الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة القادمة من حلقات البحث عن الحقيقة

سامر عبد الحميد

2006 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في جو من السرية والكتمان،تجري التحضيرات الحثيثة لبدء جولة جديدة من معركة (البحث عن الحقيقة) والتي تقودها لجنة التحقيق الدولية بإشراف رئيسها الجديد سيرج براميرتز.
وبعكس الكثير من المراقبين الذين يسودهم القلق والتوجس مما يمكن أن تحويه جعبة (الساحر)الجديد للجنة،فإن النظام السوري يحاول أن يسوّق نفسه-إعلاميا على الأقل-بمظهر الواثق من نفسه ومن براءته ومن قدراته أيضا.
وعلى ما يبدو،فإن هذا النظام قد حسم خياراته تجاه الضغوط الخارجية المتفاوتة الشدة.والتي كان قد لخصها الرئيس الأسد في أحد خطاباته السابقة بخيار:المقاومة.

في الآونة الأخيرة قام النظام السوري بعدة خطوات تؤكد تصميمه على تبنيه للخيار الأشد تطرفا،عبر إرساله لعدد من الرسائل القوية للعالم،كان أبرزها زيادة التقارب السوري الإيراني لدرجة الاتفاق الاستراتيجي للدفاع عن بعضهما البعض في حال تعرضت أية دولة منهما للاعتداء.

وهذا ما رأيناه في تصريحات كلا الرئيسين نجاد والأسد.وكذلك في الموقف السوري تجاه الأزمة النووية الإيرانية..الخ.
وزيادة في تأكيد سوريا على رفع سوية مجابهتها للحلف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية،فقد قامت بتعزيز علاقتها مع المنظمات الفلسطينية الراديكالية وعلى رأسها حماس.وجرى الاحتفاء بفوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية وبأحد قادتها خالد مشعل بشكل لم يسبق له مثيل.وحاول النظام السوري بجرأة إعطاء إشارات قوية للتدليل على مدى نفوذه لدى هذه المنظمات..
إضافة لاستقبال الأسد للتيار الأشد تطرفا لدى شيعة العراق،والمعروف بمعاداته المطلقة للوجود الأمريكي بالعراق ونعني به تيار الإمام مقتدى الصدر..
ويصبح الموقف السوري اكثر وضوحا إن نظرنا لبعض الرتوش الأخرى كالمبالغة في الرد على ما يسمى أزمة الصور المسيئة للإسلام،وظاهرة حرق السفارات في سوريا وتغاضي النظام عما يسميه ردود فعل الشارع المسلم..وبدعمه وتدخل حلفائه في لبنان للقيام بمثل ما قامت به الجماهير في دمشق.
أما على صعيد الداخل،فقد وجه رسالة للمعارضة كما للخارج ومفادها بأنه لاتسريع للإصلاح.ورغم إطلاق مجموعة ما يسمى بنشطاء ربيع دمشق ممن أنهوا أحكامهم،لكنه أبقى في سجونه كثيرا من النشطاء الآخرين وعلى رأسهم عارف دليلة..وكمال اللبواني الذي تطالب واشنطن بإطلاق سراحه.
مما سبق ذكره يؤكد مجددا عزم سوريا على مجابهة كافة الضغوط إلى النهاية.

في الجانب الآخر تبدو الولايات المتحدة وفرنسا مصممتان على متابعة الضغوط على النظام السوري،والإيحاء بأنهما تعدان العدة لإيقاع عقوبات جديدة على أعمدة النظام.والعمل على نشر الإشاعات الإعلامية بأن لجنة التحقيق بطاقمها الجديد تملك كمية (دسمة) من الدلائل الجديدة على تورط النظام السوري بجريمة اغتيال الحريري.
كذلك فإنها بدأت تعزف مؤخرا على نغم قديم وهو تهريب صدام لأسلحة الدمار الشامل لسوريا.
إضافة لدعمها لتحالفات المعارضة في الخارج كتحالف خدام والبيانوني،واستعدادها لدعم معارضة الداخل إن هي طلبت ذلك.ورصد المبالغ المالية لها...
غير أن الجهود الأمريكية الفرنسية لتركيع النظام السوري،تجابهها عقبات كثيرة.
فالمجتمع الدولي وعلى رأسه روسيا والصين، والذي سئم من تفرد الولايات المتحدة باتخاذ القرارات الدولية ومحاولة تجيير هذه القرارات لمصلحتها،يحاول اليوم بهذا الشكل أو ذاك لجم الاندفاعات والمبادرات الأمريكية.
إضافة لهذا،فان المجتمع الدولي أيضاً بدأ يبدي تبرمه وعدم رضاه من نتائج الجولة الأولى للجنة التحقيق برئاسة ميلس،والتي أظهرت فضائح كبرى فيما يخص فبركة الأدلة وتزوير الشهود وضعف الفعالية،وبالتالي يسود اليوم موقف أكثر سلبية تجاه اللجنة الجديدة التي يعتقد الكثيرون بأنها لن تأت بجديد سوى استعمالها كورقة ضغط بيد الولايات المتحدة ،التي يرفض صناع قراراتها رغم المشاكل العديدة ،التخلي عن عقلية رجال الكاوبوي في نعاملهم مع تلك المشاكل !.
كذلك يلعب الرفض الإسرائيلي ،وممانعة كثير من الأنظمة العربية لزيادة الضغوط على سوريا ،وتخوفاتها من نتائج انهيار النظام المباغت،دورا في الحد من الاندفاعات الأمريكية.التي لم تكن غايتها في كل الأحوال إسقاط النظام بل تركيعه وإخضاعه للاملاءات الأمريكية فقط.
وعلى ما سبق فإننا نعتقد بأن الجولة الجديدة للجنة التحقيق ستكون بشكل عام أقل ضجيجاً وأقل جلباً للانتباه من السابق.ولعلنا سنشهد خلال الفترة القريبة القادمة عقد بعض الصفقات هنا وهناك.خصوصاُ بوجود بقايا أوراق إقليمية على الساحتين اللبنانية والفلسطينية مازال النظام قادراً على اللعب بهما نسبياً.
غير أن الوقت الذي تراهن سوريا عليه للخروج من أزمتها السياسية ربما لن يكون في صالح النظام على الصعيد الداخلي،وفي الجانب الاقتصادي تحديداً.
إذ أن المتابع للشأن السوري يجد بأن الوضع الاقتصادي يقع على شفير الهاوية.وربما فات الأوان لإمكانية إعادة إصلاحه وإنعاشه.وبالتالي فإن الكارثة الاقتصادية القادمة (وفق المؤشرات الحالية)، ستجعل من الشعب السوري لاعباً فعالا في الساحة.وقد يخرج منه مالا يرضي أمريكا ولا النظام إن ضاقت به الأحوال أكثر مما هي عليه الآن!.


سامر عبد الحميد -كاتب سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار