالم بلا أديان. أما رفقاؤه الثلاثة في ذلك الاجتماع فكانوا: الشيخ سعيد الفضل، عالم الدين الإسلامي القادم من الشارقة، والراباي اليهودي ايهودا كوفش القادم من هنغاريا، والأسقف فالدسبينو الكاثوليكي المحافظ والمُقرّب من العائلة المالكة الإسبانية.
الغاية من اللقاء هي أن يستطلع آراءهم باكتشافاته التي "ستهزّ هيبة الإيمان الديني حال إعلانها" وبغية أن يبلغهم ويستشف منهم إذا ما كان لديهم ردّ ناجع على ما سيطرحه عليهم من اكتشافات شرط أن يحافظوا على سرّية ما سيعرضه لهم الى أن يُعلنه على الملأ بعد شهر من ذلك التاريخ.
من هنا، من هذا التحدّي بين متضادّين، تنطلق "مصائب" الرواية الواحدة بعد الأخرى!

(3)

يتواصل ممثلو الأديان الرئيسيّة الثلاثة فيما بينهم عبر الهاتف وعبر القارّات لكي يهيئوا ردّا على ما سيعلنه "أدموند كيرش" حال إعلانه ولكن ما هي الّا أيام حتى يُعثر على العالم الإسلامي سعيد الفضل ميتاً في الصحراء قرب دبي، كذلك تجري تصفية الراباي ايهودا كرفش في بودابست قرب نهر الدانوب. فلا يبقى من رجال الدين الذين كشف لهم كيرش اكتشافه أحد غير الأسقف الكاثوليكي المحافظ والمتنفّذ فالدسبينو، والذي سيصبح مغناطيساً للشبهات عبر فصول الرواية التي شغلت 106 فصول تفاوتت في طولها، فمن فصل لم يشغل أكثر من سطور معدودة، الى فصول تجاوزت العشرين صفحة، جرياً على أسلوب دان براون والإيقاع الروائي الذي اختطه لنفسه وأجاده في أكثر من رواية، ووصل الى ذروة نضجه في "شيفرة دافنشي" التي بيع منها أكثر من 80 مليون نسخة لحدّ الآن، والتي جعلت منه "الكتاب الأكثر مبيعاً بعد الرب وكتابه المقدّس" كما وصفه الكوميديان الأميركي ستيفن كولبير.


(4)

لا يلتزم أدموند كيرش بوعده لرجال الدين بالحفاظ على سرّية ما توصل اليه، ويفاجئ من تبقى منهم، فيعلن عن إقامة مؤتمر سرعان ما يجري ترتيبه في احدى قاعات "متحف بيلباو غوغنهايم" في برشلونة قبل نهاية الشهر الذي وعدهم به.
يبدو المؤتمر، كما يصفه براون، أقرب الى عروض "ستيف جوب" الشهيرة وهو يقدم منتجات شركة "آبل" الجديدة: شاشات وحضور ما يزيد عن الثلاثمائة شخص من المدعوين جلّهم من العلماء والمختصين، إضافة الى بثّ حيّ عبر الإنترنت نال أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مشاهد يتابعون الحدث الذي وصف بأنه "سيهزّ قناعات المجتمع البشري السابقة" وربما سيغيّرها الى الأبد والى غير رجعة. وفي لبّة المؤتمر، وحالما، وبعد دقائق من بدء أدموند كيرش بعرض أفكاره، وأمام الحاضرين يجري اغتياله قبل أن يعلن ما توصل اليه، يتهاوى الرجل سريعاً مضرّجاً بدمائه وسط دهشة ذعر الحاضرين ودهشة المتابعين للحدث "لايف" عبر الشاشات.
ومن هنا تنطلق "حبكة الرواية البوليسيّة" التي لن يقوى أحد على حلّها غير بطل دان براون الأثير: "روبرت لانغدون" والذي رافقه في رواياته الأربع السابقة!

(5)

وفي الحقيقة، ان "روبرت لانغدون" كان حاضراً أيضاً في "متحف بيلباو غوغنهايم" برشلونة منذ وقت مبكر؛ فقد كان الضحية أحد تلامذته في جامعة هارفرد، وتجمعهما صلات ولقاءات عديدة، وقبل دقائق من مقتله طلب القتيل من روبرت لانغدون بأن يقدّم نبذة تاريخية عن الصراع ما بين الدين والعلم، وهو ما ورّط لانغدون وجعله لا يُعدّ من ضمن الحاضرين في المؤتمر فقط وإنما من المساهمين فيه، وهذا ما وضعه في قائمة المستهدفين أيضاً، حاله في ذلك حال مديرة المتحف الجميلة، آبرا فيدال خطيبة ولي العهد الإسباني الأمير جوليان، وهو ما سيوجه أصابع الشك الى العائلة الملكية الاسبانية ذاتها، ويقود الى تأمل التحولات التي جرت في اسبانيا بعد موت فرانكو وتحول نظام البلاد من الكاثوليكية الى العلمانية.
يسارع لانغدون لانتزاع هاتف القتيل، يفتحه ببصمته ويفرّ بصحبة مديرة المتحف هارباً وقد حصل على منجم أسرار اكتشافات أدموند كيرش التي دفنها في هاتفه، والتي سيحتاج لانغدون إلى اكتشاف الرقم السرّي المكون من 47 حرفاً لكي يتوصل الى ما اكتشفه.
يلوذ لانغدون مع آبرا فيدال بالفرار من المتحف، يرافقهما "ونستون" هذه المرّة، وهو ليس شخصاً حقيقيّاً له كيانه البشري الفيزيائي، وإنما عقل ذو ذكاء صناعي مربوط بكومبيوتر في مكان ما ويجري الاتصال به عبر "هيدفون" صنع خصيصاً لذلك. (أي انه حاله في ذلك حال "سيري" بالآي فون، "كورتانا" عند مايكروسوفت و"وونستون" في IBM الذي فاز قبل عامين في النسخة الأميركية من برنامج شبيه ب "مَن سيربح المليون"!) وقد أخترع كيرش ونستون وجعله مساعده الشخصي المطلع على كل أسراره، طريقة تفكيره، ووجهات نظره، وهو في ذلك أقرب الى العلاقة التي ربطت ما بين دان براون ذاته، وبطله روبرت لانغدون الذي تجاوز حضوره في روايات دان براون أكثر من حضور خالقه!
ولأهمية شخصيّة لانغدون في عالم دان براون، فانه يستحق منا وقفة خاصّة!

(6)

ولعلّ السرّ في نجاح شخصيّة لانغدون قد أتي من مصادر استلهامه. فقد كان براون، ابن أستاذ الرياضيّات ومطوّر مناهج دراسته وواضع عدّة كتب فيه، قد شغف بأعمال أحد أصدقاء والده: "جون لانغدون"؛ وهو أستاذ التصميم الطباعي في جامعة دريكسل الذي عُرف بتفننه بخلقه أشكالاً طباعيّة جديدة عُرفت بالأمبغرام (Ambigram) وهي كما لو تكتب كلمة، أو ترسم شكل فني أو رمز ويمكنك رؤيته من جميع الجوانب، دون أن يفقد معناه الأصلي أو يولد معنى او دلالة أخرى إذا ما قلبت الصفحة أو غيّرت زاوية النظر اليها أو نظرت إليه من عدّة اتجاهات.
ونتيجة شغف براون بأعمال لانغدون الأصلي (جون لانغدون وليس روبرت) فانه طلب منه أن يصمم له ألبومه الغنائي الثاني. فقد كان دان براون مطرباً، مؤلفاً غنائيّاً وملحناً. أصدر ألبومه الأول "وجهات نظر" عام 1992، ولم يبع منه غير بضعة مئات من النسخ، الا ان حلمه بأن يصبح مطرب بوب ناجح استمر، فانتقل للعيش في لوس أنجلس ودرس الموسيقى فيها ليصبح قريباً من هوليوود. وما أنجز أغاني ألبومه الجديد، سنة 1994، حتى لجأ الى صديق والده جون لانغدون ليصمم له غلاف ألبومه الذي اختار له عنوان: "شياطين وملائكة" والذي سيكون عنوان رواية لاحقة له بعد أن تحول حلم مطرب البوب أن يصبح روائيّاً.

أما "روح" روبرت لانغدون، فقد "قبض" عليها براون- كما اعترف لصحيفة النيويورك تايمز قبل خمسة أشهر- فقد استوحاها من شخصيّة المُتبحر بالميثولوجيات، أستاذ الأديان الشهير جوزيف كامبل. هذا الكشف الذي فسّر لي غرامي بشخصيّة لانغدون؛ إذ طالما كنت شغوفاً بمؤلفات كامبل، اللقاءات معه وحواراته، قدرته على الربط بين الأديان والأحلام والأساطير. كامبل الذي حرّر العشرات من كتب يونغ، والذي بات يعتبر من أهم المفكرين الذين غيروا في معتقدات المجتمع الغربي وتجربته الروحية الى جانب مفكرين لا يتجاوزون عدد الأصابع. فقد درس كامبل أديان وميثولوجيات وأساطير الشرق والغرب بطريقة نافذة وعثر على الوحدات التي تتلاقى فيها. ويُعتبر مؤسس علم الأديان المقارن أيضاً. أما كتابه "البطل بألف وجه"، الذي ما زال حيّاً ويصدر بطبعات جديدة منذ نشره في عام 1949، فقد حدّد فيه ملامح البطل، أي بطل، والمراحل التي يمرّ بها منذ أوديب سوفوكليس وحتى نيو في فيلم "الماتركس". وقد لجأ اليه جورج لوكاس واستعان به شخصيّاً ليصبح مستشاراً له أثناء التحضير لفيلم "حرب الكواكب" بجزئه الأول، وهو ما أحدث قفزة في الفيلم ما زال يشهد لوكاس بالفضل فيها له!
ولأن هوليوود لا تقرأ، فقد تأخرت كثيراً قبل أن تعثر على جوزف كامبل، وكان من كريستوفر فوغلر من أوائل من عثروا عليه في أوائل الثمانينات، فبعد أن ضاق برداءة ما يُكتب من مشاريع الأفلام التي تعرض عليه، حرّر فوغلر مذكرة من مكونة من 7 صفحات وعممها على العاملين في ومع ستديوهات دزني، اختزل فيها بشكل مُبسط مراحل تطوّر شخصيّة البطل كما اشتقها وتوصل اليها كامبل في كتبه وأبحاثه. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مذكرة فوغلر اسطورية، إذ غيّرت طريقة تعاطي الكتاب والمخرجين مع شخصية البطل في السينما، ثم سرعان ما سرى تأثيرها في الفنون الأخرى.
ولم يكتفي فوغلر بذلك وانما استقال من عمله عام 1990، ليتفرّغ لتدريس مراحل تشكّل البطل، كما وضعها كامبل، في ورشات عمل طاف بها الولايات المتحدة الأميركيّة من أقصاها الى أقصاها، مُعلّماً ومُبشراً بتعاليم جوزف كامبل الى أن ابتعدت عن جذورها وصارت "خلطة هوليوودية" جاهزة وسطحية أحياناً، يصعب تجرّعها خاصّة لمن تمعّن بمدلولاتها وجذورها من صائدها الأصلي!
ومن المفارقات ان يكون كريستوفر فوغلر ذاته، هو المُنتج السينمائي الذي اختار الممثل الشاب توم هانكس ليؤدي دور البطولة في فيلم كوميدي كان من انتاجه، لينتهي الأمر بأن يؤدي هانكس دور لانغدون في كلّ الأفلام المأخوذة عن روايات دان براون والتي أنتجت لحدّ الآن! وعندما سُئل فوغلر عن سبب اختياره لتوم هانكس لتأدية ذلك الدور رغم انه ليس ممثلاً كوميدياً أجاب: "رأيت في توم هانكس الشخص الذي لا يهون عليك أن تراه ميّتاً، وهذا ما كنت أحتاجه من الممثل الذي يؤدي ذلك الدور"!
وهكذا تشابكت الأدوار ما بين هانكس وكامبل وروبرت لانغدون!


(7)

وهكذا أيضاً تجاورت في الرواية الحبكتان: "الحبكة بوليسيّة" عن قاتل وقتيل ودوافع ووسائل وأدلّة ومتآمرين، يدخل فيها القصر الملكي الإسباني طرفاً، والملك خوان كارلوس ووليّ العهد المُتخيّل -الذي أعطي اسم الأمير جوليان هنا- من جهة، و"الحبكة الفكريّة" أو الفلسفية، العلميّة، والتكنولوجيّة والتي يتسنّى للقارئ بحثها مع واحد من أندر الشخصيّات الروائيّة إمتاعاً وقدرة على توصيل المعلومة بثراء أخّاذ فلدان براون القدرة على أن يعيدنا الى مقاعد الدراسة ونصبح طلّاب مهذّبين نتطلع فاغري الأفواه على معلّمنا صانع الألغاز الأدبيّة ذي القدرة التي تجعل من تحليلاته علماً نتطلع للاستزادة منه.
وذلك أيضاً ما حوّل "الخضار المسلوق الى آيس كريم" حقيقي، فمن الجانب المعرفي والمعلوماتي والتحليلي كما جاء في معظم رواياته، فمن معمار فرانك غيري الى الحرب الأهلية الإسبانية وقبر فرانكو، ومن نيتشه و"موت الإله" الى وليم بليك واستبصاراته، ومن الكاتدرائيات الفخمة الى الطائرات الخاصة والمدن بأماكنها الخفيّة وأسرارها، تاريخها ودهاليزها.
موسوعة هائلة ومرتّبة جعلت الحبكتان تتنافسان أحياناً، تتقاطعان ويكمل إحداهما الأخرى قبل أن تلتئم دائرتيهما معاً وقد خلّفتا بحثاً رصيناً يزداد ثراء بطرحه للحقائق من دون انحياز أخرق، من دون ظلم طرف أو التجني عليه؛ وكأنه يعطي ما للعلم للعلم، وما للدين للدين، دون مراءاة أو مُداهنة، لينكشف كل طرف إزاء الآخر ومقارنة به، وما على القارئ، الذي وضعت أمامه معظم الخيارات، إلا ان ينتقي، يحلّل ويختار!

(8)

وفي النهاية يتكشّف لنا، بأن ليس هنالك من نظرية بإمكانها أن تنسف الأديان، ولكنها يمكن أن تضيف ديناً آخر! وهو في ذلك خالف إرادة "عرفه" "أولاد حارتنا" الذي تسبب بموت الجبلاوي، بينما جبلاوي دان براون في "أصل" لا يموت، ولكن بالإمكان النظر إليه من زوايا أخرى.. وهو ما سنتركه لقارئ الرواية لمعرفته، ولا نريد هنا أن نفسد عليه لذّة اكتشافه!

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور