الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر الاسرار الذي تنقله الاخبار

ماجد ساوي

2017 / 11 / 12
الادب والفن


نقطة اولى :
الستم خير من ركب المطايا واندى العالمين بطون راح ِ
جرير

افرش السجادة امام هذا الاله واصلي , اسمه يشغل روحي ووصفه يتعذر في المخيلة . وهو في الاعالي وانا المسجون في هذه الارض , وحدي اعيش اليوم والليلة لا انيس ولا جليس الا كتاب افتحه كلما اشتقت اليه , واتوق لساعة الرحيل الى الجوار الاعلى حيث السكنى في جوهرة الخلود وحصيلة الوجود لا افكر في الطعام والشراب ولا اهلك نفسي في سبيل احد.

اسافر الى مدينة من مدينة وفي الطريق اقرا الاذكار الحافظة وعند نقطة التفتيش اخرج وثيقة الاثبات واتعجب فهل مثلي لا يعرف اسمه وونسبه فلماذا لا اسال عنهما وهم وجودهم يتلخص في الاسئلة وانا وجودي يتلخص في الاجوبة , والجنون يرافقني اينما حللت ولا احد يعتبرني شيئا الا انني رجل يحسن قول الشعر ويجيد التحدث في الامور كلها ويشرب القهوة والشاي بخلق رفيع وادب جم .

يبحثون عن البيعة واضحك وانا اراها في جيبي , واسمعهم يقولون فلان هو الخليفة رغم انه قتل ابائهم واخوانهم وابنائهم وويتكالبون على مصيبة السلطان رغم انها طريقهم السريع الى جهنم , وتنادي خطب الجمعة ايها الناس ايها الناس والناس لايفهمون منها شيئا ويخرجون من الجامع مسرعين في كل مرة , وكل مرة ادخل الى المسجد اصلي فيه معهم واخرج منه وانا كالغائب لا يراني احد ولا يدري بحضوري احد .

في البيت اصنع العشاء واستمتع بالطبخ مع ان النساء اكثر من ان تعد حولي , ادخل غرفة النوم وافكر في السرير في معضلاتهم وابحث عن الحلول للمشاكل المستحدثة واحضر نفسي لعالم الرؤى الذي يمثل وسيلة الارتباط الوحيد بمصدر السلطات . وانا في كل يوم انتقل من مكان الى مكان واخرج من زمان الى زمان ولا اشعر بنهاية قريبة لهذا الاغتراب.

يالهذه الورطة التي انا فيها , فانا موجود بغير اختيار مني ولا قرار , اكابد الاحداث التي ايضا لا اختيار لي فيها ولا قرار , ولا اخبر احد بما يحدث معي مع ان الاخبار بكل ما يحدث تنتشر في جميع الزوايا وتنتقل في كل الاوساط وتتحدث بها الفتيات الصغيرات قبل كبار القوم واستغرب كيف تعمل وكالة الانباء هذه ومن يحركها ومن هم المستفيدون منها وماهي اهدافها وايضا لا اختيار لي في وجودي في الاخبار ولا قرار !

نقطة ختام
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
الفرزدق


ماجد ساوي
الموقع الزاوية
http://alzaweyah.atwebpages.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب