الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تامارا .. 18 .. ( رسّامة ) و ( قاصّة ) ..

هيام محمود

2017 / 11 / 9
الادب والفن


ربّما وضّح قليلا مقالي "الصغير" السّابق في محور "العلمانية ونقد البداوة" "هوية" "علاء" و "تامارا" , لكنّهما في محور "الأدب والفن" أشمل بكثير وأغمض ؛ هناك لا أستطيع "الهروب" : 1+1=2 أمّا هنا فأستطيع ولا أحد يستطيع "سجني" , هنا 1+1= كلّ شيء ويبقى للقراء الخيار في إختيار النتيجة التي تروقهم , والقراء بذلك يُصبحون "شركاء" في "جريمة" "الهروب" من كلّ السجون دون أن يشعروا إذ أنهم بالنتائج التي يختارونها والتي قد تختلف عن نتائجي يُصبِحون هم "الكتاب" ! .. هم "المجرمون" "الهاربون" من كل السجون ! .. فليحذروا إذن إن "حاسَبَني" أحد , فهم أيضا معي سـ "يُحاسَبون" ! .. وإذا "سَجَنَنِي" أحد , فهم أيضا سـ "يُسجَنون" ! ..
__________________________________________________________________________

أنا وتامارا نغضبُ كثيرا ؛ عندما نغضبُ هي ترسم وأنا أقصّ , تامارا رسّامة وأنا إيلان قاصّة .. عندما تغضبُ تامارا لا تُكلّمني لكن ترسم لي رسوما غريبة لا أفهمها , وعندما أغضبُ أكلّمها وأقصّ عليها قصصا غريبة لا تفهمها .. هكذا كان في البدء .. أمّا الآن لم تعد رسومها غريبة لا أفهمها ولم تعد قصصي غريبة لا تفهمها .. وإذا غضبت إحدانا صارت الأخرى تستطيع التعبير عن غضبها بطريقتها .. منذ قليل غضبت تامارا فرسمت لي رسما سأصوّره بطريقتي .. فأنا قاصّة ولستُ رسّامة ...

_____

أنا : إيلان
ماما : مام
بابا : كريم
مريم وليلى و هُــــــــــــــمْ

***

أحبّكِ مام ! لا أحد يستحقّ حبّي غيركِ ! ..

سألتها يوما : مام هل أحببتِ بابا ؟ ..
ردّتْ : كان شديد الغباء لأُحبَّه , ومِن غبائه أنّه أَحبَّني ..
ضحكتُ : كم أنتِ شرّيرة مام وكم أحبّكِ ..
ضحكتْ : غبيّة كأبيكِ .

توفي أبي السنة الماضية , يوم وفاته إتصلتْ بي ماما لتُعلمني فــ :
قالتْ دون مقدمات : إيلان , تعرفين أنّه عانى كثيرا من السرطان وقد مات وارتاح و .. أراح ..
أجبتُ : بابا مات ؟!! ..
ردّتْ : نعم , إرتاح وأراح ..

عندما عدتُ إلى المنزل وجدتُ ماما خارجه و هُــــــــــــــمْ في الدّاخل , فبقيتُ مع ماما في الخارج ..

كنتُ أبكي , "إرتميتُ" في حضنها فاحتضنتني كما فعلتْ دائما لكن هذه المرّة كانت مختلفة ..
قالت : إيلان , أنتِ منّي وأنا منكِ , كريم مات , بضع أيام وننتهي من هذا السيرك ونخلص , انظري لي , لم أعطكِ هاتين العينين للبكاء , لا أحد يستحقّ دموعكِ ..

عينايَ زرقاوان ..
مثل عَيْنَيْ ماما ..
وعَيْنَا ماما أجملُ عينيْنِ في الكون ..
عَيْنَا ماما كلّ شيء بهما كان ..
عَيْنَا ماما أصل كل الأكوان ..
منذ قديم الزمان ..
عَيْنَا ماما المكان ..
هما الأمان ..
لكل إنسان ..
رفض الذلّ والحرمان ..

دون أن أشعر "أبعدتُ" وجهي من "قبضة" يديها : مام ما هذا الكلام ! بكيتُ عندما ماتتْ مريم فكيف لا أبكي لموت بابا ! ..

عندما ذكرتُ مريم تذكّرتُها فزادني ذلك بكاءً فعاودتُ "الإرتماء" في حضن ماما , إختلط عليّ بكاءُ بابا وبكاءُ مريم في البداية , لكن بعد لحظات غَلَبَ بكاءُ مريم بكاءَ بابا , كم أفتقدكِ وكم أحبّكِ مريم ! .. وأنا أبكي في تلك اللحظات في حضن ماما , تذكرتُ فرح ماما يوم وفاة مريم وكم أغاظني ذلك منها فعشتُ نفس الشعور وكأنّه الآن .. فـ "خرجتُ" من حضن ماما وسألتها :

مام لماذا كنتِ تكرهين مريم ؟!! ..

أجابت : إيلان , بسبب مريم تخلّيتُ عن ليلى وقد أدمى قلبي ذلك .. أنتِ تعرفين ذلك جيدا , ألا يكفي ذلك لأكرهها ! ..

فــــ ..

بُهــــــــــتُّ ..
واحــــــــــمرَّ وجهي ..
ثم ..
اصــــــــــــفرَّ ..

فــــ ..

استحيَيْتُ وسَكَتُّ , لأنّ مريم كلبتي فرضَتْ على ماما التخلّي عن قطّتها ليلى .. ومنذ موت مريم إتفقتُ أنا وماما على أنْ ...

لا نُــــدخل كـــلابا وقــــططا إلى منزلنا ..

_____

تامارا تُغنّي أيضا , لكنّها لا تُريد أن تُغنّي لي : لا تُغنّي إلّا عندما تكون سعيدة , هكذا قالت لي ! .. أخشى أن أكون السبب في عدم سعادتها وأخاف أن تهجرني ! .. يتلاشى خوفي عندما أتذكّر أنها لن تستطيع هجري لأن رسومها لا أحد غيري يفهمها وأيضا لأنّها تُــــــحبّني .. لكن خوفي الذي تلاشى يعود دائما لأنها إذا هجرتني لا أحد سيفهم قصصي وأيضا لأنّي أُحــــبُّها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?