الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمرو موسى ..عذر أقبح من ذنب ..!!

هادي فريد التكريتي

2006 / 2 / 22
كتابات ساخرة


الرعب يجتاح العالم نتيجة تفشي الوباء الجديد ، انفلونزا الطيور ، وبما انه يصيب الطيور وينتقل عن طريقها إلى الإنسان ، فخطره داهم ، يهدد البشرية بتفشي الوباء ، لكونه يتخطى الحدود ، فلا توقفه الحواجز الدولية ، ولا مفارز رجال الأمن والجوازات ، نتيجة لهذا الخطر ، عاش العالم ، وحكوماته التي تحترم الإنسان ، وتحرص على حياته ، في حال من القلق والذعر الشديدين ، فمختبرات العالم البيولوجية ، والبيطرية ، في حالة إنذار فعالة لفحص الحالات التي يشتبه بها ، ولقاحات المرض تنتقل بأقصى سرعة ممكنة ، من مصادرها المنتجة لها ، إلى البلدان التي تحصل فيها الإصابات ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ليس فقط من بني البشر ، ولكن أيضا من أجل تلك الطيور النادرة المهددة بالانقراض .
لا شك في أن الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالدول التي أصابها الوباء كبيرة ، وخصوصا تلك الدول الفقيرة في أسيا وأفريقيا ، التي تربي وتنتج تلك الطيور ، لا لأكلها واستهلاكها محليا ، فغالبية شعوب هذه الدول ، تحلم بأكلة دجاج في العام ، إن كان العام عام خير وبركة ، لذا فهي تنتج لغيرها من الدول الغنية أو ذات الدخل المناسب لمواطنيها ، فالوباء حل على هذه الدول والشعوب بمثابة الكارثة ( سونامي الطيور ) التي لا يمكن تعويضها ، وهو كارثة بالمقابل على دول الشمال الغنية ، فعلى الرغم من أن الخسارة المادية التي لحقت بهذا الصنف من الحيوانات عندهم كانت هي أيضا كبيرة ، إلا أن ما يخيفهم هو أن يتحول هذا المرض إلى وباء يهدد الإنسان عندهم .
الدول الأوربية وحكامها ، حريصون على تحقيق أقصى عناية ، وأفضل رعاية للإنسان المواطن عندهم ، واهتماماتهم بصحة وراحة شعوبهم فاقت كل الحدود والتصورات ، التي يحملها حكامنا ، وحتى ما يتخيله حماة البيئة عندنا ، عن حياة نظيفة وكريمة للإنسان ، لذا كانت هذه الدول حريصة على نظافة بيئتهم ، وخلوها من كل مرض ، بما فيها الطيور وباقي الحيوانات الأخرى ، باذلين كل جهد لوقف الوباء ، وعدم انتشاره ، وحصره في المنطقة التي يظهر فيها ، ومحاولة القضاء عليه ، والحيلولة دون أن ينتقل إلى مكان آخر ، لذا كانت إجراءاتهم سريعة ، على كل المستويات ، لتطويق المرض وحصر الخسائر بأقل ما يمكن ، حيث تم عقد اجتماع طارئ لوزراء الزراعة والصحة في هذه الدول ، لمناقشة ما يمكن فعله من إجراءات عملية وفورية ، لوقف انتشار هذا المرض ، أو التقليل من تأثيره على صحة شعوبهم ، وانعكاسات تأثيره على بيئتهم وتضرر اقتصاد بلدانهم ، كما عقدت ندوات على مختلف المستويات والاختصاصات ، لإفهام المواطن وتوعيته بحقيقة هذا الفيروس وكيفية الوقاية وتوخي الحذر منه ، وتحصينه عما هو متداول من إشاعات ، غير حقيقية عن هذا المرض ، وبذلك يتم حفظ أمن المواطن وسلامته ، ليس عن طريق إجراءات مادية وعلاجية ، وإنما عن طريق التوعية الصحية للفرد كذلك .
المرض في منطقتنا العربية ، من آسيا وأفريقيا ، قد ظهرت بوادره ودلالاته منذ فترة ليست بالقصيرة ، كانت ، ولا زالت ، هناك خسائر بشرية ، ناهيك عن الخسائر المادية ، إلا أن المكافحة الجادة ، على مستوى كل قطر ، ضعيفة أو تكاد معدومة ، إن لم تبادر الجهات الصحية المسؤولة ، في هذا البلد أو ذاك ، عن تصريح كاذب ،بخلو البلد ونظافته من هذا المرض ، بدلا من القيام بحملات وقائية مستعجلة ، وفعلية لكشف المناطق الموبوءة ومكافحتها ، وإتلاف الطيور النافقة والمصابة ، وعلاج المصابين من المواطنين ، والقيام بحملات توعية ، لتحصين المواطن ووقايته .
إن ما يجري عندنا يعكس حالة التخلف التي يعيش فيها ومنها المواطن ، نتيجة لإهمال المسؤولين وعدم اهتمامهم به ، على كل المستويات ، فالمواطن ضحية حكامه المتخلفين حضاريا ، فلا مصارحة ولا شفافية فيما هم مقدمون عليه ، والمواطن يجهل ما يحصل حوله ويدور ، فأمن وسلامة غذائه معدومة ، والعناية بصحته أمل وأمنية ، بظهر الغيب ، وتوعيته بمخاطر ما حوله تتولاها أدعية الصالحين ! ، وعلاجها تمائم وأحجية .من المتخلفين
أرباب الحكم والمسؤولين ، على مختلف مستوياتهم ، وعلى نطاق الوطن العربي ، هم آخر من يفكر بالمواطن العادي وحمايته من مرض أو آفة ، وإن حصل فبعد فوات الأوان ، وهذا بالضبط ما يحصل عندنا ، فإصابات المرض ، انفلونزا الطيور ، قد ظهرت في المنطقة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ، إلا أن أية إجراءات جدية ، على مستوى القطر الواحد ، لم تتخذ من قبل أي مسؤول عربي ، للتصدي لهذا المرض والوقاية منه ، وكأنما الأمر لا يعنيه ولا علاقة له به طالما الوباء بعيد عن بلده أو عنه شخصيا ، وعندما يقترب ، أو يتفشى ، بعد محاولات التستر الخائبة عليه ، يتم التداعي لمكافحته بعد فوات الأوان ، أو إجراء ما يلزم ، عندما لا يلزم لعلاجه شيء، وحتى في مثل هذه الحال ، لم يكن عامل الوقت والزمن ، عندهم له حضور أو قيمة ، على عكس ما هو حاصل في الدول المتطورة التي تغالب الزمن في إجراءاتها ، فالسيد عمرو موسى ، رئيس الجامعة العربية ، وبعد أن تفشى المرض في بلده ، مصر ، وأصبحت السيطرة عليه خارج القدرة الوطنية ، يطلب المساعدة عندما أعلن أن :ـ " ..الاتصالات تجري الآن لتوفير الأمصال اللازمة لمواجهة مرض انفلونزا الطيور ، والتنسيق بين الدول العربية لمواجهة هذا الخطر ...إننا توقعنا هذا الخطر ولذلك اتخذنا إجراءات وقائية إتفق عليها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب ، في اجتماعه الطارئ منذ قرابة أسبوعين .." لا أجانب الحقيقة والواقع عندما أقول أن الإحساس بقيمة الوقت عند حكامنا أمر معدوم ، أو كإحساسهم بما تعانيه شعوبهم من ظلمهم وقهرهم ، وهذا بعض مأساة تخلفنا ، فمنذ قرابة الأسبوعين ، كما يقول عمرو موسى ، قد أتفق وزراء الصحة الميامين على اتخاذ الإجراءات الوقائية ، ولكن ومن بعد أسبوعين أيضا ، لا زالت الاتصالات تجري لتوفير الأمصال اللازمة ، ( ولا أحد يعلم َمْن يتصل بَمْن ؟ أو على أي البعران ، من بلد العربان ، قد جرى تحميلها أو شحنها ) ولا ندري هل الأمصال هي للطيور أم لبني البشر ؟ سواء أكانت للطيور أم لبني البشر ، فالأمر سيان ، فلن نجد من بين المصابين أحياء بعد كل هذا الوقت المهدور في الإتصالات .؟ ( أتمنى لو كانت الأمصال لهؤلاء الوزراء ) الغريب في الأمر أن السيد عمرو موسى ووزراءه العرب ، لا زالوا أحياء ولم يصابوا بالمرض ، وهم من كانوا قد توقعوا هذا الخطر ، فلو لم يكن قد توقعوه ماذا كان سيحصل آنئذ ؟ عندما يكون حكامنا والمسؤولين عن أمننا وحياتنا بهذا الوعي المتدني ، يكون عذرهم أقبح من ذنبهم ، وليس هناك من يحاسبهم.على قباحتهم .؟؟

21شباط 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري