الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيس سيس سيس ارهابي يا خسيس

عيسى محارب العجارمة

2017 / 11 / 10
كتابات ساخرة



خاص _ عيسى محارب العجارمة _ أذكر وبعد قرابة أسبوع من تفجيرات فنادق عمان الدامية عام 2009 كنت ذات يوم مضى في نزهتي الاسبوعية ، لوسط البلد بعمان أقف بباحة كافتيريا الهنيني بوسط البلد بعمان ،أتناول ساندويشة فلافل طازجة حارة بالمقالي الشهية ، واحتسي كوب عصير معها ، تمهيدا لجولة طويلة نسبيا للاستمتاع بجمال العاصمة الاردنية الجميلة ، حيث المدرج الروماني ومكتبة أمانة العاصمة وجبل القلعة .

والاسواق المزدحمة بالبضائع والباعة والمتسوقين والمارة من شتى الجنسيات والسياح الذين واللواتي يفوح جمالهن كالتفاح الشهي بحسبة وسوق خضار عمان قبالة سبيل الحوريات . وصولا لقضاء ساعة ايمانية بالمسجد الحسيني لصلاة الظهر وربما العصر جماعة والتحلق بحلقة مدرسة التجويد على يد مدرس كفيف وارتياد مكتبة المسجد الغنية جدا بكتب السيرة والتفسير والصحاح والسير والتراجم ، ولربما بدرس للعلامة المتصوف الشيخ الخضري وتقبيل يده الطيبة المباركة .

قطع حبل افكاري حول برنامج يومي الممتع صوت مظاهرة صاخبة لحشد من الاردنيين يزيد عديده على خمسة الاف مواطن ، كان يغذ الخطى والسير كالسيل المتدفق ، على رصيف الشارع العريض قبالة كافتيريا الهنيني وهم يرددوا عبارات منددة بالجريمة النكراء منها جملة تقول :- (سيس سيس سيس / إرهابي يا خسيس ) .

مما دعاني للانتهاء الفوري من إفطاري الشهي ، والاكتفاء بشطيرة فلافل بدل اثنتين كالعادة يا شحادة ، والتحق بالركب المقدس الطاهر، من طلائع الجماهير الاردنية المتظاهرة بشكل عفوي ملفت للنظر والبصر، لتصل الحشود الى الساحة الهاشمية قرب المدرج الروماني .

حيث تم وصول ثلة من بين المسؤولين الرسميين منهم المحافظ وقائد الشرطة والاعلام الذين شاركوا المتظاهرين رفع الاعلام الاردنية ورايات الحداد التي كانت حول أذرع رجال الامن أيضا ، واستمرت التظاهرة قرابة الساعتين وسط صدح حناجر الالوف من الاردنيين التي تردد الدعوات لدحر الارهاب واجتثاثه من اصوله وليغادر الجميع بمنتهى التحضر والرقي الذي لا يعرفه الخوارج الانذال وداعميهم ومؤيدي فكرهم القذر .

تلك كانت الصورة الشعبية لتلك الذكرى المؤلمة ، أما بالجانب الرسمي ففي ذلك اليوم الدامي الذي أوجع قلوب الأردنيين، قطع جلالة الملك عبد الله الثاني زيارته إلى كازخستان، ووجه كلمة للشعب الأردني قال فيها "إن جريمة الأربعاء (الأسود) شكلت لدينا نقطة تحول كبيرة في التعامل مع من يؤازر أو يتعاطف أو يدعم الإرهاب"، مؤكدا أن الاردن لا يخاف ولا يقبل الابتزاز لتغيير موقفه، وسيلاحق الارهابيين ومن يقف وراءهم لإخراجهم من جحورهم وتقديمهم للعدالة ، "وان هذه الأعمال الإرهابية لن تثنينا عن المضي في مسيرة التطوير والانفتاح والتقدم".

وبتمهيد تاريخي للحدث المؤلم وصولا لأخذ الدروس والعبر فقد كانت البداية مع العملية الارهابية الأضخم والأكثر ابهارا في التاريخ ،ونقصد بها هجمات برجي التجارة في نيويورك ومنهاتن حيث نجح تنظيم القاعدة باستثمار ما وفرته الساحة الأفغانية كقاعدة عالمية للجهاد الذي كان يحظى بدعم الولايات المتحدة في مواجهة السوفييت حتى انهيار المعسكر الشرقي، فتحولت أميركا نفسها الى هدف في 11 سبتمبر ليرتد السحر على الساحر .

فبرفعه لراية مقاومة الاحتلال كان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين كان يقوم ايضا بأعمال دموية على شكل مجازر وحشية قذرة بحق مدنيين، من اغتيال العلماء الى أعمال الخطف والابتزاز الى التفجيرات الانتحارية وغير الانتحارية في الأسواق والمراقد ودور العبادة ومحافل العزاء.

وقبل ذلك عانت الجزائر ما عرف بعشرية الدم والتي اعقبت إلغاء نتائج فوز جبهة الانقاذ مطلع التسعينيات حيث تحولت أجنحة منها الى العمل المسلح الذي اخذ منحى غير مسبوق في وحشيته وقسوته، حتى وصلنا لداعش والرعب الممسرح بالصوت والصورة على الفضاء الالكتروني.

أتي يوم التاسع من تشرين الثاني - الذكرى الثانية عشرة لتفجيرات عمان الارهابية – التي هزت ثلاثة فنادق في عمان عام 2005 ، وأودت بحياة ابرياء، نفذها ارهابيون نصّبوا انفسهم رتبة الحاكم والجلاد، والاردنيون عازمون على مواصلة المسيرة وتحدي الارهاب والفكر المتطرف، وتعزيز فضاءات الحرية والديمقراطية رغم حالة الحزن ومشاعر الأسى التي أصابتهم جراء تلك التفجيرات الأليمة.

التفجير الأول الذي وقع عند الساعة 9:30 بالتوقيت المحلي استهدف مدخل فندق الراديسون ساس (انذاك)، وبعدها بدقائق معدودة ، وعلى بُعد عشرات الأمتار ضرب تفجير ثان فندق حياة عمان الواقع على الدوار الثالث، فيما استهدف تفجير ثالث فندق دايز إن في منطقة الرابية.

التفجير الأكثر ايلاما كان في فندق راديسون ساس عندما اغتالت الانفجارات فرحة العروسين اشرف دعاس ونادية العلمي وهما في قمة سعادتهما ليتحول حفل الزفاف الى مجزرة فقدا فيها 26 شخصا من أفراد عائلتيهما ،الا انهما ومن منطلق إيمانهما بقضاء الله وقدره صمما على إكمال حياتهما وتكوين أسرة، ورزقهما الله سبحانه وتعالى بطفلين أطلقا على المولودة اسم جدتها لوالدتها (هالة) التي استشهدت في الحادت، والمولود الذكر(خالد) اسم جده لابيه.

اما تفجير فندق حياة عمان فأسفر عن وفاة المخرج العالمي السوري مصطفى العقاد صاحب أعظم فيلمين عن الإسلام والسلام هما (الرسالة وعمر المختار).
أما التفجير الثالث فاستهدف فندق/ديز إن/ في منطقة الرابية غير البعيدة عن موقعي التفجيرين الآخرين، وقتل فيه أندونيسيون على مدخل الفندق، فضلاً عن ثلاثة صينيين، إلا أن غالبية الضحايا والمصابين من الأردنيين.

وقد صدرت الارادة الملكية السامية في تشرين الثاني من العام 2006 بالمصادقة على قانون منع الارهاب الذي جاء فيه أن العمل الارهابي هو كل عمل مقصود يرتكب بأي وسيلة كانت يؤدي الى قتل أي شخص أو التسبب بإيذائه جسدياً أو ايقاع اضرار في الممتلكات العامة او الخاصة أو في وسائط النقل او البيئة أو في البنية التحتية او في مرافق الهيئات الدولية او البعثات الدبلوماسية اذا كانت الغاية منه الاخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وامنه للخطر او تعطيل تطبيق احكام الدستور او القوانين او التأثير على سياسة الدولة أو الحكومة او اجبارها على عمل ما أو الامتناع عنه أو الاخـلال بالأمن ، وتختص محكمة امن الدولة بالنظر في الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون.

وجلالة الملك حمل على عاتقه اكثر من مرة حِمل مكافحة الارهاب والفكر المتطرف فقد أكد في غير مرة على ان الأردن خط أحمر ضد الإرهاب والتطرف ولا مكان للإرهابيين فيه، مجددا جلالته ثقته الكبيرة بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وقدرتها على حفظ أمن الوطن وحمايته.

وبالختام لا يسعني الا ان اردد عبارة المتظاهرين الاردنيين اثر تلك الحادثة الاليمة سيس سيس سيس / إرهابي يا خسيس .
واتساب 0778757183








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس